أكد الناخب الوطني الجديد لوكاس ألكاراز، بأن تدريب المنتخب الوطني يعتبر أكبر تحد له في مشواره التدريبي، كما لم يخف خلال أول ندوة صحفية نشطها أمس بقاعة الندوات بمركز سيدي موسى، بأن السبيل الوحيد للرد على كل من انتقد خيار تعيينه هو العمل: «تدريب المنتخب الجزائري هو أكبر تحد في مشواري التدريبي إلى غاية الآن. لم نأت إلى هنا من أجل مباراة واحدة. ينتظرنا عمل كبير. سنعمل 24 ساعة على 24 ساعة، وأسعى للبقاء أطول فترة ممكنة مع الخضر».
مبعوث النصر إلى سيدي موسى: بورصاص/ر      
وأضاف التقني الاسباني: «قبل التدريب في الليغا أو الدرجة الثانية الاسبانية، لم تكن لدي تجربة مع المنتخبات الوطنية، لكن هذا لن يخيفنا، والأجواء الإفريقية لا تقلقني أيضا. لا أريد الرد على المنتقدين، وعملي وحده من سيتحدث عني. أعتقد بأن نجاحي مع الخضر سيجعل الجميع يتحدث عني خيرا، رغم أنك أينما ترحل أو تحل لن ترضي جميع الناس. أود أن أؤكد لكم بأنني أعمل بشكل متواصل منذ 15 سنة، وقد خضت أكثر من 800 مباراة. لدي الرغبة والطريقة اللازمة للنجاح، ولدينا آمال كبيرة من أجل النجاح في مهمتنا. سأرسخ الرغبة والاحترافية لدى اللاعبين الجزائريين، وأعدكم بأننا سنقاتل من أجل الفوز في كل مباراة».
سعيد بحفاوة الاستقبال و تفاجأت بالتنظيم على مستوى الفاف
واستهل الناخب الوطني الجديد ندوته، بالإشادة بحفاوة الاستقبال الذي خصه به مسؤولو الفاف، كما لم يخف إعجابه بالتنظيم على مستوى الفاف: «في البداية أود أن أعبر عن سعادتي الكبيرة بالإشراف على الخضر، كما أود أن أشكركم جميعا على حفاوة الاستقبال. النقطة المهمة التي استوقفتني وفاجأتني، هي التنظيم على مستوى الاتحادية.
ما وقفت عليه إلى غاية الآن، يمنحني الرغبة أكثر في العمل، من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة. الشيء المؤكد هو أن النجاح لا يمكن أن يكون فرديا، بل يجب تضافر مجهود الجميع للوصول إلى الهدف المسطر.
دربت لاعبين من 17 جنسية و مشكلة اللغة لن تكون عائقا
وأكد ألكاراز بأن تخوف الجزائريين من مشكلة التواصل مع اللاعبين، بالنظر إلى عدم إتقانه اللغة الفرنسية لن يكون عائقا أمامه، لأنني وطاقمي سنركز كثيرا في عملنا على نظام المعاينة، إيصال المعلومة باستعمال الصور والفيديو: «أؤكد لكم بأنني باشرت تعلم بعض الكلمات بالفرنسية، وسآخذ دروسا خصوصية في اللغة الفرنسية، من خلال التعاقد مع مدرس هنا بالجزائر ومدرس آخر بإسبانيا. دربت فرقا عديدة في إسبانيا وخارج إسبانيا، وتعاملت مع 16 جنسية مختلفة، لذلك أعتبر أن اللغة ليست مشكلا كبيرا. أنا وطاقمي سنركز على العمل الميداني والاتصال مع اللاعبين».
 وأضاف ألكاراز بأنه سيلتقي  باللاعبين كل على حدا: «طلبت من المسؤوليين إعداد قائمة بأسماء جميع اللاعبين المتواجدين في أوروبا، وكذا أفضل اللاعبين في البطولة المحلية. أود أن أجري بعض اللقاءات مع اللاعبين على انفراد، حتى أجمع أكبر قدر من المعلومات، وكل هذا يجب أن يكون قبل أول موعد قادم للفيفا».
لست عنيدا بل أشدد على الانضباط و الخطة أضعها حسب التعداد
وعن سؤال بخصوص طريقة عمله، كان رد ألكاراز واضحا: «لست عنيدا مثلما يقال عني، أو أنني مدرب لا يتواصل جيدا مع اللاعبين. أنا مدرب يحب عمله وأشدد على الانضباط. اعتقد بأن الانضباط أكثر من ضروري للتحكم في المجموعة».
وأشار ألكاراز إلى أنه لا يمكنه الحديث عن طريقة اللعب قبل معاينة اللاعبين، والوقوف على إمكانات جميع العناصر، كما أن الكرة الحديثة تتطلب مشاركة جميع اللاعبين في المنظومة الدفاعية بداية بالمهاجمين، كما أكد بأن اختياراته للاعبين سيكون وفق معيار واحد، وهو مستوى اللاعب في الوقت الحالي وإمكانية تقديمه للإضافة، بغض النظر عن كونه محترفا أو محليا: «سأضع خطة اللعب حسب الإمكانيات وقدرات اللاعبين، وسأعاين حالة كل لاعب مع ناديه على انفراد. مشكل الدفاع يتطلب مشاركة الجميع، وكرة القدم تتطلب منظومة جماعية. الكرة الحديثة تتطلب أن يكون المهاجم أول مدافع، والمدافع أول مهاجم».
اللعب في أوروبا ليس معناه بالضرورة ضمان مكانة في المنتخب
 ووجه الناخب الوطني الجديد رسالة قوية إلى اللاعبين المحترفين في أوروبا، مؤكدا بأنه لا يعترف بالأسماء: «اللعب في أوروبا أو حمل قميص ناد كبير، ليس معناه ضمان مكانة دائمة مع المنتخب. أعتقد أن هناك معايير أخرى، ومن هنا أوجه رسالة إلى اللاعبين وأقول لهم: عليكم بالعمل لضمان مكانة معي، كما أن اللعب في البطولة المحلية ليس عائقا بالنسبة لاختياراتي، فكل شيء ممكن و وارد. لا أريد استباق الأحداث، وكل شيء مؤجل إلى أول لقاء لي مع اللاعبين، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات. أريد العمل بطريقة محترفة وعقلانية، كما أريد التشاور مع الجميع. لست من النوع الذي يتخذ القرارات بسرعة، وأريد للمنتخب الجزائري أن يتحسن من عديد النواحي».

أبواب المنتخب مفتوحة و لا وجود لقائمة سوداء
وواصل التقني الإسباني مؤكدا، بأنه لن يغلق أبواب المنتخب أمام أي لاعب، كما لم يخف بأنه لا يريد العودة إلى الوراء بخصوص اللاعبين المغضوب عليهم في وقت سابق: «أبواب المنتخب الوطني مفتوحة أمام جميع اللاعبين، لا أريد العودة إلى الوراء، ولا توجد قائمة سوداء مثلما تحدثتم (ردا على سؤال أحد الصحفيين). الشرط  الوحيد لاختيار أي لاعب هو مستواه الحالي. سأعاين مستوى كل لاعب مع ناديه، وأقف على احتياجات المنتخب قبل توجيه الدعوة لأي كان، واللاعب الذي لا يشارك مع ناديه ليس خيارا جيدا لأي منتخب».
زطشي يعرف كل شيء عني
وعكس ما قيل، ومثلما نشرت النصر من قبل، فإن الاتصالات مع الناخب الوطني الجديد انطلقت بعد مغادرته نادي غرناطة، كما أكد المدرب الأندلسي بأنه تفاجأ لكم المعلومات التي يمتلكها رئيس الفاف زطشي عنه: «لم يتم الاتصال بي من قبل الفاف عندما كنت مدربا لفريق غرناطة، بل انطلقت عقب مغادرتي للفريق، أين تلقيت اتصالا من طرف زطشي، وتفاجأت لكونه كان يعرف كل شيء عني،.كما أؤكد بأن المفاوضات لم تستغرق وقتا طويلا، حيث اتفقنا بسرعة حول الخطوط العريضة، وبعدها وقعت العقد، لأنني كنت متحمسا كثيرا لهذا العرض ولخوض تجربة جديدة، لأنه لم يسبق لي تدريب المنتخبات. التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو أن الأمر يتعلق ببلد يعشق كرة القدم. كانت لي فرصة تدريب لاعبين جزائريين وهذا أمر مميز. ربما هذا العامل قد يكون مساعدا لي».
سألتقي بمدربي الأندية المحلية و أرحب بتبادل الأفكار
وعبر ذات المتحدث عن رغبته في المساعدة على تطوير الكرة الجزائرية، مؤكدا بأنه سيبدأ التعامل مع إطارات الفاف وكل مدربي البطولة الوطنية، كما كشف عن رغبته في تقديم دروس للتقنيين الجزائريين من أجل تبادل الخبرات: «لقد قدمت إلى الجزائر من اجل تقديم الإضافة ووضع لمستي. هدفي المساعدة على تطوير الكرة الجزائرية، ونحن على استعداد للتعاون مع إطارات الاتحادية وكل مدربي البطولة المحلية. سأتنقل رفقة طاقمي المساعد إلى الأندية من أجل الوقوف عن قرب على طريقة العمل، ومعرفة طريقة تفكير اللاعب الجزائري وكل ما يتعلق بشخصيته. نحن نفكر أيضا في إعطاء دروس للتقنيين الجزائريين، من أجل تبادل المعلومات والخبرات. لقد تحدثت مع زطشي وسنقيم تربصات للاعبين المحليين مرة كل شهر».
وفي السياق ذاته أكد ألكاراز بانه يريد التأقلم مع الكرة الجزائرية: «لم نأت إلى هنا من أجل فرض أفكارنا، بل جئنا من أجل مشروع كبير، وسنحاول أن نتأقلم مع المحيط الكروي هنا».
أطمح لتسيير المنتخب مثل ناد محترف
ويبدو أن التقني الاسباني يريد تطبيق فلسفته في العمل، عندما أشار إلى أنه سيعمل مع الفاف على تسيير المنتخب الوطني كفريق محترف، مؤكدا بأنه سيبدأ مهمته بالاستعلام عن كل المحترفين الجزائريين، وجمع المعلومات حول اللاعبين في البطولة بقسميها المحترف الأول والثاني، بالإضافة إلى المنتخبات الشبانية بكامل فئاتها: «سأعمل على أن نسير مع الاتحادية على طريقة فريق محترف. أول خطوة سأعتمدها هي الاستعلام عن كل المحترفين الجزائريين الذين ينشطون في جميع البطولات الأجنبية، كما أريد أن أتحصل على معلومات عن أفضل اللاعبين في البطولة المحلية، وكل هذا يلزمه بعض الوقت. مستعد للتضحية حتى أكون في المستوى، لأنني أعرف قيمة التحدي».
ليس لدي مشكل مع براهيمي و لهذا السبب لم أتصل به
وفند الناخب الوطني وجود خلاف بينه وبين صانع الألعاب ياسين براهيمي، حيث انفعل وهو يرد على هذا السؤال: «لا لا. مخطئ من يعتقد بأنه لدي مشكلة مع براهيمي، بل العكس تماما تربطني به علاقة جيدة. لقد قدم موسما رائعا، ويكفيه أنه ساهم في الفوز الرائع الذي حققناه أمام نادي برشلونة. كما تعلمون في غرناطة هناك تقليد يتمثل في استقدام لاعبين من إفريقيا. لقد تعاملت مع عدة لاعبين، ولم يكن لدي أي مشكل معهم، وأؤكد كذلك بأن علاقتي مع اللاعبين الأجانب كانت دوما جيدة، بدليل أنني دخلت إحدى المباريات بـ 11 لاعبا من جنسيات مختلفة. لم أتصل ببراهيمي. لقد رأيت بأنه من غير اللائق الاتصال به من أجل الحصول على معلومات عن زملائه، أو عن المنتخب الوطني الجزائري بصفة عامة».
الفورمة و حاجيات المنتخب أهم المعايير في اختياري للاعبين
وعن معاييره في اختيار اللاعبين، قال:  «لدي معيارين أساسيين في اختيار اللاعبين أو استدعائهم إلى المنتخب مستقبلا وهما، الفورمة الحالية، أي معرفة ما إن كان اللاعب يشارك بانتظام أم لا، ناهيك عن حاجيات المنتخب، حيث يمكنك طلب خدمات لاعب لا يشارك، إذا كنت بحاجة له. كما تعلمون مباريات المنتخب ليست مثل الأندية، وأنت مرتبط بتواريخ الفيفا، كما أن التربصات ستكون قصيرة المدى.لا أريد أن اظلم أي لاعب، وعليه طلبت من المسؤولين قائمة بأسماء جميع اللاعبين المحترفين. أؤكد لكم بأنني سأتعامل مع جميع اللاعبين بنفس الطريقة، ولا فرق بالنسبة لي بين لاعب محترف وآخر محلي، فالميدان هو الفاصل».
هناك 3 نقاط سأركز عليها لضمان أحسن تحضير للقاء الطوغو
وبخصوص طريقة عمله وكيفية التحضير للمواعيد القادمة، بداية من المباراة الرسمية الأولى التي سيشرف عليها في تصفيات كان الكاميرون 2017، قال: «لدي ثلاث خطوات سأتبعها من هنا إلى غاية أول موعد للتربص الخاص بمواعيد الفيفا. سأقوم أولا بمعاينة مباريات المنتخب الوطني، والخطوة الثانية التي تعتبر مهمة، هي التواصل مع اللاعبين وسأدرس إمكانية ملاقاتهم. وأما النقطة الثالثة، فهي معاينة المنتخبات التي سنواجهها في قادم المواعيد، حتى تكون لدينا فكرة عامة. صحيح الوقت ليس في مصلحتنا، ولا يمكن تمديده، ولكن يجب استغلاله من أجل إنجاح مشروعنا. وأؤكد لكم من اليوم وحتى تاريخ الفيفا القادم ستكون لدينا معلومات عن كل اللاعبين، سواء المحترفين أو المحليين من الدرجة الأولى أو الثانية. سنشاهد بعض مباريات البطولة، والبداية بمباراة الغد بين مولودية وهران ومولودية الجزائر، كما أنني سأتابع المنتخبات الشبانية بكامل فئاتها».
علينا استرجاع معنويات اللاعبين بعد خيبة الكان
وتطرق الناخب الوطني إلى مشكلة اعتبرها مهمة، وتتمثل في معاناة اللاعبين من الناحية النفسية: «لاعبو المنتخب الجزائري يعانون من الناحية النفسية، خاصة بعد الخروج من «الكان» من الدور الأول، والذي يعتبر خيبة أمل بالنسبة لهم، مثلما أكده لي رئيس الفاف، ما يجعلني أركز على الجانب البسيكولوجي، وهو ما يجعلني أفكر بجدية في ملاقاة اللاعبين والتحدث معهم، لأن الجانب النفسي أكثر من ضروري لإنجاح أي مشروع، واللاعب عندما يكون جيدا من هذه الناحية يمكنه استيعاب جميع الأشياء».

أصداء من الندوة الصحفية
ألكاراز فاجأ الحضور بإلقائه كلمة افتتاحية بالفرنسية
فاجأ الناخب الوطني جميع الإعلاميين الذين حضروا إلى الندوة الصحفية التي نشطها أمس، عندما ألقى الكلمة الافتتاحية باللغة الفرنسية، حيث رحب بالجميع ثم عبر عن سعادته بالإشراف على تدريب منتخب كبير من طينة المنتخب الجزائري، الذي يملك تاريخا في كرة القدم حسبه.
• المكلف بالإعلام على مستوى الفاف لعب دور المترجم
لعب المكلف بالإعلام على مستوى الفاف محمد ساعد دور المترجم، مثلما أشارت إليه النصر في أعدادها السابقة، حيث كان يترجم تصريحات الناخب الوطني باللغة الفرنسية، والشيء الإيجابي أنه لم يكن يأخذ وقتا طويلا، بالنظر إلى إتقانه اللغة الاسبانية.
•  رفض التعليق على انتقادات بعض الصحف الاسبانية
رفض الناخب الوطني التعليق على الانتقادات التي طالته من طرف بعض الصحفيين الإسبان، حيث أكد بأنه لا يريد التعليق على ما كتب في إحدى الصحف، التي قالت بأن الفاف بتعيينها ألكاراز لمهمة تدريب الخضر قد منحته هدية، مكتفيا بالقول بأن الوقت سيكشف عدم صحة ذلك.
•  قناة إسبانية في أول خرجة للناخب الوطني
عرفت الندوة الصحفية الأولى للناخب الوطني الجديد حضورا إعلاميا مكثفا، والشيء الجديد هو حضور قناة إسبانية، كما أن عددا معتبرا من الإعلاميين طرحوا أسئلتهم باللغة الإسبانية، ما أعجب الناخب الوطني، في الوقت الذي لم يحضر فيه المساعدان الإسبانيان.
• الفاف من تختار المساعد ومدرب الحراس
أكد الناخب الوطني الجديد بأن الاتحادية الجزائرية هي من سيختار المدرب المساعد المحلي و كذلك مدرب الحراس، مرجعا السبب إلى عدم معرفته الجيدة للكرة المحلية، وهي الخرجة التي نالت إعجاب الحضور، بالنظر إلى صراحة التقني الاسباني، علما وأن المساعد سيكون إما مضوي أو زغدود إضافة إلى أسماء أخرى.  وبخصوص مدرب الحراس، توجد عدة عناصر مرشحة في صورة براهيمي و سبع.
جمعها بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى