الوصف العشوائي للأدوية يخلّف ثلاثة أضعاف ضحايا حوادث المرور
• 50 بالمئة من المرضى لا يحترمون الجرعات
كشف أمس البروفيسور يحيى دلاوي رئيس اللجنة العلمية لأول ملتقى حول «الصيدلي الإكلينيكي»، أن الوصف العشوائي للأدوية والأخطاء الدوائية يخلّف سنويا ضحايا يمثلون ثلاث  مرات عدد ضحايا حوادث المرور، مبرزا أنه و  على سبيل المثال فإن 50 بالمئة من المرضى لا يحترمون نسبة الجرعات المدونة في الوصفة أو على علب الأدوية،  و28 بالمئة من الأدوية بالصيدليات التي تصرف للمرضى لا تتناسب مع الدواء الموجود في الوصفة، وغيرها من الأخطاء التي تخلّف ضحايا التسمّمات الدوائية أو التهابات أو أمراض وحتى الوفاة في بعض الأحيان.
 وهو ما ذهب إليه المشاركون في الملتقى الذين قالوا إن الواقع عبر المصالح الإستشفائية وخاصة مصلحة الإستعجالات يؤكد هذه الحقائق التي لا ينتبه لها الجميع.
 و ناشد أمس الصيادلة المختصون المشاركون في أول ملتقى حول "الصيدلي الإكلينيكي" المنظم من طرف مخبر البحث الصيدلاني وبالتنسيق مع مستشفى أول نوفمبر بوهران أين جرت الفعاليات بمشاركة 500 مختص في المجال، السلطات الوصية على جميع المستويات للتدخل العاجل من أجل إصدار قوانين تسمح بإدراج مهمة "الصيدلي الإكلينيكي" أو ما يصطلح عليه بـ "الصيدلي السريري"، في كل المستشفيات وعبر كل مصالحها، وهذا لفائدة الجميع، حيث ستسمح هذه الوظيفة من تقليص فاتورة الأدوية المستهلكة على مستوى المصالح الإستشفائية وخاصة الإستعجالات، وكذا توفير مناصب شغل لطلبة الصيدلة المتخرجين والأهم حماية الصحة العمومية من مضاعفات الوصف العشوائي للأدوية، كونهم يساهمون بشكل كبير في تأمين العلاج على مستوى المصالح.
وبهذا الخصوص، أوضح البروفيسور تومي هواري رئيس مخبر اليقظة الصيدلانية على مستوى مستشفى أول نوفمبر بوهران، أن إدماج مهنة الصيدلي السريري عبر 15 مستشفى جامعيا عبر الوطن وبمعدل 20 مصلحة في كل مؤسسة استشفائية، يمكن من توظيف 300 صيدلي إكلينيكي وبالتالي المساهمة في تقليص البطالة في هذا الوسط، مشيرا أنه لو تتوسع دائرة التوظيف وتشمل مؤسسات الصحة الجوارية والعيادات متعددة الخدمات، فإن مشكل البطالة عند الصيادلة الإكلينيكيين لن يطرح على مدار 19 سنة القادمة.
 وكشف البروفيسور تومي أن إدراج مهمة الصيدلي السريري في مصلحة الطب الداخلي، سمحت بتوفير ما بين 5 و6 مليون دج في السنة، و كانت هذه الأغلفة المالية قبلها توجه لإقتناء أدوية غير ضرورية في المسار العلاجي للمريض.
وفي ما يتعلق بالتكوين في هذا التخصص، قال البروفيسور منصوري كمال أستاذ علم الصيدلة في جامعة الطب بالعاصمة، أنه منذ سنوات تم إدراج تدريس "الصيدلة السريرية" كمقياس في المقرر الخاص  بطلبة السنة الخامسة، مبرزا أنه حان الوقت اليوم لترقيتها لتخصص قائم بذاته على مستوى أقسام الصيدلة في الجامعات، ومقترحا أن تبدأ الأمور في التجسيد الميداني بعد إصدار القوانين التنظيمية، وأن يتم إنتقاء مراكز نموذجية على مستوى المستشفيات قبل تعميم التجربة وجعلها جزءا أساسيا من المسار العلاجي للمريض من جهة وكذا ميزان أساسي في التسيير المالي للمؤسسات الإستشفائية التي تنفق أكثر من 50 بالمائة من ميزانيتها على إقتناء الأدوية.
كما أفاد البروفيسور يحيى دلاوي، أن الملتقى الأول هو من أجل دق ناقوس الإنذار عن الإنعكاسات الخطيرة التي تنجم عن الوصف العشوائي للأدوية، والأخطاء التي تحملها الوصفات والتي ينجم عنها عدة مرضى يتطلب علاجهم بقاؤهم في المستشفى لعدة أيام، وكذا الوصف من طرف أشخاص غير مؤهلين لذلك، ومن أجل هذا يجب وفق ما أضاف، أن يتم إصدار قوانين تحمي المرضى من الوصف والاستعمال العشوائي للأدوية.
 بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى