تقلص عدد طاولات بيع المفرقعات و الألعاب النارية بشكل ملحوظ هذا الموسم، مقارنة بالسنوات الماضية بقسنطينة و ضواحيها، و يعرف ما هو  منتشر منها بوسط المدينة و الأحياء الأخرى، عزوفا من قبل المواطنين الذين قلّ اهتمامهم بمعروضاتها بسبب غياب التنوع، كما علمنا من شباب باعة يتحدون الرقابة المفروضة على هذا النشاط، بعرض الشموع و «النجوم» في الواجهة ويخفون المفرقعات أسفل طاولات البيع.
« ميسي» و «زيدان»، أكثر منتجين مطلوبين من قبل المراهقين و مصالح الرقابة على حد سواء،  باعتبارهما من المواد المتفجرة، لذلك فغالبية الباعة يخبئون علب هذين المنتجين المحظورين اللذين  يقدر سعر العلبة الواحدة منهما ب 150 دج، أسفل طاولاتهم و لا يعرضونها إلا لمن يطلبها و يتأكدون من نيته في الشراء.
في حين يتم عرض بنقاط البيع الفوضوية المنتشرة عموما بقلب حي السويقة بوسط المدينة، و حي كوحيل لخضر، بالإضافة إلى المدينة الجديدة علي منجلي و الخروب، مواد بسيطة لا تتعدى النجوم المشتعلة التي تتراوح أسعارها بين 100 إلى 150 دج، حسب النوع و الحجم، بالإضافة إلى الشموع و بالأخص شموع الزينة بأشكالها و ألوانها و عطورها الجميلة و المتنوعة و التي يتراوح سعرها من 100دج إلى 500دج، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من العنبر، المستورد من الصين، كباقي المنتجات الأخرى التي دخلت السوق السوداء من بوابة سوق دبي بالعلمة، كما أخبرنا باعة تتراوح أعمارهم بين 19 الى 32 سنة، و علقوا ساخرين بأن «تشديد الرقابة على نشاط البيع هذا الموسم، جعل بائع المفرقعات يبدو كتاجر لا يقل خطورة على المجتمع من تاجر المخدرات».
 نذير، صاحب طاولة لبيع الألعاب النارية، أوضح لنا بأن السوق خالية من أي صنف جديد من المفرقعات أو الألعاب النارية و أن ما هو متوفر لا يختلف كثيرا عما عرض في السنوات الماضية، الفرق الوحيد، كما قال، هو اختلاف التسميات فألقاب لاعبي كرة القدم  كزيدان و ميسي، عوضت أسماء قديمة كالشيطانة و المرقازة و الدوبل كانون، لكن المنتج يبقى واحد، و الحصول عليه أشبه بالحصول على  الأسلحة الحقيقية إذ أن الوساطة، حسبه، تتحكم في توزيع ما تم تسريبه إلى السوق هذه السنة، و»إن لم يكن لديك وسيط أو « معريفة» في مدينة العلمة ، فإنك لن تزود طاولتك بعلبة واحدة من علب المفرقعات التي يقدر ثمنها  بـ 1000دج بالجملة و 40 دج للمفرقعة الواحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للشماريخ التي وصل سعرها إلى 300دج، و يبقى المنتج الوحيد الذي يتميز بالتجديد نوعا ما و الذي تسرب بشكل كبير، هو علب الكريات المتفجرة، وهي عبارة عن كريات صغيرة . و بالرغم من أن مصالح الأمن بقسنطينة حجزت أزيد من 200 ألف مفرقعة عشية المولد، إلا أن الباعة وجدوا طريقة لتسريب كميات منها إلى السوق السوداء، لكنهم اصطدموا، كما أخبرونا ، بتراجع الطلب عليها هذا العام، عكس المواسم الماضية، حيث جاء في تقرير قدمته المنظمة الوطنية لحماية المستهلك،  بأن العائلة الجزائرية تنفق ما يعادل 5 آلاف دج على المفرقعات و الألعاب النارية.  جولتنا بين طاولات الباعة بينت تراجعا ملحوظا في الإقبال ، إذ ركزت غالبية العائلات على شراء شموع الزينة و أعواد العنبر و النجوم المشتعلة، و عزفت عن اقتناء المفرقعات و أنواع الألعاب المتفجرة الأخرى .
ن/ط  

الرجوع إلى الأعلى