رحلة عاشق الرخام الذي سافر بالفن الجزائري إلى العالم
الفنان التشكيلي الطاهر هدهود من جيل الفنانين   الجزائريين، الذين الذي كسروا الروتين   وساهموا   في إحداث حركة تشكيلية معاصرة، حيث قدم صورة مغايرة للفن والإبداع الجزائري وشارك في العديد من التظاهرات الثقافية في كثير من الدول العربية والأجنبية.
بدأ الفنان الطاهر هدهود مسيرته كرسام بمعرض أول في جامعة تبسة سنة  1991  ، ثم انطلق بعد ذلك ليشارك في عدة معارض وصالونات محلية ليتحول نشاطه بعد ذلك إلى سفر عبر الأقطار العربية، ليعرض منحوتاته التجريدية في السمبوزيوم الدولي بمسقط بسلطنة عمان سنة 2016، ويشارك بقوة في سمبوزيوم النحاتين وفي مخيم النحاتين بنفس البلد، أما وطنيا فقد كان للفنان الطاهر هدهود معرض في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة سنة2004، ومعرض آخر في «أروقة عسلة حسين» وأروقة معرض محمد راسم، و شارك في معرض « الجزائر بوابة إفريقيا «   سنة 2017 وفي العديد من المعارض الوطنية الأخرى.  
بدأت رحلة الفنان الطاهر هدهود خارج الوطن بعد أن شارك في الصالون الثالث للفنون التشكيلية بسطيف سنة 2011، حيث مثل الجزائر في ملتقى شرم الشيخ بمصر سنة 2012 ومثل الجزائر في أول لقاء للفنانين العرب في القاهرة سنة 2012، حيث عرض منحوتاته الرخامية الجميلة فنالت إعجاب كل العارضين وجلب إليه أنظار النقاد فتهافتت عليه الاستضافة تلو الاستضافة من مختلف الدول العربية وغير العربية ليشارك في الملتقيات الفنية والتشكيلية في أكثر من مكان، ليبدأ الفنان حينها يخطط لمسيرته الاحترافية بشكل جيد وأصبح يختار الدولة التي تمكنه من إبراز أعماله الفنية بقوة،  التي توالت  وعند كل محطة كان يترك بصمة .
يوصف الفنان الطاهر هدهود  الذي تجاوزت مشاركاته العالمية الخمس مشاركات، بأنه ملهم النحاتين في الجزائر بخبرته الواسعة ودوره الكبير في إظهار وتقوية هذا الفن ليس محليا فقط، وإنما عالميا كذلك فهو منظم ملتقيات الفن التشكيلي بالجزائر والمشارك بسمبوزيم النحت العالمي في الكثير من دول العرب، وعضو في لجنة تنظيم معارض فنية عديدة ولديه أعمال ومنحوتات معروضة في كل من الجزائر وتونس والمغرب والأردن ودولة الإمارات  وقطر وسلطنة عمان ومصر.
ومن جانبه يبدي الفنان سعادته للتواجد لمرات عديدة في دول عربية كثيرة ويعتبر منحوتاته عملا يحمل مدلول الحضارة الجزائرية  المعاصرة والقديمة معا، ويقول الفنان بأنه تفاجأ بالتعرف على التاريخ الحضاري الكبير الذي تزخر به الدول العربية في متاحفها وموروثها الثقافي الكبير والذي يعود لآلاف السنين، ويقول  أيضا أن ما أسعده جدا هو الإطلاع على المهارات الكبيرة والموهبة المميزة التي يمتلكها الشباب العرب المشاركين في المعارض العربية المختلفة فقد أذهلته أعمالهم بالفعل ويتنبأ لهم بمستقبل بارز في هذا المجال.
أطلق النحات الطاهر هدهود أسماء مختلفة على منحوتاته التي تعكس التآلف والترابط من خلال النسب بين الكتلة والفراغ، و بها زخارف بسيطة ويقول :» أعمل منذ أكثر منذ سنوات كنحات متفرغ على جميع أنواع الرخام،  وعندما بدأت النحت لم يكن يوجد نحاتون عرب يولون اهتماما كبيرا للنحت، لذلك أخذت عهدا على عاتقي بأن أعمل على تأسيس قاعدة جديدة للنحت فأقمت أكثر من دورة تدريبية للنحت على الأحجار والرخام والآن أفخر بأن هناك جيلا جديدا يمارس هذا الفن وهذا أكبر إنجاز لي».
  الطاهر هدهود الذي يجمع  بين الرخام والتجريد في توليفة جميلة،  يقول عن فنه وأعماله  :» حاولت أن أترجم من خلال عملي ما هو موجود في الطبيعة فالرخام يرمز للسنوات، التي تشق الزمن نحو التاريخ بحثا عن رحلة الإنسان لاكتشاف الحقيقة،  وترمز كذلك إلى رحلته بحثا عن الضوء والشمس.. إنها تكوينات عفوية طبيعية موجودة في أرض الجزائر الرخامية الصخرية».
وأكد الطاهر هدهود لنا سعادته بالمشاركة في الملتقيات العربية كونها فرصة للنحاتين للاستفادة من الخبرة الكبيرة للعرب المشاركين في الملتقيات وتعلم تقنياتهم،  حيث تهدف الملتقيات كما يضيف إلى تعزيز التفاعل والحوار الثقافي بين الفنانين مع زملائهم العرب، وتوجيه رسالة تؤكد أن الثقافة الفنية العربية مرتبطة بثقافة المجتمع وهي بادرة جميلة من إدارة المهرجانات و السمبوزيومات لنشر الثقافة البصرية من خلال الأعمال النحتية على الرخام .
 ويضيف الفنان أنه عادة ما تختتم الملتقيات بمعارض فنية لعرض التماثيل أمام زوار الحدائق والأماكن العامة وقصور ومتاحف الدول العربية المهتمة بفن النحت، وعادة ما تنقل المنحوتات لتثبت في مواقع تم اختيارها لعرضها بشكل دائم.
 وعادة ما يشارك النحات الطاهر هدهود في مخيم النحاتين الدولي بمشاركة إيطاليا، الأردن، العراق، تونس، سوريا، السعودية، البحرين، قطر، يشارك فيها مجموعة من الشباب العرب،  حيث يتضمن كل مخيم سلسلة من الفعاليات الرئيسية والمصاحبة و من أهمها، حلقات العمل التدريبية في النحت على الخشب والرخام، وزيارة مقالع الرخام إلى جانب معرض لأدوات النحت وأمسيات فنية وثقافية، ومعرض للأعمال النحتية المنتجة ، ما يمكن من  تبادل الخبرات الفنية في مجال النحت على الرخام والأحجار والخشب بين الفنانين المشاركين، وتقدير الفنان للطبيعة من خلال تعرفه على المصدر الأساسي للخامة النحتية، وتقوية الرابط بين الفنانين من الدول العربية وغيرها.    
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى