إلـزام الوكـالات السياحية بشروط مشدّدة لحماية الحجـاج و المعتمريـن من المذاهب الدخيــلة
 قررت وزارة الشؤون الدينية إلزام الوكالات السياحية بالحصول على تراخيص مسبقة، لاعتماد أئمة ومرشدين لمرافقة الحجاج والمعتمرين إلى البقاع، عقب اكتشاف مرشدين يحملون مرجعيات غير المرجعية الوطنية، كما قرّر ديوان الحج والعمرة  من جانبه، تنظيم حملة تحسيسية لفائدة المعتمرين لتحصينهم ضد المذاهب التي تسعى للتغلغل وسط المجتمع الجزائري.
وبحسب ما أفاد به المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة، أمس الثلاثاء، في تصريح للنصر، فإن كل وكالة ملزمة مستقبلا بالمرور على المديريات الولائية للشؤون الدينية، للترخيص للأئمة والمرشدين الذين سيرافقون الحاج والمعتمرين في الموسم الجديد، على خلفية انتقاء مرشدين دينيين لا يحملون المرجعية الدينية الوطنية، على غرار ما تم اكتشافه في مواسم سابقة، مما اضطر الديوان إلى إقصاء الوكالات التي لم تتحقق من الانتماءات المذهبية للمرشدين والأئمة الذين اختارتهم و تأطير الحجاج والمعتمرين، ويعد هذا الإجراء بمثابة ضمان لتحصين المعتمرين والحجاج الجزائريين من المذاهب التي لا تمتّ بصلة للمرجعية الدينية والوطنية،  وفق السيد عزوزة، ولتفادي احتكاكهم أثناء أداء المناسك، بمن يسعون إلى نشر مذاهب ونحل غريبة.واشترطت وزارة الشؤون الدينية، على الوكالات أن يكون المرشد إماما معتمدا لديها، أو على الأقل أن يكون خضع من قبل لتكوين على مستوى الهيئات التابعة لها، وأن يحظى بتزكية المجلس العلمي، وسيساعد القرار وفق تأكيد السيد عزوزة الوزارة على تكوين قاعدة بيانات تضم كافة المرشدين والأئمة الذين دأبوا على تأطير المعتمرين والحجاج، قصد إخضاعهم إلى دورات تكوينية مستمرة، لأن الأمر يتعلق  وفقه، بمسؤولية الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية، خاصة بعد ضبط أشخاص ببعض المناطق من قبل عناصر الأمن مؤخرا، يروجون لمذاهب لا تمت للتعاليم الإسلامية بصلة. وسيشرع من جانبه، ديوان الحج والعمرة في حملة تحسيسية ستستهدف أولا المعتمرين، تحسبا لانطلاق الموسم الجديد، إذ ستكون أول رحلة باتجاه البقاع يوم 20 نوفمبر الجاري، بهدف تلقينهم المناسك وعناصر المرجعية الدينية الوطنية، معترفا بأن الحملة  التحسيسية التي استهدفت حجاج الموسم المنقضي، انطلقت جد متأخرة، دون أن تتسع لتشمل المعتمرين، وأن قليلا فقط من الوكالات السياحية التي تهتم بهذا الجانب، لذلك ستتمحور العملية التكوينية حول كيفية أداء المناسك، وعلى ضرورة التمسك بالمرجعية الدينية الوطنية، قائلا بأن الديوان اكتشف في فترات الذروة، التي عادة ما تتزامن مع عمرة رمضان، معتمرين لا يفقهون شيئا في كيفية أداء المناسك، بسبب تقصير الوكالات، التي سترافقها هذه أفواج تعينهم الوزارة، للوقوف ظروف على سير الموسم.
رفع العقوبة المسلطة على المعتمرين المتخلفين إلى السجن
وشدّد السيد عزوزة على ضرورة التزام المعتمرين بالمدة المحددة ضمن التأشيرة للإقامة بالمملكة العربية السعودية، محذرا المعتمرين من مغبة التخلف عن العودة في الموعد، بغرض تمديد  فترة الإقامة إلى غاية أداء فريضة الحج، كاشفا أن السلطات السعودية تحضر لإصدار إجراء جديد، يتضمن تسليط عقوبة السجن على المتخلفين عن العودة إلى بلدانهم بعد انقضاء مناسك العمرة، إضافة إلى الغرامة المالية التي تفرض على الوكلاء السعوديين وكذا المعتمرين المتخلفين، الذين يوضعون في مراكز للحجز، وتؤخذ بصماتهم من قبل مصالح الأمن السعودية، ليمنعوا بعدها من دخول المملكة طيلة عشر سنوات كاملة، واعتبر رئيس ديوان الحج والعمرة بأنه من غير اللائق أن يعرض أي مواطن نفسه لهذا الموقف غير اللائق، رغم أن الهدف نبيل وهو أداء فريضة الحج.كما نصح المصدر من يعتزمون أداء العمرة بعدم التعامل مع السماسرة، وبالاتصال مباشرة بالوكالات السياحية، حتى لا يقعوا ضحايا للمحتالين، الذين يروجون لخدمات هي في الواقع متدنية، مقابل أسعار منخفضة،  كاشفا أن وزارة الشؤون الدينية وجهت تعليمية لإطاراتها للقيام بجولات ميدانية للاطلاع على ظروف عمل الوكالات المعتمدة لتنظيم موسمي الحج والعمرة، مع إلزامها بتعليق التراخيص أمام مداخلها وعلى مستوى جميع فروعها ومكاتبها، حتى يتأكد من يقصدها أنها معتمدة فعلا من قبلالوصاية.                           

 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى