أزمة عطش عمرها خمس سنوات بمشاتي النصلة بتبسـة
تشكو مئات العائلات القاطنة بمنطقة النصلة ببلدية الكويف شمال شرق ولاية تبسة، و التي تضم 8 مشاتي، ظروفا معيشية صعبة أثرت على معيشتها، في ظل غياب مختلف المرافق و انعدام المشاريع التنموية التي من شأنها المساهمة في استقرارهم و خدمة أرضهم.                                                              
و كشف المعنيون في شكواهم الموجهة للسلطات المحلية و الولائية، تحوز “ النصر “ نسخة منها، بأنهم يعانون نقصا فادحا في المياه الصالحة للشرب منذ 5 سنوات كاملة، ما حول حياتهم إلى جحيم على حد قولهم، و ذلك رغم إطلاع المسؤولين على وضعهم، و تقديم وعود بتمكينهم من الماء الشروب، حيث يضطرون إلى التزود بالمياه بواسطة الصهاريج و بأسعار باهظة، فكل الحنفيات العمومية التي تم إنجازها لتزويد السكان بالماء و إرواء مواشيهم، جفت و توقفت نهائيا، كما يؤكدون،  و بعضها تعرض للتلف و التهشيم أمام الإهمال و اللامبالاة و قلة المتابعة و نقص المراقبة من طرف المصالح المعنية، الأمر الذي أثر سلبا على وضعية المواطنين الذين يضطرون إلى التنقل لمسافات بعيدة لجلب المياه بواسطة الأحمرة، أو شراء الصهاريج بأسعار مرتفعة يتراوح سعرها بين 1000 و 1200 دج للصهريج الواحد، و هي الوضعية التي أثقلت كاهل السكان. كما طرح السكان مشكلة عدم استفادتهم من الدعم الفلاحي، رغم ما تتميز به أراضيهم الشاسعة من تربة خصبة صالحة لمختلف أنواع الحبوب و الخضر، و يتأسف السكان من عدم استفادتهم من الإنارة الريفية و البناء الريفي باستثناء عدد قليل منهم، و لازال سكان منطقة النصلة يحلمون منذ زمن بعيد بقاعة علاج توفر لهم أبسط الخدمات الصحية، و هو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية البعيدة، أين يقطعون مسافات طويلة على متن الجرارات و سيارات الفرود، حيث ناشدوا المسؤولين بالعمل على توفير المرافق الصحية و التجهيزات الطبية و سيارة إسعاف لنقل المرضى في الحالات الطارئة. و أصبح انعدام المسالك الريفية و تدهور حالة شبكة الطرقات على مستوى هذه المنطقة، يشكل قلقا كبيرا سواء للسكان أو لأصحاب المركبات، ما جعل التنقل إلى المنطقة أمرا شبه مستحيل؛ فيما يرفض ناقلون العمل على هذا الخط خوفا على تعرض مركباتهم للأعطاب، و كشف السكان في مضمون شكواهم، عن حرمان أبنائهم من حقهم في الدراسة، و قالوا بأن المدرسة الوحيدة بالجهة أصبحت مهجورة لعدم توفر الظروف المشجعة على الدراسة بسبب بعدها عن التجمعات السكانية. و يشكو سكان هذه المشاتى من انعدام شبكة الهاتف النقال، حيث يضطرون إلى الصعود فوق التلال و المناطق المرتفعة ليتمكنوا من الاتصال بغيرهم، في حين أبدى سكان مشتة الكمامشة من تنقلهم على مسافة 6 كيلومترات لاستخراج وثائق الحالة المدنية من مقر بلدية تبسة، بينما يتبعون إداريا إقليم تراب بلدية الكويف، و هي الإشكالية التي تسببت حسبهم في حرمانهم من الاستفادة من حقهم في السكن الريفي، و رغم توفر منطقة النصلة على كنوز أثرية و معالم تاريخية تعود للعهد الروماني، إلا أنها تعاني الإهمال و الزوال و الاندثار، نتيجة لغياب الاهتمام و العناية بها، في انتظار التفاتة جادة من الجهات الوصية لإعادة الاعتبار لها و إنقاذها من دائرة الإهمال و إعادة الاعتبار لحضارة هذه المنطقة الغنية، و تصنيفها كمواقع سياحية و ترفيهية من شأنها إخراج المنطقة من عزلتها المفروضة. نائب رئيس بلدية الكويف، أكد لنا على أن المصالح المعنية تعتزم تجسيد انشغالات السكان حسب الأولويات و أوضاع البلدية المالية، كاشفا عن استفادة المنطقة من مشروع لتزويد السكنات بالماء الشروب، موازاة مع استفادة بعض المعنيين من السكن الريفي في انتظار استكمال البقية، مضيفا بأن البلدية  اقترحت العديد من المشاريع و حولتها إلى السلطات الولائية للبث فيها، لكون البلدية لا تتوفر على الموارد المالية الكافية لتلبية جميع مطالب السكان.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى