يستعد الأديب عز الدين جلاوجي، هذه الأيام لإصدار، روايته «الفراشات والغيلان» في طبعة مترجمة إلى اللغة الاسبانية عن دار نشر إسبانية، و في طبعة باللغة العربية عن دار المنتهى بالجزائر. الرواية، ترجمتها الدكتورة و المترجمة فريدة مغتات إلى اللغة الإسبانية ، تحت إشراف ومراجعة من الكاتب المستشرق الاسباني الدكتور لويس برنابي بونس. و قد صدرت هذه الرواية في طبعتها الأولى عام 2000 عن دار هومة، ثم صدرت في طبعات أخرى، منها طبعة العام 2009، عن منشورات وزارة الثقافة ضمن الأعمال الروائية غير الكاملة.و قد أنجزت الكثير من الدراسات حول «الفراشات و الغيلان» داخل الوطن وخارجه، و مثلما حظيت بالترجمة إلى الإسبانية، هي الآن قيد الترجمة إلى اللغة الإنجليزية.وعن هذه الترجمة، قال الكاتب جلاوجي للنصر: «لعلّ ما حدا بأنّ تحظى روايتي هذه بعدد كبير من الدراسات والترجمة إلى الإسبانية و الإنجليزية، هو ملمحها الإنساني بالأساس»، مضيفا في ذات المنحى: «ما أشارت إليه جلّ الدراسات التي تناولت الرواية، وكذا بعض رواياتي الأخرى، أن نصوصي الإبداعية تتميز بملمحها الإنساني بالأساس، فهي حتى وإن انطلقت من المحليّة، تسعى دوما إلى أن تكون دعوة للحرية والمحبّة والتسامح، وإسماع صوت المنبوذين والمقهورين في كلّ مكان، وقد تجلّى ذلك واضحا في رواية «الفراشات والغيلان» والتي تعرضت للحرب الهمجية التي تعرض لها سكان كوسوفو، والإبادة الجماعية التي طالتهم تحت سمع ونظر العالم كلّه، لا لشيء إلا لاختلاف لا يمكن أبدا أن يكون سببا في كلّ ما سُفِك من دماء بريئة، مسّ الأطفال والنساء بالأساس». جلاوجي، أضاف متحدثا عن الملمح العام للرواية: «تبدأ الرواية بفقدان الطفل للعبته، رمزا لضياع الحلم والبراءة، ورغم كلّ المآسي التي تملأ أحداث الرواية، فإنّها تنتهي باسترجاع هذا الحلم، مما يجعل اللعبة تيمة مهمة داخل النص في دعوة مني إلى احترام الطفولة واحترام أحلامها».
صاحب رواية «الرماد الذي غسل الماء»، أشار إلى أنّ الإهداء الذي تصدر الرواية، يشير إلى الملمح الإنساني المطعون بالمآسي وتبِعات الحروب، إذ يقول بهذا الشأن: «يمكن تهجي هذا البعد الإنساني من الإهداء الذي تصدر الرواية، والذي مؤداه: (ما أحقر الإنسان يضطهد الإنسان، إلى كلّ الثائرين ضد همجية الإنسان وإلى الأطفال المضطهدين في كلّ شبر من هذه الأرض)، كما يتجلّى هذا أيضا من خلال شخصية الطفل الذي اعتمده الكاتب كشخصية رئيسة في الرواية، وساردة لأحداثها».
«الفراشات والغيلان»، هي أوّل رواية للكاتب تُنقل وتُترجم من العربية إلى لغة أخرى، وقد قال بهذا الخصوص: «هذه أوّل رواية من بين رواياتي تُترجم لي. أتصوّر دوما أنّ النص يُقرأ في بيئته وبين أهله أولا وهذا ما حُظيت به هذه الرواية، كما غيرها من رواياتي، لكن كون موضوعها يتعدى حدود الوطن، بل حتى حدود الوطن العربي ويحمل بعدا إنسانيا يدعو لنبذ العنف ورفض العربي بين بني البشر كان دافعا أساسيًا لترجمته إلى الإسبانية والإنجليزية، وهذا يسعدني كثيرا، فمن المهم جدا أن نصل إلى الآخر وبكلّ اللغات إن أمكن. وبمناسبة الترجمة دائما، أنا أنتظر أيضا هذه الأيام، ترجمة روايتي «حائط المبكى» إلى اللّغة الفرنسية قريبا.
نوّارة لحــرش

الرجوع إلى الأعلى