العودة من أبواب " عنتر " وطريق القوافل .. والزوايا

 

ضبطت ولاية بشار إستراتيجية تنموية فعلية ، تمتد على مراحل لإحداث الإقلاع السياحي ، وإعادة الدور التاريخي لبشار في السياحة الفصلية المتنوعة ، وبعث الصناعات التقليدية كمحورين أساسيين في التنمية الإقتصادية الشاملة . السياحة والصناعات التقليدية رهان حقيقي لجلب المزيد من المستثمرين القادرين عـلى إعطاء إنطلاقة فعلية ، وتثمين هذا القطاع الخام الثري و المتنوع بولاية بشار . سيتم تحقيق أهـداف هـذه السياسة وفق برنامج ممنهج حددته دراسة خاصة بإعـادة بعـث الطريق التاريخي القديم الذي كانت تسلكه القوافل ليكون هـو المسار السياحي المستحدث لجموع السياح الذين يقصدون الولاية. 

تمتد طريق القوافل أو طريق القصور ـ نظرا لأنها تمر عـبر القصور الكثيرة الموجودة بالولاية ـ من أول نقطة عـلى الحدود الولائية الشمالية إلى آخر نقطة في حدودها الجنوبية مع ولاية أدرار . الدراسة حسب مدير السياحة بالولاية ، بحثت في معـرفة طريق القوافل بدقة لاستغـلال هـذا المسار في الجانب السياحي . كما تقترح نفس الدراسة ما يمكن إنجازه من مسالك سياحية و أماكن توقف واستراحة خفيفة مع وضع لوحات و إشارات توجيهية تدل عـلى مختلف الأماكن ... ودون سبق للأحداث فإن الدراسة هي التي تحدد تفاصيل ما يمكن القيام به لتحقيق أو لإحياء مشروع طريق القوافل .

مع العـلم أن القصور التي تعـبرها طريق القوافل تمثل هي كذلك تراثا سياحيا ثمينا يدل عـن الطابع العـمراني التاريخي للمناطق الصحراوية . وهـذه القصور تشكل قرى مبنية بمواد تقليدية إستمرت صامدة عـبر العـصور لكنها تحتاج إلى ترميمات من أجل إعـادة رونقها وجاذبيتها التي تتميز بها.

ويذكر نفس المسؤول أن بعـض ملاك السكنات الموجودة بهـذه القصور يقومون بإستغـلالها خلال الموسم السياحي ـ الممتد من سبتمبر إلى غـاية شهر أفريل ـ  بتنظيم رحلات إليها وإقامة معـارض للصناعـة التقليدية بها .

بشار: نحو التتويج بعروس السياحية

تعـد ولاية بشار وجـهة سياحية مفضلة خلال موسم السياحة الصحراوية المتزامن مع دفء الجو بصفة خاصة . لكن السياحة فيها لا تتوقف طوال أشهر السنة . حيث يفد المواطنون من داخل البلاد بكثرة عـلى بشار إضافة إلى الأجانب الذين يزداد عـددهم باستمرار من سنة إلى أخرى في الأعـوام الأخيرة.

المواضيع والإمكانيات والمناظر السياحية متنوعة ومغرية ،  والزائر لبشار يشبع فضوله ويزداد  متعـة  و راحة  خلال العـطل العائلية أو ضمن الرحلات الجماعـية المنظمة ..

 الزوايا أماكن مغرية لتحريك السياحة الدينية

السياحة الدينية  هي الأخرى أحد المقاصد التي تجعـل من الزوايا محل إهـتمام الزائرين مثل زوايا قنادسة و كرزاز و بني ونيف وغيرها .

كما ظهر نوع آخر من الإغراء السياحي ، وهو المتعلق برياضة الكثبان الرملية أو التزحلق عـلى الرمل ونجدها في عـدة مواقع مثل تاغـيت . إضافة إلى الواحات التي تجعـل السائح يتمتع بجمال البساتين و تنوع الواحات وتمورها و كرم أهـلها وحسن ضيافتهم . وللسياحة التاريخية جانب هام في برنامج الزائرين إذ لا يمكن أن تتم الجولة السياحية دون الوصول إلى الرسوم الصخرية التي دونها الإنسان القديم الذي سكن المنطقة ولخص من خلالها جوانب حياته و المحيط الذي كان يعـيش فيه.

الصناعـة التقليدية التي تزخر بها الولاية تشكل  مادة مهـمة في نظر السواح كإهتمامهم باللوحات الفنية المرسومة بالرمل مما سمح بنبوغ عـدد معـتبر من الفنانين المحترفين الذين يبدعـون في تجسيد ما يعـبر عـن الحياة الصحراوية وطبيعـة المنطقة. نفس الشيء يقدمه مبدعـون آخرون يستعـملون مستخرجات النخيل من سعـف وغـيره لصناعـة تحف تقليدية تحظى بإهـتمام السواح فـتـذهـب معـهم إلى أرجاء الأرض حاملة رسالة الصحراء إلى مناطق بعـيدة عـبر العـالم .

هـذا وغـيره مما تجود به البيئة الصحراوية يزيد من ثراء المادة السياحية .. بل  حتى نبتة الترفاس أضحت من أهم ما يبحث عـنه السواح في الصحراء . وجـد فيها الكثيرون مصدرا للإسترزاق بالبحث عـنها في أماكن بعـيدة في أعـماق الحمادة وجلبها وتسويقها بأثمان مرتفعـة جدا يصعـب تصديق خبر بيعـها بتلك الأثمان رغم توفرها في الصحراء مجانا وبوفرة .  ويقول البعـض أنهم رغـم حاجتهم للمال لا يقبلون ببيع الترفاس لأنه ـ كما يعـتقدون " عـطاء مولانا عـز وجل لكل الناس فلا ينبغـي الإتجار به " .

   عـدد السواح يزداد من سنة إلى أخرى

يلاحظ من خلال إحصاءات السواح الذين زاروا ولاية بشار في العـامين الأخيرين تطور عـددهـم نحو الإرتفاع سنة بعـد أخرى .. ويفسرها مدير السياحة بالتحسن المسجل في مرافق الإستقبال . حيث تنضاف كل سنة مرافق جـديدة بمواصفات حديثة تظهر مدى اهـتمام المستثمرين بهـذا الجانب إضافة إلى نشاط الجمعـيات و الوكالات السياحية التي تعـمل عـلى جذب السواح مستغـلة تحسن قطاع النقل الذي يساهم في تسهيل تنقل السواح سواء عبر الجو أو البر . وقد تعدى عـدد الزائرين لولاية بشار السنة الماضية من الجزائريين 450 ألف سائح ومن الأجانب ما يفوق الألف سائح . . والملاحظ ـ حسب نفس المصدرـ أن إقبال السواح الأجانب يتركز أكثر على الكثبان الرملية بالتزحلق عليها و تنظيم رحلات من طرف الجمعـيات عبر الواحات و باقي المناطق .

نشاط إدارة قطاع السياحة والصناعة التقليدية ذي شقين حسب مدير القطاع .  جانب الإستثمار العـمومي من خلال الإنجاز و المتابعـة مثل دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ودراسة وتهيئة طريق القصور المعـروفة قديما بطريق مرور القوافل نحو الصحراء.

الشق الثاني يتعلق  بدراسة مناطق التوسع السياحي ببلديات الولاية . وقد تم بالفعـل إنهاء البعـض منها مثل مناطق التوسع السياحي بتاغـيت ، إقلي ، و المريجة. و البعـض الآخر في طور الإنجاز أو الدراسة  ببني ونيف ، وعـرق فراج ، وتبلبالة ، ولواتة ، وبشار ، وبني عـباس..  إلخ .

" عنتر " يعود إلى قوته

بالنسبة للهياكل الموجودة حاليا فالولاية تضم 18 مؤسسة فندقية وبعـض المشاريع قيد الإنجاز وهي تابعـة للخواص. نشير إلى أن عمليات تهيئة وتحسين فندق " عنتر " الشهير جارية. ولاحظ نفس المسؤول أن الهياكل الحالية غـير كافية لتغـطية الطلبات في أوقات الذروة فمجموع الأسرة الموجودة لا يزيد عـن   1500 سريرا موزعـة عـلى ما يقارب 600 غـرفة . ولهـذا تشجع الولاية الإستثمار في بناء مرافق جديدة وبالفعـل توجد مشاريع جديدة قيد الإنجاز عـبر الولاية إضافة إلى المصادقة عـلى مشاريع أخرى  من طرف اللجنة الولائية " كالبيراف".

الصناعـة التقليدية تعرف إقبالا مشجعا للحرفيين عـلى مستوى الولاية يقارب 2500 حرفيا . كما توجـد مشاريع هياكل خاصة بالصناعـة التقليدية في طور الإنجاز مثل مركز الصناعـة التقليدية بتاغـيت . أما دار الصناعـة التقليدية ببشار فقد أنجزت وهي تشتغـل حاليا .

 م / ب
الرجوع إلى الأعلى