السبّــاحــة إيـمان حـمـلاوي ترفـع الـتحـدي و تـتـصدر دفـعتـهـا في الإعـلام الآلــي
واصلت المثابرة إيمان حملاوي تحديها للإعاقة، و حققت ما طمحت إليه مثلما وعدت منذ أربع سنوات، بعد حصولها على ألقاب رياضية مشرفة في مجال السباحة، برفعها لتحد جديد و هو التفوّق في دراستها بالجامعة، حيث جاءت الأولى على دفعتها في تخصص تكنولوجيات الإعلام بجامعة قسنطينة 2.
إيمان صاحبة  21 ربيعا التي سبق للنصر أن تابعت خطوات نجاحها الرياضي، عادت لتبرز قوة عزيمتها من جديد بعد ثلاث سنوات من الجد و التضحية، حيث لم تستسلم كعادتها للظروف الصعبة التي واجهتها بالمعهد الذي كانت تدرس به  المليء بالسلالم، مثلما قالت، و هي تتنقل على كرسيها المتحرّك، تدفعها قوة الإرادة لمواصلة التحدي لأجل إحراز أعلى العلامات و التفوّق في مجال مهم تحلم بأن تتعمق فيه أكثر، خاصة بعد تمكنها من قطف الثمار الأولى في مرحلة الدراسات العليا بحصولها على ليسانس إعلام آلي و ذلك بمعدل 13.54.
إيمان تحدثت عن اهتمامها الكبير بتطبيقات الجوال، و قالت بأنها شغوفة بخوض هذا المجال، من خلال متابعة تكوين إضافي، لتوسيع ملكتها العلمية و التكنولوجية، خاصة و أنها تنوي الالتحاق بالمدرسة الوطنية للإعلام الآلي بالعاصمة.
الطالبة الطموحة قالت بأن مشوارها الدراسي لا يزال طويلا، لأنها عازمة على متابعة دراسات ما بعد التدرج، فضلا عن إصرارها على مواصلة تدريباتها الرياضية، لأجل تحقيق انتصارات و جوائز جديدة، لكن ليس في رياضة السباحة التي سبق لها الفوز بميدالية ذهبية في منافسة وطنية و شهادات تقديرية كثيرة فيها و في مجال رياضي ثان، فقد قررت هذه المرة، خوض غمار رياضة رمي الجلة بتوجيه من مدربها الواثق من كفاءتها و قوة إرادتها.
و كانت إيمان قد أصيبت بالشلل و فقدت القدرة على استعمال ساقيها و أصابع يديها في حادث مرور أليم، تعرّضت له و عمرها لم يتجاوز 12عاما ، عندما سافرت مع والدها ذات عيد أضحى لزيارة و معايدة الأقارب بولاية مجاورة، أين تعرضت لحادث خطير و هي تحاول اللحاق بوالدها الذي كان في الجهة المقابلة للمكان الذي ركن فيه سيارته، حيث صدمتها مركبة على الطريق السريع بمنطقة تمالوس، أصيبت على إثرها بجروح خطيرة على مستوى العمود الفقري.
اكتشفت الرياضية و الطالبة المتفوّقة مهارتها في السباحة بعد ممارستها لها لأغراض علاجية،  لكنها حولتها إلى رياضة تستطيع معها تحقيق أهداف بطعم التحدي و رائحة الكفاح في مجال لم تحلم بخوضه قبل الحادث، الذي قالت أنه غيّر مسار حياتها و جعلها تكتشف رياضة مشوّقة، كانت تخشى حتى ممارستها بدافع المتعة، حيث شجعتها روح المنافسة على رفع مسافات السباحة في المنافسات إلى 100متر بعد تدرجها السريع من25 ثم 50 مترا، مما مكنها من افتكاك ميداليتين برونزيتين، ضاعفتا ثقتها في قدرتها على تحقيق نتائج أفضل و هو ما وصلت إليه في  منافسة سطيف الوطنية التي حازت فيها على ميداليتين ذهبيتين و لا تزال تطمح لإحراز ألقاب و بطولات عالمية و الالتحاق بالمنتخب الوطني و المشاركة في منافسات دولية.
إيمان التي يطبع الحماس نبرة صوتها دائما، طلبت منا نقل شكرها و امتنانها لجميع من وقفوا إلى جانبها و ساندوها طيلة مشوارها الدراسي و الرياضي، خاصة العائلة.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى