رسامون عرب : الجمهور العربي بدأ يتذوق الفن التشكيلي
أسدل الستار  في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس على صالون الشباب العربي للفن التشكيلي في طبعته الأولى، بعد ثلاثة أيام من العروض و النشاطات التي قام بها الفنانون الذين قدموا من 27 ولاية من داخل الوطن مع تسجيل مشاركة واسعة للأشقاء من تونس بعشرة فنانين تشكيليين و كذا من ليبيا وقطر والسعودية.
 لقد تم عرض 96   لوحة فنية  برواق الفنان المرحوم لزهر حكار الذي شهد على مدار أيام المعرض إقبالا كبيرا للمواطنين وللمثقفين وللمتذوقين للفن التشكيلي بهذه الولاية التي بدأت تضع لبنات أولى لانطلاقة رائدة في هذا النوع من الفنون على مستوى الجزائر، لاسيما وأنها تحتضن العشرات من التشكيليين الذين قدموا أعمالا كثيرة في مجالات مختلفة من عالم الفنون التشكيلية على الصعيد الوطني وحتى العربي، أمثال خالد السباع  وغيره من التشكيليين الشباب الذين يعملون ويبدعون  ويتألمون في آن واحد في صمت كبير لغياب حوافز تشجيعية لمثل هذه النشاطات التي تخلد  سحر المناظر الطبيعية بالمنطقة. برزت إبداعات الفنانين الشباب التشكيليين الذين  لونوا مشهد مدينة خنشلة الممزوج بروائع ما زخرف به الله الطبيعة الساحرة، في الطبعة الأولى لربيع الشباب العربي للفن التشكيلي الذي حمل شعار”رغم الألم ريشتنا الأمل”، وهو عنوان اختاره الفنانون من واقع الهم العربي  و تركوا  لجنون الريشة التعبير عن حياة الإنسان العربي  الذي لا يزال يبحث عن هويته على حد تعبير الفنان عبد اللاوي مراد.
وتم على هامش هذا الصالون  إلقاء محاضرات،  تخللتها مناقشات واسعة حول الفنون التشكيلية بصفة عامة، و بعض المدارس التي  كان تأثيرها كبيرا على  اللوحات المعروضة،  فقد برزت من خلالها  مدارس التكعيبية و التجريدية و الرومانسية و غيرها من المدارس الفنية التشكيلية المعروفة لتتم ولأول مرة،  حسبما أكده  الفنان التشكيلي مراد عبد اللاوي، قراءات نقدية وتحليلية مباشرة مع الجمهور لبعض اللوحات المعروضة، و هو ما حظي بإعجاب الحضور و من بينهم  الفنانين القادمين من الدول العربية الذين عبروا عن احترامهم وتقديرهم للريشة الجزائرية و انبهارهم بالطبيعة الخلابة في منطقة خنشلة.
و شارك الفنانون التشكيليون في إقامة جداريات مختلفة و لوحات معبرة بحمام الصالحين و قد استقطبت هي  الأخرى جمهورا كبيرا من محبي وعشاق الفنون التشكيلية، خصوصا وأنها أنجزت في منطقة سياحية تعرف توافدا كبيرا للزوار من ولايات مختلفة.  
جدير بالذكر أن في اليوم الأخير من الصالون نظمت رحلة سياحية إلى أعالي شليا بجبالها وبغاباتها وبأشجار الأرز ، فانبهر الفنانون العرب بالطبيعة الساحرة للمنطقة. وعلى هامش صالون الشباب  التقت النصر بفنانين تشكيليين أكدوا ظهور بوادر تشكل جمهور  ذواق لهذا النوع من الفن. 

عبد اللاوي مراد  فنان جزائري
      توجد أسماء  تؤسس لنهضة للفن الجزائري
أهنئ  ولاية خنشلة على وجود هذه الأسماء  الفنية التي تضع لبنة أساسية لإعطاء انطلاقة و نهضة للفن التشكيلي الجزائري . و كذا جمعية لمسات الفنون التشكيلية التي أخذت على عاتقها هذه المهمة الكبيرة رغم حداثتها و إمكاناتها الخاصة المحدودة التي تعمل بها، حيث نجد أن شخصا واحدا يقوم بدور و نشاط مؤسسة بذاتها. 

هديان الزين من تونس
هناك صحوة ثقافية في الوطن العربي
هذه المرة الثانية التي أحضر فيها إلى خنشلة،و قد حضرت إلى صالون الفنون التشكيلية رفقة  طاقم من الفنانين التشكيليين التونسيين لأشارك   بلون من الفنون التشكيلية، لاحظت أنه غير  معروف جيدا في الجزائر، وهو تقنية الحفر الطباعي التي تشتهر بها مدينة المهدية بتونس،  و هناك جمهور واسع من المتذوقين لهذا اللون الفني الذي يبدع  فيه الفنان، كما يبدع في اللوحة التشكيلية العادية. إن  مجموعة الأعمال التي شارك بها الفنانون التوانسة في هذا الصالون، كلها لوحات الحفر، لأننا نهدف إلى التعريف بهذه التقنية، لاسيما وأننا لمسنا رغبة كبيرة لدى الفنانين للتعرف عليها أكثر، علما وأنها تدرس في معاهد الفنون التشكيلية بتونس.
هناك صحوة فنية ثقافية في العالم العربي الذي همشت فيه الفنون وهو ما يستلزم إعطاء فرص للشباب  ومساعدته للوصول إلى تحقيق ما يصبو إليه في مجال الفن التشكيلي، وكل ما نأمله هو وضع لمسة لهذه التقنية الجديدة حتى يتم التعرف عليها أكثر”.


الصغير نورالهدى   تشكيلية جزائرية
الاحتكاك يسمح بالتعرف على مختلف المدارس
أنا طالبة من معهد الفنون الجميلة بباتنة و تشكيلية متخصصة في فن الزخرفة والمنمنمات، شاركت في عدة معارض  وصالونات وطنية سمحت لي بالتعرف أكثر على واقع الفنون التشكيلية في الجزائر و مشاركتي في هذا الصالون لأول مرة، جعلتني أتعرف على مدارس مختلفة في الفنون التشكيلية، والاحتكاك بالفنانين العرب الذين أضافوا لنا لمسات جديدة. أتوجه بالشكر على وجه الخصوص إلى جمعية لمسات الفنون التشكيلية على كل ما تقدمه من أجل ترقية الفنون التشكيلية وترسيخها في المنطقة.

عبير الكعكي فنانة من السعودية
المواطن العربي توّاق للجمال
ولاية خنشلة هي ملهمة الفنان بطبيعتها الساحرة و بيئتها العذراء، إنها  تعطي الفنان نفسا جديدا، ومشاركتي في هذا الصالون  سمحت لي  و لأول مرة بالتعرف على الفنانين الجزائريين و الأشقاء العرب من تونس وليبيا، و  كانت لنا فرصة تبادل الآراء و مناقشة بعض الأفكار الفنية وشاركت بعدة لوحات كلها عن  واقع المرأة الاجتماعي و العاطفي في الوطن العربي. ما يجعلنا سعداء و متفائلين في الوطن العربي، هو إقبال مختلف الشرائح من المجتمع على المعرض وهو ما يدل على تذوق المواطن العربي التواق  للجمال للفن التشكيلي الذي يتعايش مع جمهوره و يتوجب عليه معايشة الفنان ومسايرة أعماله، حتى يكون هناك حراك في الفعل الثقافي بصفة عامة.

إكرام عجرود من تونس
 المعارض تساعد في التعرف على الثقافات العربية
هذه تجربتي الأولى في مثل هذه الصالونات الفنية خارج الوطن، وهي فرصة لعرض لوحاتي بالجزائر و التعرف على الفنانين الشباب من الأقطار العربية الأخرى و التمتع بمناظر طبيعية بخنشلة . مشاركتي كانت بأعمال   حفر، وهي تقنية جديدة  تدرس بتونس ولها جمهورها الخاص . أنا كلي أمل وتفاؤل  بأن تكون هناك خطوات جديدة نحو ترسيخ  مثل هذه التظاهرات، التي تجعلنا نتعرف على مختلف الثقافات العربية ونتبادل الآراء والخبرات.             

ع. بوهلاله  

الرجوع إلى الأعلى