متحف يؤرخ للصناعة الحربية للأمير عبد القادر
يكتسي متحف مصنع الأسلحة الخاص بالأمير عبد القادر بمليانة، في ولاية عين الدفلى، رمزية و دلالات كبيرة ضمن المقاومة الشعبية التي قادها الأمير عبد القادر، بمعية خليفته محمد بن علال بالوسط الغربي للبلاد، فألحق بالمستعمر الفرنسي خسائر معتبرة في الأرواح و العتاد.
 يعتبر متحف مصنع الأسلحة  نافذة مهمة لمعرفة المنهج المعتمد من قبل الأمير عبد القادر في التسليح و الصناعة الحربية ، والأسباب الرئيسية لاتخاذه مدينة مليانة كدرع منيع لمواجهة عدو بات يحصد الأخضر و اليابس ، حيث تشير المعطيات التاريخية، وفق الباحث محمد عباس بن يوسف كبير، أن الأمير عبد القادر بن محي الدين، لجأ إلى مليانة في سنة 1835 ، و أنشأ بها مصنعا للأسلحة لا تزال شواهده قائمة إلى اليوم.
 لقد تمكن من صنع بنادق و رماح إلى جانب البارود الذي كان يستخرج من جبل زكار المحاذي، حيث ساعدت هذه التجهيزات، كما أكد جيش الأمير، من صد العدوان الفرنسي الذي كان بقيادة  الماريشال فالي ، الذي  ألحقت به «هزائم كبيرة»،  كما وصفها في رسائله الخاصة إلى قيادته العليا باعتراف القائد الفرنسي كاستيلا نفسه.
كما تمكن أيضا رفقة مساعده محمد بن علال، من إلحاق الهزيمة بالجنرال  بيجو،  وهي أول هزيمة يتجرع مرارتها منذ دخوله إلى الجزائر إلى غاية سقوطها في يد الاحتلال الفرنسي عام 1840،  بعد قتال عنيف من قبل أهلها بقيادة الخليفة بن علال، و على غرار بقية المدن الجزائرية المستعمرة، نالت استقلالها بعد نضال وكفاح عنيف بخروج القوات الفرنسية من الجزائر.
عبر كل زاوية من زوايا متحف مصنع الأسلحة الذي أعيد ترميمه خلال سنة 2005 ، كما قال الباحث، تروى بطولات شعب عانى من ويلات القهر الاستعماري ، حيث لم تتوقف المقاومة و الانتفاضات الشعبية بعد الأمير عبد القادر بن محي الدين، فانتفض بني مناصر بمنطقة شمال مليانة، بالقرب من شرشال ، من 14 جويلية إلى 21 أوت 1871 بقيادة الشيخ محمد البركاني  و استعمل العدو الفرنسي أبشع الوسائل لقمعها، ثم انتفاضة عين التركي بمنطقة حمام ريغة سنة 1901 ، بقيادة الشيخ يعقوب و كانت كرد فعل على سياسة الظلم و الغطرسة، و أسفر الهجوم عن أسر قائد المنطقة ، إلا أن ألقي على الشيخ يعقوب القبض و حكم عليه بالسجن المؤبد، بينما صدرت في حق  أحكاما قاسية . متحف مصنع الأسلحة يضم اليوم عددا معتبرا من البنادق ، والرماح والمدافع المستعملة، إلى جانب بعض التجهيزات و الألبسة التي تعود لتلك الحقبة الزمنية، كما يعطي  لزواره الذين يتزايد عددهم سنويا،  صورة عن نمط معيشة الجزائريين في فترة المقاومة الشعبية .                     
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى