80 بــالـمـــائـة مــن الـمـضــادات الحـيــويــة تــوجـــه لـتـســمــيـــن الـمــواشـــي
• الإستعمال غير العقلاني للمضادات الحيوية يساهم في تطوير ميكروبات مقاومة تهدد الصحة العمومية
كشف البروفيسور مصباح اسماعيل مدير سابق للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ورئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية، أن 80 بالمائة من منتوج المضادات الحيوية الصيدلانية مستعمل عالميا في الميدان البيطري ليس  لفائدة العلاج ولكن يوجه لتسمين المواشي و ال 20 بالمائة المتبقية يستهلكها المرضى.
وأوضح البروفيسور مصباح رئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية ورئيس مصلحة الأأمراض المعدية بمستشفى القطار بالعاصمة، أول أمس في تصريح خص به جريدة النصر على هامش أول ملتقى للصيدلي السريري الذي جرت فعالياته بوهران، أنه في ظل المعطيات العالمية حول إستعمال المضادات الحيوية في تسمين المواشي، يجب على المسؤولين الجزائريين إصدار تعليمات صارمة لترشيد إستعمال المضادات الحيوية وتوجيهها بما يفيد الصحة العمومية، مشيرا أنه بالنسبة للمواشي يجب المنع التام والمراقبة الصارمة من طرف كل المعنيين تجنبا لإستعمال  المضادات الحيوية في التسمين مما يتسبب في عدة أمراض لمستهلكي اللحوم بأنواعها بل يجب إستخدام هذا النوع من الأدوية لأغراض علاجية للمواشي، مبرزا أن الإكثار من إستعمال المضادات الحيوية في التسمين يطور مقاومة الجراثيم داخل جسم الحيوان وبالتالي تتطور الميكروبات وتتحول لخطر كبير على مستهلكي اللحوم التي تكون قد غزتها مختلف أنواع الجراثيم، وأضاف محدثنا أن قضية تغير لون لحوم الأضاحي كل سنة، ليس بالضرورة بسبب المضادات الحيوية الصيدلانية بل تتداخل فيه عوامل متعددة، قد تكون مواد للتسمين مختلفة عن ال»أنتيبيوتيك».
وقال البروفيسور مصباح، أنه بالنسبة للإنسان فالعالم يشهد أيضا مقاومة شديدة للميكروبات بفعل الإستهلاك المفرط للمضادات الحيوية، مبرزا أنه بدأت العديد من الدراسات تعمل على فهم الظاهرة وإيجاد حلول لتجاوزها، بالمقابل تعمل المصانع العالمية على مضاعفة إنتاجها بالنظر لإرتفاع الإستهلاك وكذا على تطوير أنواع جديدة من الضمادات التي يمكن أن يكون مفعولها ناجعا مستقبلا، وفي ظل هذا الوضع، أوضح المتحدث أن الجزائر بادرت بتنويع مصادر تزويد السوق الوطنية بالأدوية منذ سنوات من خلال الإستيراد من شركات مختلفة وكذا تشجيع الصناعة الصيدلانية الوطنية، وهذا لتفادي وقوعها تحت ضغط هؤلاء المصنعين أو هيئات أخرى التي قد تتخذ من الدواء ورقة رابحة للضغط وتحقيق مآربها، ولكن بالنسبة لتصنيع المضادات الحيوية بالجزائرلازالت الأمور في بدايتها كونها صناعة تحتاج تجهيزات دقيقة باهضة الثمن ويلزمها مخابر مجهزة ومصانع مواكبة، ويبدو أن أحد المتعاملين الذي ينشط في وهران بدأ يطور المضادات الحيوية على شكل محاليل حقن، وهذا ما اعتبره البروفيسور مصباح خطوة هامة جدا نحو إنتاج المضادات الحيوية المفيدة لأن الحقن أفضل من المحاليل التي تشرب أو الأقراص، مذكرا أن صناعة هذا النوع من المضادات الحيوية كانت الجزائر تنتجه في الثمانينيات عن طريق الرائد «صيدال» ولكن توقف الإنتاج، وبفضل بداية التصنيع الذي أطلقه الخواص يمكن للبلاد أن تؤمن سيادتها الصحية في هذا المجال وتتفادى سحب الأدوية بتبرير «تجاري» مثلما تقوم به العديد من الشركات العالمية عندما تقرر أنها لم تعد تجن فائدة من تسويق منتوجها الصيدلاني في دولة ما.
وخلال مداخلته في الملتقى، أفاد البروفيسور مصباح، أنه إذا لم يتحرك العالم لإيجاد حلول لمقاومة المضادات الحيوية وعدم فعالياتها في علاج الأمراض خاصة الخطيرة مثل مختلف أنواع السرطانات، فإنه في غضون 2050، سيسجل العالم 10 ملايين وفاة سنويا بسبب المضادات الحيوية التي ستسمح للميكروبات بمهاجمة الجسم والقضاء عليه، معرجا على ذكر أن السوق العالمي للمضادات الحيوية يتراوح ما بين 30 و40 مليار دولار سنويا، وأن الجزائر من بين الدول العشرة الأوائل عالميا في إستهلاك هذا النوع من الأدوية.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى