الجزائر ستخفض إنتاجها بـ 50 ألف برميل
توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، خلال اجتماعها أمس بفيينا، إلى اتفاق بشأن أول خفض لإنتاج النفط منذ 2008. في حدود 1,2 مليون برميل يوميا، وقال مصدر في المنظمة، إن الاتفاق يتماشى مع ما تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر الماضي. حيث تبنى أعضاء المنظمة، الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر بتحديد سقف جديد للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميا، ومباشرة بعد الاتفاق ارتفعت أسعار الخام إلى 51 دولارا للبرميل. وستخفض الجزائر إنتاجها بـ 50.000 برميل/ اليوم في إطار الاتفاق المتوصل إليه.
وكان إنتاج الجزائر للنفط في اكتوبر الماضي يقدر ب 1ر1 مليون برميل في اليوم.
نجحت الجزائر مجددا في اقتطاع موافقة الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» المجتمعين أمس في فيينا، على الاقتراح الذي قدمته بخفض الإنتاج بحوالي 1,2 مليون برميل يوميا، بعدما كانت قد نجحت في سبتمبر الماضي، في تذليل الخلافات التي كانت قائمة بين الدول العضوة في المنظمة وخاصة بين العربية السعودية وإيران، وهو ما كان يحول في كل مرة دون التوصل إلى حل يوقف تدهور الأسعار في السوق الدولية. وقام وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، خلال الأيام الماضية بجولة محادثات مع وزراء طاقة في دول داخل أوبك وخارجها مثل إيران، فنزويلا وروسيا والسعودية من أجل بحث توافقات لإنجاح اجتماع فيينا.
وقبيل افتتاح الاجتماع، أبدى وزير الطاقة نور الدين بوطرفة تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وأوضح في تصريح للصحافة قائلا «أننا واثقون». من جهته أعرب رئيس منظمة «أوبك» عن شكره للجهود التي بذلتها الجزائر للتوصل إلى اتفاق. وتندرج المبادرة الجزائرية التي تعد ثمرة لعدة أسابيع من المشاورات المكثفة التي قادتها الجزائر مع الدول من داخل وخارج المنظمة، في إطار المساعي الرامية لتجسيد الاتفاق التاريخي التي اتخذته أوبك في سبتمبر الماضي بالجزائر والذي يقضي بالحد من الإنتاج.
وتوصلت منظمة الدول المصدرة للنفط، في اجتماعها، في العاصمة النمساوية فيينا، بحضور وزراء طاقة الدول الأعضاء، إلى اتفاق حول تخفيض معدلات الإنتاج للمرة الأولى منذ عام 2008. واتفقت «أوبك» على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 32.5 مليون برميل يوميا، وجاء القرار متماشيا مع الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر الماضي. وتأمل «أوبك» في أن يسهم هذا الاتفاق في حل مشكلة «تخمة المعروض» التي تعاني منها الأسواق العالمية، والتي دفعت بأسعار المعدن الأسود إلى التراجع بنسبة فاقت النصف منذ عام 2014.وينهي الاتفاق بذلك مفاوضات استمرت أسابيع بين الأعضاء الـ14 في «أوبك»، والذي يعد أول خفض للإنتاج تتخذه «أوبك» منذ 8 سنوات. وتعول «أوبك» من خلاله تحسين الأسعار المتدهورة بسبب تخمة المعرض منذ صيف 2014.
وبحسب مصادر من داخل الاجتماع، فقد قدمت الجزائر، اقتراحاً بتخفيض إنتاج منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) بـ 1.2 مليون برميل يومياً، على أن تكون حصة كل دولة عضو نسبة 4% من التخفيض». وهو الاقتراح الذي حظي بموافقة الدول العضوة في المنظمة، مع استثناء دول نص عليها اتفاق الجزائر نهاية سبتمبر الماضي مثل ليبيا ونيجيريا». ونص اقتراح الجزائر، على إقناع دول من خارج المنظمة وفي مقدمتها روسيا، بخفض الإنتاج في حدود 600 ألف برميل يوميا. ومن المنتظر أن يتم عقد اجتماع مع الدول المنتجة خارج المنظمة في التاسع ديسمبر المقبل لبحث التفاصيل.
وأشارت  وكالة «رويترز» إلى أن  اجتماع وزراء النفط في الدول الأعضاء في منظمة «أوبك»  توصلوا إلى اتفاق على تحديد حصص الإنتاج لكل بلد، وذلك استكمالا لاتفاق مبدئي توصلت إليه «أوبك» في نهاية سبتمبر، يهدف لخفض إنتاج المنظمة إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا. وأضافت المصادر أن اتفاق «أوبك» تضمن أن تقلص السعودية، أكبر منتج للنفط في المنظمة، إنتاجها من النفط الخام إلى 10.06 مليون برميل يوميا، وتجمد إيران إنتاجها عند 3.797 مليون برميل يرميا.
وقبل بدء الاجتماع، أعلن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، بأن منظمة «أوبك» قريبة من التوصل لاتفاق حول خفض إنتاج النفط. وذكر الفالح أن أوبك تركز على تقليص الإنتاج إلى 32.5 مليون برميل يوميا، منوها إلى أن تثبيت إيران لإنتاجها عند مستويات ما قبل العقوبات الدولية مقبول. ما يعد تنازلا من الرياض التي أصرت في الأسابيع الأخيرة على مشاركة إيران بشكل كامل في تخفيضات الإنتاج.
كما وافقت العراق على تقليص حجم إنتاج النفط بمقدار 209 ألف برميل يوميا في إطار صفقة الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك”. ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن عضو مستقل في قمة “أوبك”: “العراق وافقت على تقليص حجم إنتاج النفط في اطار صفقة أوبك”. وأشار إلى أن المنظمة “ستعقد على الأغلب مباحثات خلال الأسبوع المقبل مع الدول خارج المنظمة من أجل مناقشة تفاصيل تقليص الإنتاج”.ومباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق بشأن تخفيض إنتاج المنظمة لعودة الاستقرار لأسواق النفط ، تحركت أسواق النفط في مسعى تصاعدي حيث تخطت أسعار الخام حاجز الـ51.09 دولار للبرميل لخام القياس العالمي مزيج برنت، و48.77 دولار للبرميل، وقفزت أسعار النفط نحو ثمانية بالمائة أمس، بالتزامن مع اجتماع بعض كبار منتجي النفط في العالم في فيينا، حيث صعد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 3.76 دولار إلى 50.14 دولار للبرميل متجها صوب تسجيل أكبر تغير يومي في تسعة أشهر. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.55 دولار إلى 48.78 دولار للبرميل.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى