عرف نسق التحضيرات الجارية لتجهيز مرافق مدينة وهران تحسبا لاحتضان دورة ألعاب البحر المتوسط 2021 تقدما ملحوظا، في ظل التدعيمات التي شهدتها مختلف ورشات العمل في الأسابيع الأخيرة، والتي يسهر والي وهران شخصيا على متابعتها، وهو ما بات ينبئ بأن أشغال الإنجاز تقترب أخيرا من نهايتها، لاسيما فيما يخص مشروع ملعب “بير الجير”، الذي طال انتظار تسليمه، ودفع التأخر في تدشينه بمسؤولي اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، حتى للتشكيك في قدرات مدينة وهران على تنظيم الدورة.
إعداد: سلطانة عبد الجليل
وكان والي وهران مولود شريفي، قد تنقل الشهر الماضي رفقة رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، إلى مدينة تاراغونا الإسبانية التي ستحتضن دورة الألعاب المتوسطية 18 شهر جوان الجاري، حيث قدما جميع الضمانات للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط بشأن تقدم تحضيرات مدينة وهران لاحتضان دورة 2021، وهي التطمينات التي أقنعت مسؤولي اللجنة الدولية وبددت كل مخاوفهم، وبالمرة بددت مخاوف الجزائريين بشأن احتمال سحب تنظيم الدورة من الباهية.
للإشارة، فإن اللجنة الدولية كانت قد أبدت استياءها الكبير من التأخر الفاضح، في تأسيس اللجنة المحلية لتنظيم ألعاب 2021، وهي اللجنة التي تم تشكيلها يوم 2 ماي الجاري، على هامش زيارة وزير الرياضة محمد حطاب لوهران، حيث ترأسها هو شخصيا بينما نائبه الأول هو الوالي مولود شريفي، الأخير جدد التزاماته لأعضاء اللجنة الدولية بشأن تقدم أشغال التحضيرات وقدم ضمانات جديدة لإنجاح دورة وهران. وللتذكير، فإن فوز مدينة وهران بشرف تنظيم الدورة 19 لم يفاجئ المتتبعين، قياسا بملف الترشح الضخم التي قدمته مقارنة بمنافستها مدينة صفاقس التونسية.
مشروع الملعب الجديد والقرية الأولمبية منحا التفوق لوهران
أبهر ملف  ترشح مدينة الباهية أعضاء اللجنة الدولية، سواء أثناء زياراتهم السابقة لتفقد ما جاء فيه أو أثناء عرض الشريط الخاص بها في مدينة بيسكارا الإيطالية شهر أوت 2015، فالباهية قدمت أوراق اعتمادها من خلال ما تتوفر عليه من منشآت وهياكل رياضية كبيرة على غرار الملعب الجديد ل”بئر الجير” ذي المقاييس الدولية والقرية الأولمبية الجاري إنجازها بمنطقة “بلقايد”، والتي بإمكانها إيواء  14 ألف رياضي بمجموعة 6500 غرفة، إلى جانب ملعب الشهيد أحمد زبانة وقصر الرياضة حمو بوتليليس وغيرها.
كما تضم ولاية وهران مسبحين في وادي تليلات وقديل، ومركب التنس في حي السلام والقاعة المتخصصة بحي الحمري ومركز الفروسية عنتر بن شداد للسانيا والقاعة المتعددة الرياضات بعين الترك، ونفس الشأن بالنسبة للهياكل الفندقية، التي تتميز بأفخم الفنادق على غرار “الميريديان” و”الشيراطون” و”الروايال” وغيرها، ناهيك عن التسهيلات المالية الكبيرة التي تم منحها للمستثمرين من أجل إنجاز فنادق جديدة ذات مواصفات سياحية كبيرة.
وضم ملف الترشح أيضا مشروع “خط الترامواي” والذي سيتم تمديده لغاية مركب بئر الجير، كما سيتم تمديده لاحقا لغاية المحطة الدولية الجديدة للنقل الجوي.
كل هذا أصبح إضافة حقيقية لما تتمتع به وهران أصلا من ثقافة متوسطية ومواقع تاريخية وسياحية هامة، مثل قلعة سانتا كروز وكنيسة العذراء وقصر الباي، فضلا عن حفاوة الاستقبال التي أبهرت رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية عندما زار عاصمة الغرب الجزائري، أوراق ومعطيات ألقت بثقلها لصالح وهران، لاسيما وأنها حظيت بدعم كبير من رئيس الجمهورية، ومختلف السلطات إلى جانب الدور الكبير الذي لعبته اللجنة الأولمبية الجزائرية.
مدير الشباب والرياضة بدر الدين غربي للنصر
منشآت التظاهرة ستسلم في حينها

فند مدير الشباب والرياضة لولاية وهران السيد غربي بدر الدين، أن تكون عاصمة الغرب الجزائري، قد تلقت تهديدات بسحب تنظيم دورة الألعاب المتوسطية 2021.
 وقال غربي للنصر، أن اللجنة أبدت رضاها عن سير أشغال إنجاز مختلف المشايع المتعلقة بالهياكل التي ستحتضن المنافسة: “ما راج من أخبار حول احتمال سحب شرف تنظيم هذه التظاهرة المتوسطية من مدينة وهران مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، بل على العكس، مسؤولو اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط زاروا مؤخرا وهران وعاينوا مختلف الورشات والمرافق وتفاجأوا بتقدم نسبة الأشغال، فضلا عن هذا فإن التحفظ الوحيد، كان حول تنصيب اللجنة المكلفة بتنظيم دورة 2021،  وقد قمنا بتنصيبها يوم 2 ماي المنصرم، تحت إشراف شخصي من الوزير محمد حطاب، وقد انطلقت في عملها”.
وأبدى غربي ارتياحه لسير الأشغال في المركب الأولمبي الجديد ببير الجير، وكشف لنا أن نسبة إنجاز الشطر الأول من المشروع بلغت 90 بالمئة، وهو الشطر المتمثل في إنجاز ملعب كرة القدم إضافة لمضمار ألعاب القوى، وبخصوص أرضية ميدان كرة القدم فقال: “الوزارة ستقوم قبل نهاية شهر جوان، باختيار الشركة التي ستكلف بوضع بساط الأرضية المعشوشب طبيعيا”.
أما الشطر الثاني، فيتمثل في إنجاز المركب المائي، إضافة للقاعة متعددة الرياضات والتي تتوفر على 6 آلاف مقعد للمتفرجين، وهو الشطر الذي تم الانطلاق في أشغاله مؤخرا وبلغت نسبة الإنجاز فيه 10 بالمئة.
أما بخصوص القرية الأولمبية في “بلقايد”، فكشف محدثنا أن نسبة الأشغال بها وصلت 65 بالمئة، وسيتم تسليمها كاملة قبل نهاية 2019.
وتطرق غربي لبقية المرافق الرياضية بولاية وهران والتي ستحتضن جانبا من المنافسات، وقال أن أشغال إعادة تهيئتها وترميمها قد انطلقت منذ مدة وستكون في مستوى التطلعات على غرار ملعب الشهيد زبانة وقصر الرياضة حمو بوتليليس.
وختم مدير الشبيبة والرياضة بالولاية تصريحاته قائلا، أن دورة الألعاب المتوسطية 2021 لا تزال تفصلنا عنها 3 سنوات كاملة مؤكدا أن وهران ستكون في الموعد والاستعدادات تسير بوتيرة سريعة ولا خوف على الجانب التنظيمي.
يتسع لـ40 ألف مناصر ومزود بألفي كاميرا
ملعب "بير الجير" يسلم نهاية العام الجاري

شدّد والي ولاية وهران مولود شريفي على ضرورة تسريع وتيرة العمل الجاري بالشطر الأول للمركب الرياضي الجديد ببير الجير، والذي يضم على وجه الخصوص ملعبا لكرة القدم بسعة 40 ألف مقعد، وتسليمه في التاريخ المحدد له مع نهاية السنة، بعدما حرص شخصيا على رفع كل العراقيل التي كانت تواجه السير الحسن للأشغال.
وينتظر الملعب الجديد زرع أرضيته بالعشب الطبيعي، وحسب ما علمته النصر، فإنه سيتم الفصل في هوية المتعامل الذي سيتكفل بهذا العملية على مستوى وزارة الشباب والرياضة، أين سيفصل نهائيا في هوية الشركة، التي ستسند لها مهمة تغطية ملعب بير الجير وكل الملاعب الكبيرة التي هي في طور الإنجاز عبر الوطن، مع العلم أن اقتراحات عديدة قدمت في هذا المجال من لدن شركات جزائرية، وأخرى مختلطة جزائرية - فرنسية وانجليزية.
وحسب بعض التقنيين، فإن الشركة المشرفة على مشروع الملعب تميل إلى الاقتراح، الذي يراعي المناخ الذي يميز مدينة وهران، والجزائر عامة في عملية زرع العشب الطبيعي بالملعب المذكور.
وأعطى الوالي شريفي تعليمات بشروع المؤسسة الصينية المنجزة (أم .سي.سي) فورا في تهيئة الأرضية، ووضع الأسس الخاصة بإنجاز المركب المائي الذي يضم أربعة مسابح، بعدما أضيف له مسبح رابع، وقاعة متعددة الرياضات بـ6000 مقعد، وهي الورشات التي يضمها الشطر الثاني من مشروع المركب الأولمبي، مؤكدا على ضرورة تذليل كل العقبات، وحل الإشكال المالي بين مؤسسة “أم .سي.سي”، والبنك الذي يمولها، والمتمثل في تحويل التكلفة المالية بالعملة الصعبة إلى الشركة الأم المتواجدة بجمهورية الصين الشعبية.
نشير إلى أن المركب الرياضي ببلقايد، سيعرف تنصيب حوالي ألف جهاز كاميرا، وبدورها تسعى المؤسسة الصينية إلى مضاعفة العمل، والانتهاء من الأشغال قبل الآجال المحددة إن أمكن ذلك، بما في ذلك عمليتا تسييج وإغلاق المركب واللتان حدد الصينيون موعد الانطلاق فيهما في غضون شهر جوان الجاري، وعكس المركب الأولمبي، تعرف وتيرة سير الأشغال بالقرية المتوسطية تقدما مطمئنا، هي التي ستخصص لإقامة الرياضيين المشاركين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي ستستضيفها مدينة وهران عام 2021، علما أنها تقع غير بعيد عن مركب بير الجير.
مليارا دينار لترميم الهياكل “القديمة”
وبدورها ستخضع عدة مرافق رياضية بوهران لإعادة تهيئة وأشغال ترميم، لتكون في مستوى تطلعات المنظمين تحسبا لدورة الألعاب المتوسطية، وعلى رأس هذه الهياكل المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب والرياضة ببلدية عين الترك، حيث أن أشغال الترميم ستمس فيه بالدرجة الأولى القاعة متعددة الرياضات، التي تدهورت حالتها كثيرا خلال السنوات الأخيرة، إضافة لميادين التنس وكرة اليد وكرة السلة وهي كلها غير مغطاة، وكذا ملعب كرة القدم الذي سيغطى بعشب اصطناعي جديد من النوعية الجيدة، مرافق سيتم استغلالها في تدريبات مختلف الفرق الرياضية المشاركة في الموعد المتوسطي الكبير.
وفضلا عن معهد عين الترك، ستشمل عمليات الترميم وإعادة التهيئة عدة منشآت رياضية  أخرى بالولاية على غرار المسبح البلدي بالمدينة الجديدة والذي اكتسى حلة جديدة بعد إعادة افتتاحه مؤخرا، وذلك في انتظار الشروع في تجديد ملعب أحمد زبانة وقصر الرياضات حمو بوتليليس ومركز الفروسية “عنتر بن شداد” ببلدية السانية، أن المصالح المعنية قد قدرت في وقت سابق تكاليف أشغال كل هذه الهياكل الرياضية بملياري دينار.
كما استفادت ولاية وهران أيضا من منشأة جديدة لتحضيرات فرق النخبة المحلية والوطنية بعد الانتهاء من إعادة تهيئة مركز الشباب ببلدية عين الكرمة الساحلية، حيث سيتم تحويل هذا المركز التابع لمديرية الشباب والرياضة إلى مركز للتحضيرات في إطار الإعداد للألعاب المتوسطية، وسيكون تحفة رياضية في المستوى قياسا بموقعه السياحي الجميل.
حملة لإزالة الهوائيات من واجهات العمارات بالشوارع الكبرى
أطلقت مصالح ولاية وهران، بالتنسيق مع مديرية السكن ومصالح اتصالات الجزائر ومديرية الاتصالات السلكية واللاسلكية، حملة خاصة للقضاء على الهوائيات المقعرة بواجهات العمارات، وهي الحملة التي ستمس عدة أحياء كبيرة، تضمّ عشرات العمارات ذات الواجهات العملاقة والمطلة على وسط المدينة والطرقات الكبرى، التي تشوّه بمظهرها جمالية المدينة التي تستعد لاحتضان فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، وكانت البداية بعمارات “نهج العقيد أحمد بن عبد الرزاق” وحي “يغمراسن” ببلدية وهران وعمارات حي البلاطو ببلدية أرزيو التي أزيلت منها المقعرات بالكامل، وقامت مصالح الولاية باستبدال المقعرات العشوائية التي كانت تنتشر كالفطريات بواجهات العمارات بمقعرات جماعية تعمل بنظام خاص لاستقطاب القنوات وتمكّن جميع المستفيدين من الحصول على القنوات بدون تشويه للمنظر العام.                س/ ع

الرجوع إلى الأعلى