قتل ابن قريبه بوحشية بعد أن اختطفه وطلب فدية بمليار
مكنت محاكمة بتقنية الفيديو جرت اطوارها أمس بين فرنسا والجزائر  من الكشف عن خيوط جريمة اهتزت لها ولاية سطيف بتاريخ 21 جانفي 2007،  و راح ضحيتها الطفل (ف.عامر) البالغ من العمر 10 سنوات، من مدينة العلمة، الذي  وجدت جثته مرمية على قارعة الطريق، بين بلديتي عين عباسة و تيزي نبشار بالمنطقة
 الشمالية،  بعد أن  تعرض للخنق بواسطة سلك كهربائي،  إثر تعرضه للخطف من أحد أقاربه، طالب  والده بفدية قدرها مليار سنتيم.
القضية التي نظرت فيها محكمة الجنايات بسطيف أمس تمت بعض مجرياتها عبر تقنية «الفيديو كونفيرونس» لكون المحاكمة الأصلية جرت بمدينة لالوار بمقاطعة سانت إيتيان الفرنسية، باعتبار أن المتهم مزدوج الجنسية (جزائرية و فرنسية)،  قد فر من العدالة الجزائرية، التي تابعته بموجب أمر دولي بالقبض ، و يتعلق الأمر أحد أقارب عائلة الضحية،  والذي  طلب من والد الطفل الذي يملك أموالا طائلة، مبلغ مليار سنتيم من أجل إعادة الابن إلى عائلته، لكنه قرر فجأة إزهاق روحه.
و قد جرت المحاكمة لأول مرة في مجلس قضاء سطيف عبر تقنية الفيديو، التي تستعمل لثاني مرة في تاريخ العدالة الجزائرية، بعد محاكمة مماثلة جرت بمجلس قضاء المسيلة قبل أشهر.
و   قد حضر  ثلاثة شهود، أدلوا بشهاداتهم أمام المحكمة الفرنسية، بالاستعانة بمترجم رسمي و محلّف،  و   حاول المتهم (ف.س) خلال المحاكمة نفي التهم الموجهة إليه من طرف القاضي الفرنسي،  وأشار بأنه لم يتورط في قتل الضحية،  مبررا فراره من الضبطية القضائية و كذا من العدالة الجزائرية، التي أصدرت مذكرة بحث و أمر بالقبض  في حقه، بأنه تخوف من إيداعه السجن، الأمر الذي أثار استغراب القاضي و دفاع الضحية.
كما حضر في جلسة المحاكمة أمس بمجلس قضاء سطيف، عدد من الشهود، و يتعلق الأمر بابن عم الضحية، الذي ذكر بأنه شهد عملية خطف قريبه من مدينة العلمة، كما تلقى رسالة نصية على هاتفه المحمول، مضمونها ضرورة منح الخاطف مبلغ مليار سنتيم، من أجل إعادة الطفا سالما إلى بيته، و أفاد بأنه تلقى رسالة أخرى طلب فيها المتهم تجهيز المبلغ المالي في أقرب وقت ممكن، أما آخر رسالة يضيف الشاهد، فكتب فيها الخاطف بأنه سيقوم بإزهاق روح الضحية، في حالة لم يتم تسليم الأموال في الآجال المطلوبة. و أضاف الشاهد بأن صاحب الهاتف النقال الذي أرسلت منه الرسائل النصية، لم يكن يرد على المكالمات الهاتفية، خوفا من التعرف على صوته، و ختم حديثه بأن المتهم الذي يعتبر قريبه تورط في قتل قريبه الآخر الطفل (ف.عامر) طمعا في الحصول على مبلغ مالي قدره مليار سنتيم، لكون والده رجل أعمال و يملك محلات تجارية بشارع دبي الواقع بمدينة العلمة.
المحاكمة ستتواصل إلى غاية يوم الخميس، حيث سيتم سماع شاهدين آخرين، إضافة إلى طبيب شرعي خبير قام بمعاينة الجثة و دوّن تقريرا طبيا، أكد فيه تعرض الضحية للقتل وأعمال عنف، مورست بطريقة وحشية،  و سيتم السماع إليهم كما دعت الضرورة، و وفقا لطلبات رئيس الجلسة في المحكمة الفرنسية. و قد صرح أمس محمد حدود، رئيس مجلس قضاء سطيف، بأن المحاكمة جرت بالاعتماد على  تقنية جديدة استحدثت في إطار عصرنة و تحديث جهاز العدالة، التي تمكن من سماع الشهود عبر المحاكم والمجالس القضائية، سواء داخل أو خارج الوطن، التي تندرج في إطار الإنابة القضائية و التعاون الدولي.
 أما عن حيثيات القضية فصرح نفس المصدر بأن الضبطية القضائية، حددت أن  المشتبه فيه من عائلة الضحية نفسه، و قد تمكن من  الفرار إلى فرنسا، لكن ألقي عليه القبض  هناك، وتمت إجراءات التحقيق بفرنسا، ثم وصلت القضية إلى مرحلة المحاكمة، مشيرا بأن نفس تقنية الفيديو تسمح باختصار الوقت والمسافة، مع تفادي تنقل الشهود والخبراء.
    رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى