الـمضيفـون يشلـون الحركــة الجويــة مـجــددا وســط استيـــاء الـزبـائــن
شن مستخدمو الملاحة التجارية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية حركة احتجاجية جديدة بدأت ظهيرة الخميس، تسببت في اضطراب في مواعيد الرحلات الداخلية والدولية على مستوى مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، قبل أن يقرر المحتجون تعليق الإضراب صبيحة أمس الجمعة لتستأنف الرحلات الجوية، وكبدت هذه الحركة الاحتجاجية الجديدة خسائر لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، كما خلفت تذمر زبائن الشركة، حيث قرر البعض منهم رفع دعوى قضائية للحصول على تعويضات.
قرّرت النقابة المستقلة لمضيفي الجوية الجزائرية تعليق إضرابها الذي تجدد ظهيرة الخميس. وجاء قرار تعليق الإضراب بعد مفاوضات ماراطونية جمعت النقابة بإدارة الخطوط الجوية الجزائرية، استمرت طيلة ليلة الخميس، قبل أن يتم الإعلان عن تجميد الإضراب واستئناف الرحلات الجوية الداخلية والخارجية صبيحة أمس الجمعة.
وكان مستخدمو الملاحة التجارية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قد شنوا ظهيرة الخميس إضرابا تضامنا مع زملائهم المعنيين بالعقوبات التي اتخذتها المديرية العامة للشركة بسبب "التحريض على تنظيم إضراب غير قانوني". وقام عمال المصالح التجارية بغلق شبابيك التسجيل للجوية الجزائرية وتم تسييج المنطقة المحاذية للشبابيك. وتسبب هذا الإضراب الذي يأتي عقب ذلك الذي شٌن يوم الاثنين المنصرم في اضطراب مواعيد الرحلات الداخلية و الدولية على مستوى مطار الجزائر الدولي هواري بومدين.
وتسببت الحركة الاحتجاجية الجديدة في اضطرابات في حركة الملاحة الجوية من والى مطار الجزائر الدولي، حيث أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مساء الخميس، عن تأجيل رحلاتها انطلاقا من مطار الجزائر بسبب إضراب شنّه مستخدمو الملاحة التجارية. كما أعلنت الشركة في حدود الساعة 18 عبر مكبرات الصوت بمطار الجزائر هواري  بومدين أنه "نظرا للحركة الاحتجاجية لمستخدمي الملاحة التجارية، تعلن الخطوط الجوية الجزائرية عن تأخير رحلاتها وتعتذر لزبائنها على هذا الإزعاج".
وتسببت الحركة الاحتجاجية الجديدة في خسائر إضافية للشركة التي تواجه ضائقة مالية في الفترة الأخيرة، كما خلفت تذمرا في أوساط المسافرين وزبائن الشركة خاصة في ظل شح المعلومات عن مواعيد الرحلات الإضافية، وقد اضطرت بعض العائلات إلى البحث عن فنادق لقضاء ليلتها بسبب عدم تمكن الشركة من التكفل بكل المسافرين، واتفق بعض المسافرين على الاتصال بمحامي لرفع دعوى قضائية ضد الشركة بحجة الإخلال بالتزاماتها وإهمال الزبائن، حيث شرع بعض المواطنين في إعداد عريضة في بهو المطار لتسجيل أسماء والمعلومات الشخصية عن الزبائن الذين تضرروا من الحركة الاحتجاجية لمتابعة الإجراءات القانونية.
إجراءات إدارية ضد "المحرضين" على الإضراب
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، عن اتخاذها "إجراءات إدارية" ضد سبعة أشخاص قاموا بالتحريض على إضراب مستخدمي الملاحة التجارية الاثنين الماضي.  وأكد مسؤول بذات الشركة أن الخطوط الجوية الجزائرية قامت "بتعليق علاقة العمل مع هؤلاء الأشخاص السبعة في انتظار الحكم القضائي". وقال المستشار المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، محمد شارف، في تصريح للإذاعة إن الإضراب فصلت فيه العدالة بعدم شرعيته، وتم اتخاذ إجراءات ضد 7 من الموظفين.
وذكر مدير الشؤون العامة للشركة، رضا طوبال، أن "الإجراءات الإدارية" اتخذت ضد سبعة أشخاص قاموا بالتحريض على إضراب مستخدمي الملاحة التجارية الاثنين الماضي، و أوضح المسؤول بأنه "تبعا للإضراب الذي شرع فيه يوم 22 جانفي 2018 والذي فصلت العدالة بعدم شرعيته، قامت الخطوط الجوية الجزائرية باتخاذ إجراءات إدارية وفقا للتنظيم المعمول به". و"تمس هذه الإجراءات الأشخاص الذين حرضوا على هذا الإضراب والذي يبلغ عددهم سبعة"، يضيف المدير، مؤكدا في هذا الإطار بأن الجوية الجزائرية قامت "بتعليق علاقة العمل مع هؤلاء الأشخاص السبعة في انتظار الحكم القضائي".
من جهته، أوضح الأمين العام لنقابة الملاحين التجاريين، كريم أوراد، أن الإضراب هو تضامن مع الموظفين الذين فصلوا بسبب شنهم الإضراب. و حسب مصادر مقربة من مستخدمي الملاحة التجارية فان هذه الحركة جاءت تضامنا مع زملائهم المعنيين بالعقوبات المتخذة من قبل المديرية العامة للشركة بسبب التحريض على تنظيم إضراب "غير قانوني".
النقابات تدعو السلطات للتدخل لإنقاذ الشركة
ونددت خمس نقابات للخطوط الجوية الجزائرية بقرار إدارة الشركة بوقف النقابيين السبعة من نقابة الملاحة التجارية ودعت السلطات العمومية في بيان مشترك لـ"التدخل العاجل لوضع حد للمجزرة التي ترتكبها الإدارة الحالية منذ تنصيبها والتي تقود الشركة نحو التعفن العام".
البيان الذي حمل توقيع خمس نقابات، ويتعلق الأمر بنقابة الطيارين ونقابة تقنيي الصيانة ونقابة التقنيين الاختصاصيين ونقابة المضيفين، إضافة إلى نقابة مستخدمي الملاحة التجارية. هدد بتوسيع الاحتجاج إلى كل فروع الشركة وندد بخرق الإدارة لأبسط الحقوق المتمثل في الحق في الإضراب. وحذرت هذه النقابات إدارة الخطوط الجوية الجزائرية من "إحتمال تأزم الوضع إن لم يتم الرفع الفوري واللامشروط للعقوبات المسلطة على النقابيين السبعة الموقوفين "
وقال مصدر في النقابة المستقلة للمضيفين بأن 7 أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني تلقوا قرارات بتعليق علاقة العمل مع شركة الجوية الجزائرية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات شملت أفراد النقابة المستقلة للمضيفين فقط من دون نظيرتها التابعة للمركزية النقابية وهذا لكون الإشعار بالإضراب الذي تم إيداعه كان من طرف النقابة المستقلة. موضحا بان اجتماعا عقد مساء الخميس ضم 5 نقابات تقرر على إثره شن الإضراب.                           ع سمير