أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، نور الدين بدوي أن إنشاء معبر حدودي بين الجزائر و موريتانيا. سيعود بالنفع المتبادل في شتى المجالات و سيسمح بالتبادلات التجارية و تنقل الأشخاص، كما سيشكل حصنا أمنيا و حاجزا لمكافحة الإرهاب و الجريمة و التهديدات الأمنية. وجدد الوزير استعداد الجزائر التام للتنسيق و العمل سويا مع الجانب الموريتاني لمكافحة مختلف هذه الآفات التي لا تعرف حدودا.
وقعت الجزائر و موريتانيا، أمس، بنواكشوط على اتفاق يتعلق بإنشاء مركز حدودي بري على مستوى الشريط الحدودي المشترك يهدف إلى تكثيف التعاون الاقتصادي وتنقل الأشخاص بين البلدين. و أكد نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة  الإقليم خلال مراسم توقيع على الاتفاق مع نظيره الموريتاني احمدو ولد عبد الله  بمقر وزارة الداخلية الموريتانية أن هذا المعبر الذي يأتي تنفيذا لتوصيات  اللجنة المشتركة الكبرى التي انعقدت بالجزائر في ديسمبر 2016 يعتبر «لبنة جديدة للدفع بعلاقاتنا كبلدين شقيقين و جارين من خلال إنشاء معبر على مستوى  الشريط الحدودي المشترك».وأعرب بدوي عن يقينه بان إنشاء هذا المعبر الذي يستجيب للمطالب الملحة لسكان المنطقة «سيعود بالنفع المتبادل على بلدينا في شتى المجالات إذ سيسمح بتكثيف التبادلات التجارية و انسيابية السلع و تسهيل تنقل الأشخاص و بعث حركية اقتصادية جديدة». كما يمثل هذا الانجاز حسب الوزير «حاجزا لدرء أخطار الجريمة المنظمة بكل  أشكالها و تامين منطقتنا الحدودية المشتركة من التهديدات المحدقة بها».
وجدد الوزير استعداد الجزائر التام للتنسيق و العمل سويا مع الجانب الموريتاني لمكافحة مختلف هذه الآفات التي لا تعرف حدود. و أضاف نور الدين بدوي انه تجسيدا لإرادة رئيسي البلدين سنعمل بجد و جهد على تمتين أواصر التعاون في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة. مشيرا على ضرورة تضافر الجهود و التعاون لاسيما فيما يخص المسائل الأمنية و تلك المتعلقة بالاهتمام المشترك بين البلدين.   ومن جهته اعتبر وزير الداخلية و اللامركزية الموريتاني أن إقامة هذا المعبر ستكون له انعكاسات ايجابية هامة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي حيث سيشكل «نقلة هامة في التبادل التجاري بين البلدين عن طريق تسهيل تنقل الأشخاص و حركة  البضائع و تعمير المناطق الحدودية».وأضاف على أن هذا الانجاز «ستكون له انعكاسات ايجابية على التعاون  الثنائي الأمني و مكافحة الهجرة السرية و الجريمة المنظمة العابرة للحدود و  غيرها من الظواهر التي تهدد الأمن المشترك للبلدين و للمنطقة بصفة عامة».ويتضمن الاتفاق إنشاء المركز الحدودي البري على شكل مركزين حدوديين  متقابلين على مستوى الشريط الحدودي المشترك بالمنطقة المسماة حاسي 75 العلامة  الحدودية 8  و على مسافة تتراوح بين 400 إلى 800 متر من خط الحدود.وبموجب الاتفاق يطبق كل طرف الإجراءات القانونية و التنظيمية و الإدارية  داخل حدوده الدولية فيما يتعلق بتنقل الأشخاص و مرور البضائع و عبور و سائل  النقل مع وضع آلية تعاون في مجال شرطة الحدود و الإجراءات الجمركية لاسيما في  مجال مراقبة التنقلات و تامين المراكز الحدودية البرية و عقد اجتماعات دورية و  تنسيقية بين مصالح المركزين الحدوديين من الجانبيين من اجل تبادل المعلومات و  مناقشة المسائل المشتركة.كما يلزم الاتفاق الطرفين بتطوير المركز الحدودي البري بغية التحضير الفعال لوضع حيز التنفيذ توصيات المنظمة العالمية للجمارك المتعلقة بالمراقبة  المنسقة للحدود وإحداث مركز مشترك عند استكمال الشروط اللازمة لا سيما  التبادلات التجارية بين البلدين.وفي اليوم الثاني من زيارته، وعقب التوقيع على الاتفاقية، التقي، نور الدين بدوي مع كبار المسؤولين في الحكومة الموريتانية، حيث استقبل وزير الداخلية من قبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز بالقصر الرئاسي في نواكشوط،  وأطلع بدوي الرئيس الموريتاني على»فحوى الاتفاق الخاص بفتح المعبر الحدودي وآثاره الايجابية على مختلف المستويات أمنيا واقتصاديا ومجتمعيا»، مؤكدا أنه «سيكون له أن شاء الله نتائجه الايجابية في المستقبل».
وقال بدوي بعيد لقائه بالرئيس ولد عبد العزيز إنه نقل له عن الرئيس بوتفليقة تأكيده على ضرورة العمل الدائم من أجل الرقي بالعلاقات بين البلدين. وقال بدوي في تصريح للصحافة عقب اللقاء، « نقلت لفخامة الرئيس التحيات الأخوية من أخيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقه وتأكيده على ضرورة العمل الدائم من اجل الرقي بالعلاقات بين البلدين» .
كما عرض وزير الداخلية فحوى الاتفاق الخاص بفتح المعبر الحدودي وأثاره الايجابية على مختلف المستويات امنيا واقتصاديا ومجتمعيا وهو مكسب سيكون له أن شاء الله نتائجه الايجابية في المستقبل. وأضاف قائلا «كلفني كذلك فخامة الرئيس تبليغ فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقه تحياته وتمنياته له وللشعب الجزائري بالهناء والسعادة والرقي وتدعيم وتكريس هذه العلاقات الايجابية بين الجزائر وموريتانيا».كما استقبل وزير الداخلية والجماعات المحلية من قبل الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين، بمكتبه بالوزارة الأولى، وبحث اللقاء علاقات التعاون القائمة بين موريتانيا والجزائر وسبل تطويرها إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى