أكد المدافع الدولي السابق عبد الحكيم سرار، بأنه لم يتفاجأ بإقصاء المنتخب الوطني المحلي أمام نظيره الليبي، كما كشف المتوج مع الخضر بالكأس الإفريقية الوحيدة، في حوار خص به النصر، على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الكروية ككل، و حتى في السياسة المنتهجة.

ألكــاراز ثـانـي أضعف مدرب بعد ليكنس

*أولا ما تعليقك على إقصاء المنتخب الوطني من الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى «الشان» المقررة بكينيا بعد تعادله في لقاء الإياب أمام المنتخب الليبي؟
أعتقد بأن النتيجة المسجلة تحصيل حاصل، لأن المنطق احترم،         و واقع الحال أثبت مرة أخرى بأن الكرة المحلية في تدهور من موسم لآخر. شخصيا لم أتفاجأ بهذا الإقصاء، لأن المنافسة في حد ذاتها فيها الكثير من التناقضات، و هنا أود أطرح سؤال بسيط، و هو هل هي كأس إفريقيا للاعب المحلي أم هي كأس إفريقيا للاعبين الذين ينشطون في القارة الإفريقية؟. هذا تناقض، لأن أي لاعب إفريقي يمضي على عقد احترافي في الجزائر، لا يسمح له بالمشاركة في هذه المنافسة. فمثلا شباب قسنطينة لديها لاعب استقدم من بوركينا فاسو و هو سيلا، لا يمكنه المشاركة مع منتخب بلاده لأنه لاعب محترف، في الوقت الذي يشارك لاعبونا بصفة طبيعية.

المنظومة كلها خاطئة و علينا توقيف البطولة مؤقتا

*ماذا تقصد بالضبط؟
 أقصد أن اللاعبين الذين ينشطون في بطولتنا يشاركون بصفة طبيعية في «الشان»، في الوقت الذي لا يمكن للاعبين من إفريقيا ينشطون في نفس البطولة معهم لا يمكنهم المشاركة. أتمنى لو تغيّر تسمية هذه المنافسة إلى بطولة إفريقيا للاعبين الذين ينشطون في القارة.

إقامة تربص لمدة 20 يوما من أسباب فشل المحليين في التأهل

و أما فيما يخص المباراة و النتيجة، فعندما أقوم بدراسة ليس من الجانب التقني، بل بدراسة للمنظومة ككل، نقول بأن الكرة المحلية في انحطاط،    و الميركاتو الصيفي يمنحك نظرة واضحة. كنا في الماضي القريب (7 سنوات إلى الوراء)، نشاهد صراعات بين رؤساء الأندية من أجل ضمان خدمات لاعب أو لاعبين من خلال البحث عن شراء ورقة التسريح، لكن في الوقت الراهن أصبحت غير موجودة، ما يؤكد غياب اللاعبين من ذوي المستوى العالي، و لو كان العكس لكان الميركاتو الصيفي ساخنا، لكن للأسف الشديد الميركاتو الصيفي أصبح باردا برودة الشتاء، و لا توجد صراعات رياضية بين رؤساء الأندية من أجل جلب لاعب خارق للعادة، و الدراسات أثبتت بأن الكرة المحلية في تراجع،   و الحمد لله أن هناك قانون الباهاماس، الذي مكننا من الظفر بخدمات أكثر من 50 لاعبا إلى غاية الآن بفضل الاتحادية السابقة، و هو ما يضمن حضور الكرة الجزائرية خلال السنوات القادمة، بفضل هذه العناصر الناشطة في البطولات الأوروبية، و أما مستوى البطولة الوطنية فأعتقد بأنه سيكون أضعف من الموسم الماضي، و ربما الموسم القادم سيكون أضعف من الذي سبقه، و إقصاء المنتخب المحلي من طرف منتخب بطولته متوقفة يزيد من مرارة الإقصاء، و لو أقصينا من طرف المغرب أو مصر، ربما كان أهون.

من حسن حظنا ضمنا خدمات 50 لاعبا بفضل قانون الباهاماس

إقصاء ذكرني في حادثة وقعت من قبل. فالمنتخب الألماني عندما انهزم سنة 1999 أمام المنتخب الإنجليزي في برلين، دخل بعد ذلك المسيرون في تربص بداية من رئيس الاتحاد إلى أبسط مسير، حيث ظلوا يقومون بدراسات و بحوث، ليخرجوا في الأخير بسياسة هم يقطفون ثمارها الآن، إلى درجة أصبح الناخب الألماني في حيرة من أمره، بسبب وجود ثلاثة منتخبات وطنية مختلفة، و كل منتخب شارك في دورة فاز بها، لكننا هنا في الجزائر نفتقد لمثل هذه السياسة، لأننا نبحث عن النتيجة الظرفية.
الفريق الوطني أقصي من طرف المنتخب الليبي، و هنا  من المفروض أن يطرح سؤال عن الأسباب؟. اليوم و عند تصفحي للجرائد و متابعتي لمختلف القنوات التلفزيونية، جلب انتباهي تصريح الناخب الوطني، الذي يؤكد بأن المادة الخام موجودة. لا يجب أن نكذب على أنفسنا. لا نمتلك منتخبا لديه شخصية، فكيف نتحدث عن منتخب المستقبل، و جل العناصر تجاوزت أعمارهم 22 و23 سنة، و الشيء المخيف هو أن الفرق الرديفة لا يوجد بها عناصر جيدة.

الكرة المحلية في انحطاط و برودة الميركاتو خير دليل

*و ما هي الأسباب التي أدت حسب رأيك إلى تراجع و تدهور الكرة المحلية مثلما صرحت من قبل؟
     المشكل مشكل منظومة. الجميع يتكلم على التكوين سواء إعلاميين، متتبعين و محللين، لكننا بعيدون كل البعد عن التكوين، لأنه عندما نتحدث عن التكوين، يجب أولا أن نتحدث عن المكونين، شخصيا ما زلت لم أسمع سواء في الميدان الرياضي أو العلمي، عن امتحان أو اختبار أو مسابقة لا يوجد بها راسبون إلا امتحان المدرب. كل المدربين الذين يدخلون اختبارات الحصول على شهادة تدريب معينة يحصلون عليها بعد نهاية التربص، فعلى سبيل المثال لاحظت عندما يتقدم 10 أشخاص من أجل الحصول شهادة الدكتوراه، هناك 7 ينجحون و ثلاثة يخفقون، لكن اليوم المشكلة عندما ترى المدربين أصبحوا مثل الفطريات، ففي السابق كان الذين لا يحسنون الدراسة يتوجهون إلى مجال كرة القدم، عندما ترى بأنه كل من يتقدم إلى تربصات شهادة «كاف أ» أو «كاف ب» ينجح و لا يوجد أي راسب، و هو ما يجعلك تيأس، يجب مراجعة المنظومة بأكملها، و يجب أن نعرف أي سياسة نلجأ إليها، هل المدرسة الاسبانية أم الفرنسية أم الإيطالية، يجب أن نتحلى بالشجاعة، و يجب على الاتحادية أن تفكر في العودة إلى نظام الهواة، لأن الاحتراف أثر علينا كثيرا من الجانب التقني.

الإقصاء أمام منتخب بطولته متوقفة يزيد من الحسرة

*و كيف وجدت تصريحات الناخب الوطني الذي تحدث عن مشكلة اللياقة البدنية أمام منتخب بطولته متوقفة أصلا؟
     أعتقد بأن منح المنتخب المحلي إلى ناخب لا يعرف أصلا البطولة خطأ كبير. فهو لم يتابع سوى 3 مباريات فقط للدوري، لكنه هو من يختار اللاعبين. هذا غير معقول لأنه لا يعرف جميع اللاعبين، فحسب رأيي المتواضع، ألكاراز ارتكب خطأ بالموافقة على تدريب المحليين، و بدايته مع الخضر بنتيجة سلبية ستسجل في سيرته الذاتية. هل يعقل برمجة تربص لمدة 20 يوما؟. معنى هذا أن الفيفا أخطأت ببرمجة مواعيد و تواريخ لمدة أسبوع على أقصى تقدير، حتى يتسنى للاعبين الخروج من جو إلى جو آخر. معسكر لمدة 20 يوما هو طريقة تقليدية كانت مفروضة علينا خلال سنوات السبعينيات، لأن في القديم كنا نتجمع لفترة طويلة حتى يتسنى للاعبين الاسترجاع. تربص لمدة 20 يوما بالنسبة لي، من بين أسباب الإقصاء، لأن اللاعبين أنهوا موسما شاقا كانت نهايته إثارة كبيرة، و بالنسبة لي التربص لفترة طويلة أصبح «موضة قديمة». لست أنا من يتحدث عن هذا، لأنني أقوم بعدة بحوث و أتحدى أنه هناك في العالم فريق وطني يجري تربصات تفوق 20 يوما، حتى الذين ينافسون في بطولة كأس العالم يدخلون قبل أسبوعين.

إسناد المنتخب المحلي لمدرب لا يعرف لاعبي البطولة أكبر خطأ

*و هل أنت متفائل بمستقبل المنتخب الوطني مع المدرب الحالي لوكاس ألكاراز؟
     شخصيا لست متفائلا، لأن المدرب الحالي لوكاس ألكاراز لم يقنعني، و لا أعتقد بأنه قادر على قيادة المنتخب الوطني الأول إلى بر الأمان، خاصة خلال المرحلة الحالية، و كما تعلمون فإن حظوظ تأهلنا إلى مونديال روسيا ضئيلة، و كان من المفروض حسب رأيي التعاقد مع ناخب وطني كبير و لديه اسم في الساحة الكروية، و نطلب منه بعد ذلك إعداد سياسة على مدى أربع سنوات، بداية من منتخب الشبان وصولا إلى المنتخب الأول. هناك يمكن القول بأن هناك منظومة جديدة، أين هو البرنامج الذي تتحدث عنه الاتحادية التي أكدت بأنها ستسعى إلى إعادة الاعتبار للاعب المحلي هذا كلام حبر على ورق و فقط، و اللاعب المحلي هو من يعيد الاعتبار لنفسه و ليس العكس، كي نعيد الاعتبار للاعب المحلي يجب أن يكون التكوين عند أهل الاختصاص، لم لا نجلب طريقة الكندي دايلي استيفان و نطبقها في الكرة الجزائرية، فالإسبان و الانجليز استنسخا طريقته، و نحن نبقى في تربصات كاف أ و كاف ب، و لاعبون قدامى يصرحون بأنهم تركوا أقدامهم فوق المستطيل الأخضر، و عليه يجب أن أشرف على فئة الأشبال. أنا متشائم بالمستقبل و حتى بالنسبة للمنتخب الأول.

*يعني أنك غير مقتنع بإمكانيات الناخب الوطني لوكاس ألكاراز؟
     بالنسبة لي هو مدرب عادي. لم نجلب مدربا كبيرا، و مثلما يقال تمخض الجبل فولد فأرا. انتظرنا مدربا كبيرا. ألكاراز بالنسبة لي يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للمدربين ذوي المستوى الضعيف في تاريخ المنتخب بعد الناخب الوطني السابق جورج ليكنس. منتخب محلي لم يستطع قيادته إلى التأهل على الرغم من إشرافه عليه لمدة 20 يوما كاملة، فكيف ستكون ردة الفعل بعد إشرافه على المنتخب الأول لثلاثة أيام فقط.

*في الأخير ما هي الرسالة أو النصيحة التي تقدمها إلى القائمين على شؤون الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟
الرسالة التي أوجهها إلى مسؤولي الفاف، يجب توقيف الآلة لأن الكرة الجزائرية في خطر، و من الضروري تشكيل خلية تفكير تتضمن جميع شرائح المجتمع القريبة من كرة القدم. كل يقدم رأيه و الخروج بعد ذلك بنتيجة و برنامج يكشف عنه للجميع.
حاوره: بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى