غالــي: السـلام في الصحـراء الغربـية في خـطر وإنقــاذه بيد مجلـس الأمـن الدولــي
اختتمت في ساعة متأخرة من ليلة أمس؛ أشغال الندوة الدولية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي ‹› الأوكوكو ‹› في قاعة ‹› الأوديتوريوم ‹›، بمدينة فيلانوفا التي تبعد عن برشلونة الإسبانية بحوالي 45 كلم ، بعد يوم مكثف من أشغال الورشات التي كرست اليوم الثاني والأخير من الأشغال لتحليل الوضع القائم في الأراضي الصحراوية المحتلة، وبالمخيمات وتحديد أساليب العمل والتضامن مع المعتقلين السياسيين.
مبعوث النصر إلى برشلونة/ عبد الحكيم أسابع
وقد عكفت الورشة السياسية والإعلامية، على تقييم الوضع السياسي للقضية الصحراوية والعمل الإعلامي المرافق لذلك، وتحديد أهداف المرحلة المقبلة، فيما تطرقت ورشة حقوق الإنسان والأرض المحتلة والثروات الطبيعية إلى تقييم أوضاع حقوق الإنسان بالأرض المحتلة وجنوب المغرب وأوضاع المعتقلين وخصوصا معتقلي أكديم إزيك وتحديد أساليب العمل والتضامن لتتم إعادة محاكمتهم بالمناطق المحتلة طبقا لاتفاقيات جنيف وسبل تكثيف زيارات المراقبين الدوليين إلى هناك.كما خصصت الورشة جانبا هاما من نقاشاتها لملف نهب الثروات الطبيعية للإقليم، وكيفية تفعيل العمل القانوني والتحسيس بنتائج وقرارات القانون الدولي والمحاكم في هذا الشأن.أما ورشة الثقافة، فعكفت على تدارس دور الثقافة في مرافقة الكفاح الوطني وأنجع السبل لتفعيل دورها في نشر القضية والتعريف بكفاح الشعب الصحراوي، كما اهتمت ورشة النساء بتقييم دور المرأة والحفاظ على مكاسبها وأساليب التضامن مع نساء المقاومة بالمناطق المحتلة.
وفي ذات السياق، عنيت رشة التعليم والتربية، بمجال التعليم والتربية وتقييم المشاريع المخصصة لذلك ومناقشة مكانة جامعة التفارتي كأساس لبناء الجامعة الصحراوية.أما ورشتا الشباب والصحة، فقد اهتمتا على التوالي بدور الشباب والبحث في مجالات التشغيل والتوظيف والعمل في إطار المنتديات الدولية خدمة للقضية الصحراوية، إلى جانب تقييم وتقويم مشاريع الصحة العمومية بمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة، وسبل تذليل العراقيل التي تقف دون ذلك.
من جهتها، عكفت ورشة التعاون على مراجعة المشاريع المرتبطة بالتعاون والعمل الإنساني ووضع خطة لترتيب الأولويات في مشاريع السنة المقبلة، فيما تناولت ورشة جدار الذل والعار المغربي والألغام : تناولت مخاطر جدار الذل والعار والألغام وسبل التكفل بضحاياها ومجابهة المغرب لإرغامه على تفكيك الجدار ونزع الألغام.وكانت الجلسة الليلية من أشغال اليوم الأول من الندوة قد عرفت مداخلات العديد من الوفود المشاركة من  الجزائر و جنوب إفريقيا و إيطاليا و النمسا و ألمانيا وفلسطين وبلجيكا و إلى جانب وفود الجمعيات الإسبانية والفرق البرلمانية.و شهد افتتاح تم هذه الجلسة بتكريم الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز من خلال عرض شريط وثائقي عن حياته مع تقديم كلمة خديجة حمدي قدمت خلالها ورقة عن حياة الشهيد مبرزة آثاره القوية في بناء الدولة الصحراوي وسمعتها ومكانتها المتميزة على مستوى القارة الإفريقية والعالم ، شاكرة المنظمين والداعين لهذا التكريم. أما كلمة الافتتاح فقد كانت لرئيس تنسيقية التضامن مع الشعب الصحراوي «بيير غالون» الذي أكد على ضرورة السعي لتحقيق آمال وأحلام وطموحات الرئيس الراحل محمد عبد العزيز، مشددا على أن الحركة التضامنية اليوم وانطلاقا من الأوضاع التي تعقد فيها الندوة هي مسؤولة عن الخروج ببرنامج استعجالي قوي يضمن وسائل الضغط اللازمة لفرض احترام الشرعية الدولية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.وندد غالون، بالمناسبة بالمناورات المغربية، الرامية للتشويش على الندوة الأوروبية وعلى المسار النضالي للرئيس إبراهيم غالي من خلال الدعوة القضائية التي تم رفعها ضده على مستوى المحكمة الإسبانية لحرمانه المشاركة في الندوة، والرامية كمال بالأساس إلى زعزعة حركة تحرير الصحراء الغربية.
كما تمت بذات المناسبة، قراءة رسالة وجهها الرئيس الصحراوي للندوة حذّر فيها من أن مسار الحل السلمي العادل للنزاع الصحراوي المغربي يتعرض اليوم لتهديد خطير، نتيجة الوضعية المتفجرة في منطقة القرقرات جنوب الصحراء الغربية، معربا عن أمله في قيام الدولة الإسبانية بواجبها القانوني والأخلاقي تجاه الشعب الصحراوي، بالتعجيل باستكمال التزامها بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، على اعتبار أنها لا تزال جزءاً من هذا المشكل الذي لا يزول بالتقادم.
وأبرز غالي في رسالته التي قرأها نيابة عنه رئيس المجلس الوطني الصحراوي خطري أدوه، أن الوضعية المتشنجة في القرقرات، لم تكن لتقع لو أن مجلس الأمن عبر بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لم يتقاعس عن واجبه في منع الخرق المغربي،  كما حمل مسؤولية هذا التدهور لدولة الاحتلال المغربية بتصعيدها واستفزازاتها المتكررة، إلا أنه أكد المسؤولية الأولى تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي لأنه أخفق منذ سنة 1991 في تنفيذ وحماية قراراته الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
فرنسا تتحمل مسؤولية أي انزلاق قد ينجر عن التوتر بمنطقة القرقرات
وجدد ابراهيم غالي التأكيد مرة أخرى، بأن فرنسا هي تقف اليوم حجر عثرة أمام اتخاذ قرارات حاسمة، تعيد لهذه الهيئة هيبتها، وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية أي انزلاق يمكن أن ينجم عن التوتر القائم في منطقة القرقرات، حيث يقف الجيشان الصحراوي والمغربي كما قال، على مسافة لا تزيد على 120 متراً»، موضحا أن السلام في الصحراء الغربية في خطر، وإنقاذه يتطلب موقفاً صارماً من مجلس الأمن الدولي بالمسارعة إلى فرض تطبيق مقتضيات خطة التسوية الأممية الإفريقية التي صادق عليها، بعد توقيعها من طرفي النزاع، والرامية إلى تنظيم استفتاء حر، عادل ونزيه ، يمارس فيه الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال.
ع ـ أسابع

الرجوع إلى الأعلى