بوكرومة يعدل عن الاستقالة بعد ضمانات "المير"
أفضت جلسة العمل التي نظمها رئيس بلدية خنشلة سهرة أول أمس، للأسرة الرياضية بالمدينة إلى احتواء الأزمة التي عاش على وقعها الاتحاد الخنشلي في الآونة الأخيرة، وذلك بتراجع رئيس النادي وليد بوكرومة عن قرار الاستقالة من منصبه، مع رسم المعالم الأولية لخارطة الطريق الخاصة بالموسم الكروي الجديد، حيث يراهن “الخناشلة” على تحقيق حلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية.
هذا الاجتماع، والذي حضرته مجموعة من الأنصار وكذا بعض اللاعبين القدامى، كان فرصة مواتية لتشريح الوضعية التي آل إليها اتحاد خنشلة، حيث أكد رئيس البلدية كمال حشوف في الكلمة التي ألقاها على أن الاستماع إلى مقترحات جميع الأطراف كان ضرورة حتمية لأخذ نظرة شاملة وواضحة، لكن التفكير بجدية في مستقبل الاتحاد يمر ـ حسب تصريحه ـ “ عبر إعادة هيكلة شاملة، مع انتهاج استراتيجية جديدة في التسيير، شريطة حصر دور كل عنصر في المهمة المنوطة به، دون التدخل في صلاحيات الآخرين”.
إلى ذلك، فقد عرفت الجلسة ظهور جناح كان يراهن على استغلال الفرصة لتنفيذ المخطط الرامي إلى التغيير، وذلك بصعود أحد الأعضاء إلى المنصة، وتأكيده على أن تقديم يد المساعدة للاتحاد من الناحية المادية يكون عند تواجده كرئيس للنادي، وليس في منصب عضو في الطاقم المسير، مع توجيهه بعض الانتقادات للمكتب الذي يقوده بوكرومة، وهي المداخلة التي تسببت في حدوث فوضى نسبية داخل القاعة، قبل أن يتم تهدئة الأجواء، بتدخل مسؤولي البلدية، وكذا مجموعة من الأنصار، والتي أعربت عن دعمها ومساندتها للرئيس الحالي وليد بوكرومة.
على صعيد آخر، فقد ركز عزالدين معاشي في مداخلته على أن وضع اليد في اليد أمر حتمي لترتيب البيت، والخروج من الأزمة التي يتخبط فيها الاتحاد، لكنه أشار بالمقابل إلى أن هيكلة النادي تبقى من الأولويات على المديين القصير والمتوسط، وذلك من خلال تهيئة الأرضية لدخول عالم الاحتراف، بإنجاز مرافق وهياكل تابعة للإتحاد، كالفندق، المقر، المطعم والحافلة، دون تجاهل عائدات هذا المشروع على الوضعية المالية للفريق.
وبعد نقاش ساخن دام قرابة 3 ساعات من الزمن، أعلن رئيس البلدية عن القرارات المتخذة، والمتمثلة بالأساس في تعديل التركيبة البشرية للمكتب المسير، مع تزكية الرئيس وليد بوكرومة في منصبه، وتدعيم طاقمه بخمسة مسيرين، كلهم من المجلس البلدي، على أن يكون “المير” الرئيس الشرفي للنادي، في الوقت الذي تقرر فيه إعادة هيكلة الاتحاد، بفتح باب الانخراط في الجمعية العامة، وهو الاجراء الذي سيكون بمتابعة من مسؤولي البلدية، في الوقت الذي كشف فيه عن برمجة جلسة عمل في القريب العاجل مع بعض المقاولين والمستثمرين الذين يزاولون نشاطهم بخنشلة، بحثا عن دعم مالي للنادي، ولو أن رئيس البلدية أصر في ختام مداخلته على تفادي التدخل في مهام وصلاحيات المسيرين والمدربين، على أن تكون محاسبة الطاقم الإداري خلال الجمعية العامة، لأن الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية يبقى الهدف المسطر الموسم القادم، رغم الاعتراف بصعوبة المهمة.
الضمانات التي قدمها رئيس البلدية كانت كافية لاقناع بوكرومة بالتراجع عن الاستقالة، وعليه فقد تقرر الشروع في العمل الميداني مساء اليوم، وذلك بتنصيب المكتب المسير الجديد، والانطلاق في عملية الاستقدامات.  صالح / ف

الرجوع إلى الأعلى