قضت نهاية الأسبوع محكمة الجنايات بمجلس قضاء سطيف، بالسجن 18 شهرا في حق الشرطي (د.ن) في الثلاثينيات من العمر، بتهمة جناية الضرب والجرح المفضي للموت دون قصد إحداثها. بعد أن التمست النيابة العامة الحكم عليه بعشر سنوات سجنا.
حيثيات القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة، تعود إلى شهر جويلية من العام المنصرم، وبالتحديد في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، حيث لفظ الشاب «ب.عبد الرؤوف» المدعو «ناموسة» البالغ من العمر 27 سنة القاطن ببلدية عين آزال أنفاسه الأخيرة، متأثرا بطلقة نارية قاتلة انطلقت من مسدس الشرطي.
فبعد متابعة ورصد لتحركات سيارة الضحية وأصدقائه الثلاثة من طرف عنصري أمن بالزي المدني، لشكهم في تروجيهم للمخدرات، توقفت سيارة القتيل وأصدقائه في منطقة «سكرين»  البعيدة عن الأعين  بعد أن تفطنوا للمتابعة، حيث دخل الطرفان في مناوشات كلامية وجسدية لجأوا خلالها لاستعمال الأسلحة البيضاء، وقد تقدم أصدقاء الضحية الذي أطلق سراحه من السجن في 5 جويلية السابق بموجب عفو رئاسي ورفقائه المسبوقين قضائيا، للشرطي الأول وضربوه وأسقطوه أرضا،  لكن الشرطي المتهم في القضية، أشهر سلاحه وقام بإطلاق ستة رصاصات تحذيرية من أجل منع المشتبه فيهم من التقدم أكثر، ليدخل المتهم والضحية في مشاجرة محاولين الاستيلاء على السلاح الناري الذي كان بيد الشرطي، فخرجت رصاصة اخترقت جثة «ناموسة» أردته قتيلا.
أصدقاء الضحية نفوا جملة وتفصيلا تهمة الاعتداء على رجال الأمن أثناء أدائهم لمهامهم، و قالوا بأنهم أوقفوا السيّارة بناءا على طلبهم بعد التعريف بأنفسهم على أساس أنهم أعوان أمن، ورفعوا أيديهم من أجل تفتيشهم، لكن أحد رجال الشرطة قام بإطلاق النار على الضحية مباشرة حسبهم مفندين اعتدائهم عليهما باستعمال الأسلحة البيضاء.
محامي المتهم طالب بتكييف الجريمة على أساس أنها دفاع شرعي وقتل خطأ، وطالب بالبراءة لأن عنصري الأمن كانا في مهمة رسمية تتمثل في البحث والتحري عن مروجين للمخدرات، خصوصا أن الشرطي المتهم لديه 14 سنة كخبرة مهنية في سلك الأمن، استعمل سلاحه من أجل درء الخطر وإبعاد أصدقاء الضحية خوفا من الاعتداء، خصوصا أنه أطلق رصاصات تحذيرية، لكن تلاحمه مع الضحية واشتباكهما، لكون الأخير أراد أن ينتزع منه سلاحه الناري، جعلت الرصاصة تنطلق وتتسبب في مقتله، معللا بأن الحكم بالإدانة على موكله قد يتسبب في عزوف عناصر الأمن على أداء مهامهم بشكل طبيعي.
و قد تم الاحتكام إلى الخبرة، التي أثبتت بأن الأمر يتعلق بدفاع الشرطي عن نفسه وكان في وضعية الدفاع الشرعي.مع الإشارة أن المتهم قضى قرابة 10 أشهر في السجن وبقي أن يقضي عقوبة 8 أشهر أخرى ليستنفذها.و عرفت جلسة المحاكمة توافد العشرات من أهل الضحية وأصدقائه إضافة إلى أفراد الأمن والمحاميين والمواطنين.
جدير بالذكر أن الجريمة اهتزت لها مدينة عين آزال وقت حدوثها.  و قد جعلت أهل الضحية وأصدقاؤه يقومون بأحداث شغب في المدينة، بتحطيم جزئي لقسم الاستعجالات بمستشفى يوسف يعلاوي بعين آزال، وكذا رشق مقر أمن الدائرة بالحجارة، مما عجّل بتدخل قوات مكافحة الشغب التابعة للأمن الوطني، ولم تتم تهدئة المحتجين سوى في ساعة متأخرة من ذلك اليوم.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى