حبس مهربي قطع نقدية من العهد الروماني و العثماني بعنابة
أمر قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة عنابة، بإيداع أربعة أفراد تتراوح أعمارهم بين 30 و 40 سنة ضمن شبكة دولية مختصة في التهريب والمتاجرة بالقطع الأثرية النادرة الحبس المؤقت، بعد قيامهم بجمع القطع النقدية النادرة، لتهريبها وبيعها لشبكات المتاجرة بالآثار في دول أوربية مختلفة، حيث يتم بيعها في المزاد العلني مقابل مبالغ مالية خيالية.
و استنادا لبيان صدر عن مجموعة الدرك بعنابة، فقد جاء تحرك فرقة البحث و التحري، استغلالا لمعلومات تحصلت عليها الفرقة الإقليمية بحي 08 ماي 45، مفادها وجود مجموعة من الأشخاص يحترفون التهريب والمتاجرة بالقطع الأثرية النادرة، تم على إثرها توقيف شخص بعنابة قبل أسبوع، بحوزته قطعه أثرية تعود للعهد الروماني.
و بناء على التصريحات الذي أدلى بها الموقوف، أوقفت الضبطية القضائية شخصين آخرين، ساعداهما في الوصول على مصدر القطع النقدية النادرة بولاية ميلة، وبعد تمديد اختصاص التحقيق والملاحقة، تم توقيف المتهم الرابع، فيما تزال التحريات متواصلة للتوصل إلى كامل أفراد الشبكة، وتعقب طريقة تواصلهم مع أشخاص آخرين بدول أوروبية.
وذكرت مصادرنا بأن أفراد الشبكة ينشطون في مجال المتاجرة بالممتلكات الثقافية المنقولة المتمثلة في القطع النقدية النادرة لسهولة تمريرها وسط قطع نقدية من العملة الوطنية والأجنبية، لمخادعة شرطة الحدود والجمارك عبر المطارات والموانئ، بغرض إعادة بيعها.و تتضمن القطع النقدية المحجوزة من قبل الدرك بعنابة استنادا لمصادرنا، عملات عليها نقوشا تبرز وجه الامبراطور الروماني فيسباسيان تعود إلى القرن الأول ميلادي، و قطعا منقوشا عليها وجه الإمبراطور الروماني كاليغولا، تعود إلى القرن الثاني ميلادي، وأخرى يظهر عليها وجه قسطنطين الأول تعود إلى القرن الرابع ميلادي، ونقودا مرسوم عليها وجه الإمبراطور سيستارس تعود إلى القرنين الأول أو الثاني ميلادي، إلى جانب قطع نقدية ذهبية تعود إلى العهد العثماني منقوش عليها من الوجه الأمامي عبارة «سلطان الدين وخاقان البحرين» و على الوجه الخلفي مكتوب بالخط العثماني «عز نصره (مصر) 1171».
 كما تم في ذات العملية وفق المصدر استرجاع قطعة تزن  8.2 غرام ذات لون بني فاتح هي عبارة خليط من الخشب والبلاستيك، كما حجزت مصالح الدرك الوطني عشبا مستخرجا من البحر، يستعمله مهربو الآثار في تقليد القطع النقدية الأثرية ، و قطعة عشب تزن 16.1 غ ذات لون أحمر آجوري فاتح، مستخرجة من البحر تستعمل في تزيين الحلي، ومكنت العملية من حجز سيارة من نوع بيجو 406 يستخدمها أفراد الشبكة للتنقل.
ومن المنتظر أن يكشف التحقيق القضائي عن مصدر القطع الأثرية المحجوزة، ومن المرجح حسب مصادرنا، أن يكون أفراد الشبكة الدولية لتهريب الآثار قد استغلوا عمليات الحفر من أجل تهيئة موقع «هيبون» بعنابة للاستيلاء على آثار نادرة، خاصة و أن الدائرة الأثرية بولاية عنابة، قد أعلنت مؤخرا عن استرجاع 42 قطع أثرية و نقدية عثر عليها عمال و مواطنون بموقع تهيئة المدينة الأثرية « هيبون».
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى