شرعت الآلاف من الجمعيات في إطار تكتل المجتمع المدني بداية من أمس في حملة جوارية لشرح التعديل الدستوري، واستقطاب فئة الشباب للمشاركة في الاستفتاء بقوة عبر التوجه إلى مراكز الاقتراع يوم الفاتح من نوفمبر، على أن يتم تنظيم ملتقى وطني ضخم بالعاصمة السبت المقبل، سيتبع بإقامة أربعة ملتقيات جهوية.
كشف عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الأستاذ عبد الوهاب بن جلول «للنصر» عن وضع برنامج مكثف من قبل المجتمع المدني للتحسيس بأهمية المشاركة في الاستفتاء من قبل الجمعيات الولائية والبلدية، سيتم تنفيذه عبر تنظيم لقاءات جوارية ومخاطبة الشباب في الفضاءات العامة والمقاهي والساحات العمومية والأحياء، حيث سيتوجه منشطو الحملة من خبراء ومختصين في القانون الدستوري إلى الناخبين لشرح التعديل، لرفع اللبس عن بعض المواد التي أثير جدل حولها وتفسير محتواها وأهدافها.
وينتظر من الجمعيات الولائية والبلدية أن تقوم بدور لا يستهان به في الحملة للاستفتاء على الدستور التي انطلقت أمس، عقب الحصول على ترخيص من قبل السلطة الوطنية لتفعيل المجتمع المدني ومنحه دورا محوريا في الحملة، كما سيكون للجان الأحياء أيضا مهمة أساسية للوصول إلى الناخبين عبر التواصل المباشر مع المواطنين ومخاطبتهم بأسلوب سلس وواضح حول المغزى من الاستفتاء والتحديات التي تواجه البلاد، وبحسب المصدر فإن كثيرا من الأفراد لا يميلون إلى متابعة البلاتوهات التي تنظمها القنوات التلفزيونية حول الموضوع، لذلك سيتوجه الخبراء إليهم مباشرة لتوضيح الصورة وشرح مضامين النص المقترح للاستفتاء.
وتهدف هذه المبادرة إلى ربط فئة الشباب خاصة بالشأن السياسي وتشجيعهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع، لمحاربة العزوف عبر رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، وتم لهذا الغرض تجنيد آلاف الجمعيات المحلية لتنظيم نشاطات جوارية بموجب الحصول على ترخيص من المندوبين البلديين للسلطة الوطنية المستقلة، في إطار احترام البروتوكول الصحي، كما يمكنها أيضا تنظيم لقاءات في قاعات مغلقة بشرط الالتزام بالتدابير الوقائية.
وكشف من جهته رئيس التكتل الشعبي من أجل المشاركة في حملة الاستفتاء على الدستور، الأستاذ محمد عيادي في تصريح «للنصر» عن التحضير لتنظيم ملتقى وطني ضخم بالعاصمة يوم السبت بمشاركة 45 جمعية وطنية، سيحضره إلى جانب الناخبين خبراء في القانون الدستوري وأساتذة جامعيون ومختصون للرد على استفسارات المواطنين بخصوص التعديل المطروح للاستفتاء الشعبي، لا سيما المواد التي احتدم النقاش بشأنها عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، لرفع اللبس عنها وحث المواطنين على الإدلاء بمواقفهم وآرائهم عن طريق الصندوق. وسينظم التكتل أربعة ملتقيات جهوية خلال الأيام المقبلة، قصد استهداف المواطنين مباشرة، وبحسب رئيس التكتل الشعبي فإن التجمعات التي شرع في الإعداد لها ستختلف تماما من حيث التأطير والمضمون عن تلك التي كانت تنظم في السابق من قبل المجتمع المدني قبيل المواعيد الانتخابية ، لأنها ستكون فضاء للنقاش الحر والموضوعي والتحليل وطرح الاستفسارات والأسئلة حول مشروع تعديل الدستور.وتعد المرة الأولى التي تضع فيها جمعيات المجتمع المدني خطة واضحة لتنشيط المشهد السياسي، والإعداد للمواعيد الهامة تحت إشراف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي أعطت الضوء الأخضر للمجتمع المدني للأحزاب السياسية، تحت شروط محددة للمساهمة في الحملة للاستفتاء على مشروع تعديل الدستور.
وبحسب الأستاذ بن جلول فإن الرهان يقوم على استهداف فئة الشباب لأنه بإمكانه تغيير المعادلة، عبر التصويت على نص التعديل، بدل الاكتفاء بالانتقاد عن طريق فضاءات التواصل الاجتماعي، قائلا إن عدد الجمعيات ذات الطابع المحلي هو بالآلاف وستنزل إلى الشارع لمخاطبة الشعب مباشرة دون وساطة، ودون الحاجة إلى وسائط إعلامية لإيصال رسالتها.
لطيفة بلحاج
