عائلة من قسنطينة  تعاني من ظروف صعبة في شاليه آيل للسقوط
 تعاني عائلة متكونة من 7 أفراد ، بحي دحدوح محمد، المعروف بمنطقة «104»  ببلدية ديدوش مراد في ولاية قسنطينة، من ظروف معيشية مزرية، فهي تقيم بشاليه جدرانه متشققة و تكاد  تنهار فوق ساكنيه، كما يفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم، حيث ينام أفراد العائلة في غرفة واحدة لا تزال تقاوم قسوة الظروف، فيما تحولت باقي أرجاء المنزل إلى مرتع للقطط، جراء المنافذ الموجودة بالجدران، و اهتراء الباب.
انتقلت النصر إلى منزل عائلة بولخراص، الكائن بشاليهات حي دحدوح محمد، الواقع  خلف السكة الحديدية ببلدية ديدوش مراد، سلكنا ممرا ضيقا جدا، لا يمكن أن تعبره المركبات، باتجاه البيت الموجود عند آخر نقطة بهذا الحي ، و وقفنا على الوضع الاجتماعي التي تعيشه هذه العائلة ، حيث لاحظنا تشققات كبيرة بجدران البيت، كما أنها مائلة ، و تكاد تنهار على قاطنيه، بالإضافة إلى أن الصفائح التي تغطي سقفه مهترئة و آيلة للسقوط ، خاصة على مستوى المطبخ ، الذي وجدناه في وضع مزر، و بابه المطل على الخارج في حالة يرثى لها دون صفائح زجاجية ، ما حولها إلى منفذ للقطط و الحيوانات الضالة، حيث يتحول المنزل، حسب ربة البيت، إلى ملاذ للقطط الضالة ليلا.
أبناء مجبرون على التوقف عن الدراسة و أم تناشد المحسنين
الأم قالت لنا بأنها تعاني و أفراد أسرتها من وضع مزري ، خاصة بعد وفاة أم زوجها التي كانت تقطن معهم وتدعمهم ماديا، مضيفة بأن الوضع يزداد تأزما في فصل الشتاء، حيث تتسرب الأمطار من كل المنافذ، و يتحول منزلها إلى مجرى للمياه، مشيرة إلى أنها تحضر الأكل بصعوبة عندما تتساقط الأمطار بغزارة، كما أنها لا تستطيع استغلال إلا غرفة واحدة في بيتها، لأنها تحتوي على  باب يغلق بإحكام و صفائح سقفه لا تزال في وضعية مقبولة ،  حيث يتناول أفراد الأسرة وجباتهم و ينامون بها، فيما لا تستغل الغرفة الثانية و رواق البيت، لأنهما في حالة مزرية، موضحة بأنهم يخافون الخروج حتى من الغرفة ليلا.
الأم قالت بأن راتب زوجها الشهري لا يتجاوز 20 ألف دينار ، و لا يسد حاجيات أبنائهما الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و 17 سنة و هم 3 ذكور و بنتين، و يحول الراتب مباشرة لتسديد ديون محل بيع المواد الغذائية و الخضر، مشيرة بأن أبناءها الذكور يهددونها بترك مقاعد الدراسة للبحث عن عمل و مساعدة والدهم و سد احتياجاتهم، رغم الجهود و التضحيات التي بذلتها في سبيل تعليمهم ، حيث قالت بأنها عانت كثيرا منذ بداية مشوارهم الدراسي.
أكدت الأم بأنها رغم كل الظروف الصعبة ، فهي حريصة على مساعدة أبنائها في مراجعة دروسهم، و هدفها أن يحققوا أمنيتها و هو النجاح في دراستهم و الالتحاق بالجامعة،  غير أنها بدأت تلاحظ تراجعا في المستوى عند الذكور بالرغم من تفوقهم في السابق ، و أصبح شبح التوقف عن الدراسة يطارد مخيلتهم، داعية المحسنين لمساعدتها من أجل توفير مستلزمات تعليمهم، من ملابس و طعام.
ربة البيت و هي في العقد الرابع من العمر، خطفت الظروف منها شبابها و أجمل سنوات عمرها، و لا تملك اليوم إلا أن تناشد المحسنين لمساعدتها في تدريس أبنائها السبعة، و تطلب من الأساتذة دعمهم، خاصة ابنها الذي يدرس في الطور الثانوي.
و أضافت بأن أحد المحسنين اشترى مؤخرا كمية معتبرة من الاسمنت للعائلة، و قدمت لها جمعية خيرية مدفأة و معاطف لبعض أبنائها، داعية المحسنين إلى إعانتها لاستكمال شراء باقي مواد البناء لترميم و تهيئة منزلها.                     
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى