الرئيس بوتفليقـة: الـجزائـر فـقدت برحـيل أعمر الزاهي أحـد أعمدة الغنـاء
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة تعزية إلى أسرة فقيد الأغنية الشعبية أن الجزائر فقدت أحد أعمدة الغناء على مدى عقود طويلة، بحيث سيظل قدوة للمبدعين و معينا يمكنهم من المزاوجة بين الأصالة والحداثة.
وكتب الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية «تلقيت بأسى وأسف نبأ انتقال المغفور له الفنان أعمر الزاهي إلى جوار ربه تعالى، هذا المبدع الذي أمضى حياته في خدمة التراث الموسيقي الوطني، أثرى المشهد الثقافي برصيد معتبر من الأغاني والألحان التي حفظها الجمهور وتمتع بها محبو الفن الشعبي». كما أكد رئيس الجمهورية بأن الفقيد كان من الفنانين الذين «تميزوا وأبدعوا روائع جميلة تنم عن فن أصيل، فغنى لشعراء الفحول، منتقيا الكلمة المؤثرة والحكمة البليغة والأداء الرفيع بما تطرب له الأذن ويسمو به الذوق». وتابع الرئيس بوتفليقة «لقد فقدت فيه الجزائر أحد أعمدة الغناء على مدى عقود طويلة, ولا شك في أنه سيظل قدوة للمبدعين و معينا يفيض عليهم ببدائع الفن ويمكنهم من المزاوجة بين الأصالة والحداثة. ولئن فقدناه اليوم فلن نفقد فنه الذي سنلمس أثره في الأجيال الجديدة مطربين كانوا أو فنانين».و ختم رئيس الجمهورية برقية التعزية بالقول «نسأل المولى الذي عمت رحمته العالمين أن يغدق عليه من خزائن رحمته ثوابا ومغفرة وأن يلهم أهله وذويه وكل الأسرة الفنية صبرا جميلا وسلوانا عظيما. وإذ أقف إلى جانبكم في هذا المصاب الجلل، أعرب لكم جميعا عن تعازي الخالصة و مواساتي الصادقة». «و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
و وصف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، فنان الشعبي أعمر الزاهي بـ «أحد أعمدة الفن الشعبي الأصيل» و بأنه «رمز من رموز» هذا النوع من الأداء الفني. وقال بن صالح في برقية تعزية شخصية تلقتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن الفنان الراحل الذي عرف بـ «البساطة والتواضع» كان «هرما كبيرا استحق التقدير الكبير والمحبة الصادقة التي رفعته إلى أسمى مكانة في قلوب المولعين بالأغنية الشعبية وعلى الساحة الفنية والثقافية». وكتب الوزير الأول، عبد المالك سلال معزيا « ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره ، تلقينا خبر وفاة أعمر الزاهي أحد أعمدة الأغنية الشعبية ، أشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيله، وأتقدم إلى عائلته و كامل الأسرة الفنية بتعازينا القلبية الحارة»
من جهته، عبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن «بالغ الحزن والأسى» لرحيل فنان الشعبي «القدير والمتميز» أعمر الزاهي واصفا إياه بـ «الأسطورة» و»أحد كبار رموز الأغنية الشعبية» في الجزائر. وقال عز الدين ميهوبي، إن أعمر الزاهي عاش بسيطا ومات بسيطا، مؤكدا أنه ترك بصمته وخلف فراغا كبيرا في الساحة الفنية وفي قلوب الجزائريين.
أما رئيس حزب «طلائع الحريات» علي بن فليس الذي حضر الجنازة، قال في تصريح للصحافة، إنّ الفنان أعمر الزاهي يتميز بتواضعه الكبير. و أضاف «ومن تواضع لله رفعه وكان يعتني بالآخرين ويقدِّم لهم يد المساعدة، ولم تكن الدنيا على الإطلاق همّه، فكان يحبُّ فعل الخير ويساعد الفقير، ومتواضعا على الدوام، فرحمه الله ورزقه الجنة».
هكذا ودع رجال الفن فقيد الاغنية الشعبية
بن دعماش: الزاهي مدرسة تلهم الأجيال الصاعدة
قال رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون، عبد القادر بن دعماش، إنّ المرحوم أعمر الزاهي ترك تراثا كبيرا، ونحت اسما من ذهب في عالم أغاني الشعبي. ويأمل بن دعماش أنّ تسير الأجيال القادمة على منهجه وتستلهم من عبقريته التي رفعت من أغنية الشعبي التي أسَّسها الحاج محمد العنقة، واسهم فيها بوجمعة العنقيس.
و أكدّ أن عبقرية الزاهية ستجعل المواهب الشابة تقتدي بها في مسيرة الفن الشعبي الجزائري، كان الزاهي واحداً من المناضلين الكبار في هذا اللون الشعبي. ويُعدّ الزاهي مدرسة في عقول الناس بدليل الجماهير الغفيرة التي تتذوق فنه، والدليل على هذا القول الوقفة الجميلة والكبيرة التي رافقته في الجنازة، وحسب بن دعماش، سيبقى الزاهي قدوة للأجيال القادمة، بعد أن خلد اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ الفني الجزائري والعربي، لأنّه كان صادقا وبسيطا.
القبي: الزاهي محبوب الجميع وأعطى للشعبي طابعا خاصا
عدد فنان الشعبي عبد الرحمان القبي، خصاله «الإنسانية الكبرى» معتبرا إياه «إنسانا استثنائيا» و»فنانا كبيرا» مضيفا أن رحيله «خسارة كبيرة» لموسيقى الشعبي والثقافة الجزائرية. وقال القبي،إنّ الفنان المرحوم أعمر الزاهي عايش بوجمعة العنقيس واستلهم منه، لكنه شق طريقه ونجح في إبراز طابع خاص.
وأشار إلى أنّ الزاهي معروفٌ لدى جميع الناس من الشرق إلى الغرب وفي أبعد نقطة من التراب الوطني. وأوضح أنّ صاحب رائعة «زينوبة» برز في السبعينيات وحقق رواجا وصدى واسعا منقطع النظير، لافتا إلى أنّ الشعب الجزائري يكنُّ له الود والاحترام، وهو اسمٌ فني غني عن التعريف.
المدرسة العنقاوية أضحت من دون شيخ
من جهته، تأسف كمال فرج الله، وهو أحد تلاميذ الحاج العنقة ومدرس للموسيقى، لوفاة الفنان الزاهي المعروف كما قال ببساطته وتواضعه والذي «كرس حياته للفن وكان كالشمعة التي تنطفئ لتضيء على الآخرين».وأضاف أن الزاهي «أرسى قواعد أغنية الشعبي التي اكتسبها من مدرسة الحاج العنقة وأعاد إحياء عدد هام من القصائد القديمة المفقودة». أعرب الفنان الصاعد كمال عزيز الذي يصفه الجميع بوريث أعمر الزاهي، عن تأثره الكبير لفقدانه لهذا الفنان الذي كان بالنسبة له بمثابة الأب والأخ والصديق.كما حيا في الفقيد «قمة التواضع» التي كان يتصف بها معتبرا إياه بـ «الفنان البارع الذي اختار العيش بعيدا عن الأضواء.
ومن جهته، تأسف مهدي طماش وهو من تلاميذ المدرسة العنقاوية لأغنية الشعبي التي أضحت «تقريبا دون شيخ في مقام أعمر الزاهي» الذي بقي متواضعا وبسيطا ومترفعا عن الماديات. وقال عبد القادر شاعو أن أعمر الزاهي كان متميزا بأخلاقه وخصاله الإنسانية وارتقى بإبداعه لمستوى «الباحث» خصوصا وأنه «ساهم بقوة» في توسيع شعبية أغنية الشعبي عبر كل الجزائر. و قال إن «استلهام الزاهي من مختلف المقطوعات الغربية والموسيقى العالمية قد صنع أسلوبه الخاص» في موسيقى الشعبي. وتأسف المغني عزيوز رايس، صديق مقرب للمرحوم، لفقدان هكذا فنان يعتبر «مرجعية ورائدا» في فن الشعبي وأيضا «صديق تجاوزت صداقته الثلاثين عاما كما يعتبره أخا».
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى