الفلاحــون  يقبلــون على التأمين للتقليــل من الخسائــر بالبــرج
تزايد توجه الفلاحين بولاية برج بوعريريج، خلال الفترة الأخيرة نحو التأمين على ممتلكاتهم و منتوجاتهم، في ظل توسع رقعة الخسائر و تراجع فوائدهم، ناهيك عن المخاطر المحدقة بمحاصيلهم التي عادة ما تتعرض للتلف بسبب الحرائق أو البرد و الصقيع، خاصة فيما يتعلق بمحاصيل القمح الصلب و اللين .
و تشير إحصائيات الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بالبرج إلى تسجيل ارتفاع في عدد المنتسبين للصندوق خلال العام الفارط، غير أنها اعتبرت الإقبال غير كاف و لا يرقى إلى التطلعات، رغم ما يتم تقديمه من ضمانات للفلاحين المنتسبين بتعويضهم عن الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحرائق، حيث بلغت قيمة التعويضات الممنوحة للفلاحين خلال العام الفارط أزيد من 12 مليار سنتيم، من بينها مليار و 200 مليون سنتيم وجهت للتعويض عن الإنتاج ، و مليار و 500 مليون سنتيم للتربية الحيوانية.
و نظرا لتسجيل الفلاحين لخسائر كبيرة في منتوجاتهم خلال السنوات الأخيرة، التي تزايدت فيها مخاطر الأمراض و الأوبئة التي خلفت خسائر كبيرة لدى  مربي الأبقار و المواشي، ناهيك عن الخسائر الناجمة عن الحرائق التي تطال المحاصيل الزراعية و حقول القمح و الشعير و ما يسبقها من تأثير للصقيع و البرد على نمو المحاصيل و تلفها، سجل صندوق التعاون الفلاحي تزايد الإقبال من طرف الفلاحين على التأمين،  و هو ما يفسر تزايد عدد المنتسبين الذي بلغ بحسب مدير الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بولاية البرج، 3277 منتجا للحبوب، و 4334 مربيا مستفيدا من التأمين من كل الأصناف في مجال التربية الحيوانية.
 و يرى المدير أن عدد الفلاحين الذين يقومون بالتأمين لدى الصندوق مرشح للزيادة، رغم أن عدد المنتسبين يبقى بعيدا عن التوقعات و جد ضئيل مقارنة بالعدد الإجمالي للفلاحين و المشتغلين في القطاع الفلاحي و الزراعي، رغم تقليص مدة التعويض عند الضرر إلى أقل من شهر بعد إتمام تقرير الخبراء،  فضلا عن سياسة المرافقة الجوارية المنتهجة من طرف الصندوق و الحملات التحسيسية لإقناع الفلاحين بالانخراط و التأمين على ممتلكاتهم بالصندوق، الذي يهدف أساسا حسب المدير إلى مواكبة ومرافقة الفلاحين و الصناعيين و تأمينهم من كل الأخطار التي قد تحدث لمحاصيلهم الزراعية أو عتادهم.
ع.بوعبدالله

تحذيرات من استغلال مياهه في السقي
تلــوث  وادي الزرازريــة يهــدد الصحــة العموميــة
أصبح وادي الزرازرية الواقع ببلدية العش جنوب ولاية برج بوعريريج، يشكل أكبر تهديد على البيئة و صحة السكان بالمنطقة الجنوبية للولاية، بعدما تحول  إلى مجمع لمصبات قنوات الصرف الصحي لبلديتي  الحمادية و العش، ما زاد من خطورته على الساكنة و البيئة بالنظر إلى تجمع المياه القذرة غير بعيد عن التجمعات السكانية المجاورة للوادي.
و يعد وادي الزرازرية جزء من وادي القصب الكبير الممتد بين بلديات الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج إلى غاية سد القصب بولاية المسيلة، و كانت مياهه تستغل في النشاطات الفلاحية خصوصا على مستوى البساتين المجاورة للوادي في جزئه العابر لبلدية العش، أين يقوم بعض المزارعين بعرض منتوجهم من الخضروات للبيع على حافة الطريق الوطني رقم 45، بعد انجازهم لأحواض و سدود مائية صغيرة بجوار الوادي، غير أن نشاطهم تضرر بشكل كبير في الفترة الأخيرة بفعل تلوث مياه الوادي، ما دفع بمديرية البيئة إلى إرسال لجان للإطلاع على الوضع و تحذير المزارعين و الفلاحين من استغلال مياه الوادي الملوثة في سقي بساتينهم لما تشكله من تهديد خطير على صحة المواطنين.
و عبر  عدد من السكان بالمنطقة عن استيائهم من تأخر السلطات المحلية في إيجاد حل لانشغالهم، رغم شكاويهم المتكررة و المخاطر المحدقة بصحتهم و صحة أبنائهم، جراء تلوث المحيط البيئي بالمنطقة و انتشار برك المياه القذرة الراكدة، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة، التي ساعدت على توفر مناخ ملائم لانتشار مختلف الحشرات، كما أوضحوا أن الوادي تحول إلى مجمع للمياه القذرة خلال السنوات الأخيرة، رغم أنه تم إنجاز شبكات الصرف الصحي في مختلف القرى، لكن المياه القذرة و المستعملة لا يزال تصريفها يتم من خلال مجاريها النهائية يصب الوادي بطريقة عشوائية، ناهيك عن عدم استغلال أنظمة تصفية المياه المستعملة ببلدية الحمادية .
هذا الوضع أدى بسكان المنطقة، إلى مناشدة  السلطات بالتدخل، قصد تجنب التأثيرات السلبية للتلوث في محيط سكناتهم و قراهم، مؤكدين على نفوق عدد من رؤوس الماشية و الحيوانات، جراء شربها لمياه البرك المتجمعة في مصب الوادي، التي تتكون من مواد سامة مصدرها المياه المستعملة في المنازل و كذا نفايات ورشات الميكانيك و محطات الخدمات، مشيرين إلى أن الوضع زادت خطورته بفعل تراجع منسوب مياه الأمطار و شح التساقط منذ مدة، ما زاد من حجم تراكم الأوساخ و النفايات في الوادي، و قد  كانت سيول الأمطار و الثلوج تساعد  في السابق على تنظيف الوادي و تجر السيول المحملة بالطمي و الأتربة و الأوساخ إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية.
و أكدت مصادرنا أنه تم  إنجاز أحواض للتطهير كمصبات لقنوات الصرف الصحي، غير أنها تضررت بفعل الفيضانات، كما أكدت مصادر من البلدية على تنقل لجنة تقنية لدراسة الوضع، و النظر في كيفية التخلص من المياه القذرة الراكدة بالقرب من التجمعات السكانية، و التفكير في إنجاز أحواض للتطهير قصد القضاء على الإشكال بصفة نهائية .            
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى