نقابــات تطالــب بــالتحقـيق في ســـوء توزيـــع الكتـــاب الـمدرســي
دعت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سنابست» وكذا نقابة ثانويات الجزائر لفتح تحقيق حول الخلل في توزيع الكتب المدرسية على نقاط البيع وكذا المؤسسات التعليمية، مع تسليط عقوبات صارمة على المتسببين في حرمان عديد التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية من اقتناء هذه الوسيلة البيداغوجية، رغم الاحتياطات التي اتخذتها الوزارة بطباعة أزيد من 65 مليون نسخة.
وتساءل رئيس نقابة السنابست مرزيان مريان في تصريح للنصر عن الأسباب التي حالت دون وصول العدد الكافي من الكتب المدرسية في الموعد إلى نقاط البيع المعتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية، والمقدر عددها بحوالي 800 نقطة، إلى جانب المؤسسات التعليمية، مما حرم نسبة لا بأس بها من التلاميذ من اقتناء الكتب المدرسية، وأجبر الأولياء على القيام بعمليات بحث واسعة عبر المكتبات الخاصة والعمومية، وحتى الأسواق الموازية للعثور على العناوين المفقودة، على غرار كتب اللغة العربية للسنتين الأولى والثانية ومتوسط، معتقدا بأن الأمر يعود إلى ظهور بعض الممارسات غير القانونية، بتحويل الكتب من قبل بعض الخواص عن مسارها، وبيعها في السوق السوداء عوض عرضها بالأسعار المحددة من قبل الوزارة.
ومن جهتها أكدت مصادر مسؤولة بوزارة التربية الوطنية  للنصر أن الإشكال يكمن في سوء التوزيع، مذكرة بالإجراءات المتخذة في المجلس الوزاري المشترك الذي عقد تحضيرا للسنة الدراسية الجديدة، والمتضمنة إقحام الجماعات المحلية في عملية توزيع الكتب، لتفادي المصاعب التي طرحت في بداية الموسم الفارط، موضحة بأن ديوان المطبوعات المدرسية قام بطباعة حوالي 70 مليون نسخة، مما يجعل من المستحيل تسجيل ندرة في الكتاب المدرسي.
واقترح مزيان مريان في ذات السياق استحداث لجنة تحقيق لتحري الأسباب الفعلية التي حالت دون وصول الكتب المدرسية التي أعدها ديوان المطبوعات إلى التلاميذ في الموعد، أي في الأسبوع الأول لانطلاق السنة الدراسية، معتبرا أنه من غير المعقول أن تطرح هذه الإشكالية كل سنة، رغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الوصاية بطبع العدد الكافي من النسخ، وفق ما أكدته الوزيرة شخصيا في ندوة عقدتها عشية الدخول المدرسي وحضرها الشركاء الاجتماعيون، واتهم المصدر تجار السوق السوداء بتحويل الكتاب المدرسي عن مساره، وبيعه عن طريق «التراباندو» وبأسعار مضاعفة لتحقيق الربح على حساب مصلحة التلاميذ، علما أن عديد العناوين تم عرضها خلال اليومين الأخيرين من قبل تجار الأرصفة إلى جانب الكتب المستعملة وبأسعار مرتفعة، ولم يستبعد المتحدث وقوع بعض التلاعبات من قبل بعض نقاط البيع الخاصة المعتمدة، مصرا على ضرورة كشف المتسببين في تحويل عملية توزيع الكتب المدرسية عبر مسارها الرسمي.
وأيد هذا الطرح رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة، الذي اقترح بدوره تشديد العقوبة على المخالفين لتعليمات الوزارة، حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات مستقبلا، واتفق التنظيمان على ضرورة إعادة النظر في طريقة توزيع الكتب المدرسية وبيعها، بالعودة إلى النظام القديم، أي بتوزيعها أولا على مديريات التربية وتكليف المقتصدين ببيعها للتلاميذ عند وصولها إلى المؤسسات التعليمية، مع نشر أسعارها الرسمية حتى يطلع عليها الأولياء، وشدد مزيان مريان على إلغاء نقاط البيع الخاصة، معتقدا بأن الخلل يكمن على مستوى هذه الحلقة.
كما لم يستبعد رئيس نقابة ثانويات الجزائر عاشور إيدير وجود سوء تسيير على مستوى مراكز توزيع الكتب المدرسية، الأمر الذي عرقل حسب رأيه، وصولها إلى كافة المؤسسات التعليمية ونقاط البيع المعتمدة،  مصرا بدوره على ضرورة التحقيق في القضية ومعاقبة المتسببين، مبديا خشيته من تعطل انطلاق الدروس على مستوى بعض الأقسام الابتدائية التي تعتمد على الكتب في إنجاز الدروس، لكنه طمأن بإمكانية تجاوز هذا الإشكال مؤقتا بالنسبة للطورين المتوسط والثانوي، غير أن اضطرار الأستاذ لتدوين الدروس والتمارين على السبورة قد يضيع عليهم الوقت وفق ما أضاف.                        لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى