إعلامـيون و مـثقفـون يحتجــون علـى تجــاوزات القنـوات الخــاصــة
نظم أمس عشرات الإعلامين والمثقفين، والكتاب والأكاديميين، وقفة أمام مقر سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر العاصمة للمطالبة بإعلام وطني هادف يحترم الجمهور وكرامته، ويبتعد عن العنف، ودعوا السلطات العمومية إلى تحمل مسؤولياتها لفرض القانون على كل القنوات التلفزيونية الخاصة ومعاقبة كل تجاوز.
وقد جاءت الوقفة الاحتجاجية هذه تضامنا مع الكاتب والروائي رشيد بوجدرة الذي بعد الضجة التي أثارها مروره في حلقة من حلقات الكاميرا المخفية التي تبث على قناة «النهار»، وقال ممثل عن المثقفين أمام الحضور إن الوقفة هذه جاءت للتعبير عن حق المواطن في إعلام هادف يحترم حقوقه و عقله وكرامته، ومن أجل التنديد بتجاوزات في حق كاتب كبير مثل رشيد بوجدرة، وفي حق مواطنين آخرين.
أما الكاتب رشيد بوجدرة فقد أعلن أنه سيودع اليوم شكوى لدى العدالة ضد قناة «النهار» بمعية فريق من المحامين، واعتبر ما حدث له «اختطافا حقيقيا وجريمة»، وأنه أحس بأنه موجود في قفص، واعتقد أنه وقع بيد مجموعة إرهابية هو وزوجته، واصفا ما وقع له في حلقة الكاميرا المخفية «بالكابوس الرهيب الذي عاشه لمدة ساعتين».
 كما قال إنه لم يوافق على بث الحلقة، وقد اتصل بمدير القناة مرتين حتى لا تبث الحلقة، ولم يوافق إطلاقا على بثها، ودعا وزارة الداخلية إلى ضرورة التحرك تلقائيا لأنهم استعملوا رموزها، من لباس وغيره، وقال معاتبا أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاروة كان عليه أن يتضامن معه، معربا في نفس الوقت عن سروره بكل الذين تضامنوا معه من خلال هذه الوقفة في الداخل والخارج. وقبلها كان الشاعر عاشور فني قد قرأ بيانا أُصدر بالمناسبة حول الإساءة التي تعرض لها الكاتب رشيد بوجدرة في قناة «النهار»، وعن التجاوزات التي تحدث في بعض القنوات بشكل عام، ودعا البيان إلى ضرورة احترام حق المواطن في إعلام حقيقي، ورفع العشرات من الحضور من الصحفيين والكتاب لافتات كتبت عليها شعارات» من أجل إعلام بناء»، «لا للعنف الإعلامي»، «مع حرية الإبداع والرأي.. لا للخرافة.. لا لاغتيال العقل».
وبعدها انتقل وفد عن المحتجين يمثله كل من الكاتب رشيد بوجدرة، والإعلامي احميدة العياشي والشاعر عاشور فني إلى داخل مقر سلطة ضبط السمعي البصري حيث استقبلوا من طرف رئيسها زواوي بن حمادي، الذي نقل عنه  
تأكيده بأنه متفهم جيدا الوضع، و عليهم أن يتفهموا وضع السلطة وصلاحياتها الحالية، مبديا في ذات الوقت دعمه وتضامنه مع الكاتب رشيد بوجدرة، وأوضح بأن سلطة ضبط السمعي البصري لا تملك في الوقت الحالي صلاحية فرض العقاب التي هي اليوم من مهام العدالة، غير أنه دعا إلى عدم التسرع في الحكم على القنوات الخاصة التي سدت –حسبه- فراغا كان موجودا في المشهد الإعلامي الوطني.
ونشير أن العشرات من الإعلاميين والكتاب والأكادميين قد شاركوا في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر سلطة ضبط السمعي البصري بشارع ديدوش مراد عند منتصف النهار، إلى جانب وجوه سياسية ووجوه من المجتمع المدني.
 وقال عاشور فني باسم المجموعة أن أكثر من ألف إعلامي وكاتب ومثقف وناشطين سياسيين وقعوا على البيان  الاحتجاجي للمطالبة بضرورة وقف استعمال القنوات الخاصة ووسائل الإعلام عموما لترويع الأسرة الجزائرية والتعدي على معتقدات المجتمع، والترويج للعنف.
   إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى