مهرجـان السينـما الصحـراوية يضع واقع الشعـوب المحتلة تحت الأضـواء الكـاشفة
كرّس المهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية " في صحراء"، أغلب فعاليات طبعته الـ 13 التي انطلقت في الثالث عشر من شهر أكتوبر الجاري، خارج عروض الأفلام، لتسليط الضوء على واقع الشعوب المحتلة، وتوسيع شبكة التضامن مع الشعب الصحراوي، إلى جانب تأسيس شبكة دولية لكسر التعتيم الإعلامي على الأراضي الصحراوية المحتلة، فيما تم بالمناسبة تكريم الرئيس الراحل محمد عبد العزيز الذي يعد من أبرز رموز النضال والكفاح الصحراوي.
مبعوث النصر: عبد الحكيم أسابع
وشهد اليومان الأخيران تنظيم إدارة المهرجان الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار " شعوب تحت الاحتلال "، بولاية الداخلة بحضور أكثر من 400 متضامن من فنانين وسينمائيين، عدة طاولات مستديرة، الهدف منها إدانة الاستعمار، في أي مكان في العالم وتسليط الضوء على جرائمه في حق الإنسانية، والدعوة أيضا إلى توسيع شبكة التضامن الدولية مع الشعب الصحراوي، من بينها، الندوة التي تم تنظيمها أمس حول ‹›واقع الشعوب المحتلة»، ونشطها الوفد الصحراوي القادم من الأراضي المحتلة إلى جانب  مشاركين من  كندا، الإكوادور،  فلسطين،  سوريا، وأرمينيا، تناولت واقع الشعوب المحتلة و ما تتعرض له من انتهاك لحقوق الإنسان  والاضطهاد و غيرها من سبل القمع الوحشية  التي تعاني منها الشعوب المستعمرة .
وأجمع المتدخلون على دعمهم و مساندتهم لحق الشعب الصحراوي في الحرية  و الاستقلال و لكل شعوب العالم التي تعاني من الاحتلال و والقمع، موجهين نداء إلى المنظمات الدولية والهيئات العالمية للضغط على المغرب من أجل الامتثال للشرعية الدولية، فيما أعلنوا عن تضامنهم و تآزرهم  مع المناضلة الصحراوية سكينة منت جد أهلو.كما سبق وأن نظمت ذات اللجنة أول أمس ندوة مماثلة حول « الصحراء الغربية تحت الاحتلال»، أطرها سفير انتفاضة الاستقلال سيدي محمد دّدش، تطرق فيها إلى الوضع في الصحراء الغربية منذ الاجتياح المغربي سنة 1975 وحرمان الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة من الحق في التظاهر وحرية التعبير والمطالبة بتقرير المصير والاستقلال، مشيرا إلى وضعية حقوق الإنسان بالمدن المحتلة، وما يعانيه الصحراويون من انتهاكات مستمر ة وممنهجة على يد قوات القمع المغربية، مستشهدا بما يتعرض له الآن مجموعة "أكديم إزيك " من تعذيب ومضايقة في سجن "العرجات" المغربي.كما تم خلال الورشة عرض شريط وثائقي باللغة الإسبانية يشيد بخصال ومناقب الرئيس الراحل الشهيد محمد عبد العزيز، تكريما له.
أرضية رقمية دولية لكسر التعتيم الإعلامي على الأراضي الصحراوية المحتلة
وتم أمس أيضا في إطار نشاطات مهرجان الصحراء الغربية الدولي للسينما إطلاق مشروع " رصد الصحراء الغربية "بالتنسيق بين منظمة "فيتنس"الأمريكية غير  الحكومية، وإدارة المهرجان "في صحراء "، وإعلاميي المناطق الصحراوية المحتلة، من أجل معالجة والتحقق من الفيديوهات ونشرها من أجل تسهيل عمل الخبراء والمنظمات الدولية في الخارج لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية، ورفعها في تقارير، من أجل كسر الحصار والتعتيم الإعلاميين المفروضة على المناطق الصحراوية المحتلة.
 وتم خلال الورشة التي شهدت إطلاق هذا المشروع التأكيد بأن نشر الفيديوهات المعالجة والموثوق منها، إلى جانب التقارير المصورة والبحوث، في نسخ أصلية عبر موقع إلكتروني عالي التأمين.وعرف المهرجان الذي انطلقت أشغاله يوم الأربعاء بحضور رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي  حضورا إعلاميا كبيرا لوسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية ومراسلي مختلف الوسائط الإعلامية الدولية الكبيرة لتغطية مختلف فعاليات المهرجان التي تنوعت بين العروض المقدمة في الهواء الطلق و الطاولات المستديرة و الورشات المختلفة إلى جانب الحفلات الفنية المنظمة على الهامش والزيارات الميدانية في مخيمات العزة والكرامة.

رئيس لجنة تحكيم مهرجان " في صحراء "محمد علي لمة للنصر
 حرصنا على انتقاء الأفلام الملتزمة  بقضايا الشعوب
أكد رئيس لجنة تحكيم المنافسة الرسمية لمهرجان الصحراء الغربية العالمي للسينما محمد علي لمة، أن اللجنة كانت شديدة الصرامة في تحديد معايير انتقاء الأفلام الـ 53 المشاركة في المنافسة الرسمية للمهرجان أو في العروض العامة التي تم تقديمها أمام الجمهور الواسع في ساحة قاعة المؤتمرات بولاية الداخلة، بمخيمات اللاجئين الصحراويين. وأوضح لمة الذي يشغل مدير التدوين وحفظ الذاكرة الشفوية في وزارة الثقافة الصحراوية، في تصريح للنصر بأن لجنة التحكيم التي أشرفت على تقييم أفلام الطبعة الـ 13 التي نظمت هذه السنة تحت شعار '' شعوب تحت الاحتلال ''، كانت في منتهى الصرامة في تحديد معايير المشاركة، وقال بأن التركيز في اختيار الأفلام التي رشحت للجوائز الثلاث للمهرجان '' الجمل الصحراوي ''، قد تم على  الأعمال الروائية والوثائقية التي تخدم الشعب الصحراوي وقضيته الوطنية، باعتبار أن المهرجان في حد ذاته يعتبر '' محطة كبرى في إطار التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي وكذا في إطار خطة متكاملة من أجل تطوير الفعل الثقافي وجعله يخدم القضية الصحراوية ''. وبعد أن أشاد بالمشاركة الجزائرية الفاعلة والمكثفة في المنافسة الرسمية وفي العروض خارج المنافسة إضافة إلى تلك التي تعرض في إطار القافلة الثقافية عبر كل الولايات الصحراوية في اللجوء، أعرب المتحدث عن أسفه للغياب العربي غير المبرر عن الطبعة  الثالثة عشر للمهرجان وقال '' نأمل من إخواننا العرب أن تكون مشاركتهم فعالة''.وأشار رئيس لجنة التحكيم إلى انه قد تم استبعاد من العروض ومن المنافسة الرسمية كل الأفلام التي لا تحترم الجانب الأخلاقي والقيم الأخلاقية للشعب الصحراوي مضيفا '' نرفض رفضا قاطعا الأفلام التي تحتوي على مشاهد فيها إيحاءات جنسية أو مخلة بالآداب''.                          
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى