سكان المشاتي يتهمون بلدية الجزار بالجهوية و تعمد تهميشهم
ندد عشرات المواطنين القاطنين بمشاتي «أولاد دراجي، القواورة، أولاد بورنان، الخرامشة، أولاد سليح، أولاد التومي والقدح» ،وقرى أخرى تابعة لإقليم بلدية الجزار بالجنوب الغربي لولاية باتنة، بالوضع الذي آلت إليه المنطقة بسبب ما سموه بالإقصاء والتهميش الذي يطالهم و السلوكات العروشية المنتشرة هناك والتي نتج عنها غياب العدل والمساواة في منح مشاريع التهيئة الحضرية وغياب أدنى ضروريات الحياة عن الآلاف من المواطنين بالمنطقة.
 وذلك حسب نص شكوى موجهة للمصالح الولائية تحوز «النصر» على نسخة منها، بينما نفى رئيس البلدية عن المجلس تهمة اعتماد الجهوية و العروشية معيارا لتوزيع المشاريع التنموية.، قائلا أن بعض المشاريع يعترض على إقامتها سكان فوق أراضيهم مما يدفع البلدية إلى توطينها في أماكن أخرى.
 وقد أوضح السكان بأن عشرات المشاريع التي كان من المفترض أن يستفيد منها سكان بعض المشاتي التي تقع في محيط إقليم البلدية، يتم تحويلها نحو قرى أخرى لأسباب مجهولة مما زاد من معاناتهم كثيرا، ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها سكان تلك المشاتي هو غياب شبكات قنوات الصرف الصحي والكهرباء والمسالك الريفية لفك العزلة، إضافة إلى عدم منح تراخيص لحفر الآبار لإنهاء أزمة العطش والجفاف الذي أصاب المنطقة.
 كما يشهد القطاع الصحي والتربوي العديد من المشاكل التي يتوجب على المديريات الوصية عليها التدخل للقضاء عليها، و هو ما أكده عدد من أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذين طالبوا بدورهم بتدخل والي باتنة لإنصاف فئة من سكان مشاتي بلدية الجزار.

ترميم البلدية 3 مرات متتالية وعائلات لا تملك الكهرباء

أوضح سكان المشاتي المتضررة من هذا الوضع بأن السلطات المحلية للبلدية بادرت إلى بعض المشاريع التي كان من المفترض أن تتأجل إلى غاية إنهاء معاناة السكان، على غرار ترميم مقر البلدية لثلاث مرات متتالية، و قد استهلكت في ذلك مبالغ طائلة خاصة وأن عائلات تقطن بمشتة «المعذر» ما تزال تعيش في ظلام دامس منذ سنوات طويلة نظرا لعدم استفادتها من الكهرباء لحد الساعة، إضافة إلى ذلك فإن أزيد من 22 عائلة تقطن بمشتة «المعاشات» لم تستفد من شبكة الكهرباء رغم الوعود المتكررة، إضافة إلى عدم استفادة الأهالي من مشاريع البناء الريفي.
و تضطر العائلات القاطنة بتلك المنطقة إلى الاستعانة ببعض الكوابل الكهربائية من المشاتي المجاورة للاستفادة من الكهرباء، وهي حلول ترقيعية تحمل الكثير من المخاطر نظرا للطريقة العشوائية في إيصال تلك الكوابل، علما بأن بعض السكنات لا تبعد عن الأعمدة الكهربائية المنجزة من طرف البلدية أكثر من 130 مترا حسب تأكيد المواطنين، ويأمل السكان من خلال حديثهم معنا أن يتدخل الوالي ليقف بنفسه على حجم المعاناة التي يتكبدها السكان هناك.

6 آلاف شجرة مثمرة ذبلت بسبب عدم حفر آبار ارتوازية

تحدث سكان مشتة «المعذر» عن مشاكل الفلاحين بالمنطقة نظرا لانعدام الآبار الارتوازية للسقي والري وحتى للشرب، أين يتكبد هؤلاء خسائر بالجملة مع كل موسم فلاحي جديد وهو الوضع الذي جعلهم يُدبرون على الاستثمار في النشاط الفلاحي بسبب تلك العراقيل، أين يأمل هؤلاء في كل موسم الحصول على رخص لإنجاز عدد من الآبار الارتوازية لاستعمالها في الشرب والسقي والنهوض بالنشاط الفلاحي هناك.
 وقد تحدث أحد الفلاحين عن الخسائر التي تكبدها في الموسم الماضي عندما خسر أزيد من 6 آلاف شجرة مثمرة في صنف الزيتون بسبب أزمة العطش والجفاف، أما بالنسبة للمواطنين فإنهم يجدون صعوبة في الحصول على مياه الشرب إذ يضطر بعضهم إلى قطع مسافة 20 كم للتوجه نحو بلدية عداوة بولاية سطيف لجلب المياه، فيما يعتمد البعض الآخر على الخواص من خلال كراء الصهاريج بأثمان باهظة وهو وضع أثقل كاهلهم بشدة، و استنكر المواطنون ذهاب مشاريع الآبار الارتوازية نحو مناطق أخرى بطرق مشبوهة على حد وصفهم، في انتظار تدخل جهات عليا من خلال إرسال لجان تحقيق حتى تقف على معاناة السكان.

خدمات صحية غير لائقة والتسرب المدرسي يهدد تلاميذ المنطقة

في السياق ذاته دعا سكان تلك المشاتي القائمين على قطاع الصحة بالولاية إلى التدخل العاجل لتدارك النقائص المسجلة، حيث تنعدم المناوبة الليلية بالعيادة المتعددة الخدمات المتوفرة هناك، مما يجعل السكان يضطرون إلى التنقل نحو بلدية بريكة والتي تعبد عنهم قرابة 40 كم.
 وهي مسافة طويلة بالنسبة للمرضى أصحاب الحالات الطارئة، أين ينتظر المواطنون تحسين الخدمات الصحية وتوفير العدد الكافي من الأطباء والممرضين وضمان حسن الاستقبال من أجل القضاء على تلك المشاكل، كما يشهد قطاع التربية مشاكل أكثر خطورة نتيجة لانتشار ظاهرة التسرب المدرسي في أوساط التلاميذ بسبب عراقيل تقف أمام استمرار مزاولتهم للدراسة، ويبرز مشكل النقل المدرسي كعائق أساسي بسبب بُعد المشاتي عن مقر البلدية وعدم كفاية الحافلات المخصصة لنقلهم، أين يضطر بعض التلاميذ إلى قطع مسافات تصل إلى حدود 7 كم ذهابا وإيابا.
 وبالنسبة للحافلات المخصصة لنقل التلاميذ فإنها تستعمل لنقل فئة الإناث فقط بسبب عدم توفر العدد الكافي منها، ويأمل أولياء التلاميذ أن يتم تجسيد مشاريع مؤسسات تربوية جديدة بالمشاتي التي تضم كثافة سكانية كبيرة للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبل التلاميذ وأبناء المنطقة.

رئيس البلدية يعترف ببعض المشاكل ويعد بالتدارك

 و قد أكد رئيس بلدية الجزار بخصوص المشاكل التي تعرض لها سكان المشاتي والقرى التي تقع تحت مسؤوليته من خلال نص الشكوى المرفوعة للوالي، بأنه يسعى إلى تجسيد المشاريع التي من شأنها أن تنهي معاناة السكان، مؤكدا في سياق حديثه بأن التهم الموجهة للمجلس البلدي والمتعلقة بالجهوية و العروشية لا أساس لها من الصحة.
و أوضح في لقاء مع «النصر» بأن مشكلة المياه الصالحة للشرب تمت معالجتها من خلال تخصيص شاحنة لإيصال المياه للسكان، حيث صرح بصعوبة تجسيد مشروع ربطهم بشبكة موحدة بسبب بعد المساكن عن بعضها البعض، وبخصوص مشكلة البناء الريفي فقد قال بأنه يعمل على ضمان التوازن في استفادة المواطنين رغم أن الملفات المودعة لديه يفوق بكثير الحصص المتوفرة، حيث تشير الأرقام إلى تسجيل 2900 طلب من أجل حصة متوفرة لا تزيد عن 130 وحدة.
و أضاف بأن مشتة «المعذر» برمج لها المجلس الشعبي البلدي مشروع ربطها بشبكة الغاز وتم إنهاء دراسة تقنية بخصوص المشروع، وسيكون على عاتق ميزانية البلدية، إضافة إلى مشروع الإنارة العمومية الذي من المنتظر أن تنتهي الأشغال به في غضون أيام قليلة.
كما صرح بشأن تحويل المشاريع خاصة ما تعلق بالآبار الارتوازية، موضحا بأن هناك معارضات تقع عليها من طرف بعض السكان من ملاك الأراضي الذين يرفضون إقامة تلك المشاريع على أراضيهم، وهو ما يدفع بالبلدية إلى تحويلها نحو مناطق أخرى، وقدم وعودا خلال حديثه معنا بأنه سيتم التكفل بجميع مطالب المواطنين من دون استثناء.   
  ب. بلال

الرجوع إلى الأعلى