تشرع ابتداء من اليوم المؤسسات التعليمية المعنية بإدماج التلاميذ المعيدين في عقد مجالس الأقسام لدراسة الطلبات المحالة إليها والفصل فيها ضمن الآجال المحددة من قبل وزارة التربية الوطنية، وهي 8 أكتوبر الجاري، على أن يلتحق التلاميذ المقبولون بالأقسام مجددا في اليوم الموالي، أي يوم 9 من الشهر الجاري لاستكمال المشوار الدراسي.
تعكف المؤسسات التعليمية للطورين المتوسط والثانوي على ضبط الإجراءات الخاصة بانعقاد مجالس الأقسام لدراسة ملفات التلاميذ طالبي إعادة الإدماج في القطاع وذلك وفق الشروط المحددة من طرف وزارة التربية الوطنية، قصد تمكينهم من الفرصة الثانية بعد إخفاقهم في الانتقال إلى المستوى الموالي خلال الموسم الدراسي المنصرم.
وتعني العملية بصفة خاصة التلاميذ الراسبين في شهادة التعليم المتوسط ممن أخفقوا في الانتقال إلى الطور الثانوي رغم احتساب المعدل السنوي مع النتائج المحققة في الشهادة، كما تشمل العملية أيضا الراسبين في شهادة البكالوريا الذين يأملون في الحصول على فرصة ثانية للولوج إلى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والظفر بمقعد بيداغوجي بإحدى المؤسسات الجامعية أو المدارس العليا.
ويشار إلى أن النظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية يرتب التلاميذ المعنيين بإعادة الإدماج باعتماد معايير موحدة في حدود الأماكن البيداغوجية المتوفرة، ويتم دراسة التماسات إعادة الإدماج على مستوى مجالس الأقسام في جلسات استثنائية بناء على القوائم المستخرجة من النظام المعلوماتي، على أن تبلغ النتائج المتوصل إليها للأولياء عن طريق حساباتهم في فضاء الأولياء، كما يتم إشهار قوائم التلاميذ المقبولين على مستوى المؤسسات التعليمية.
وتشرف مديريات التربية الوطنية على دراسة الالتماسات غير المقبولة، وهي تحرص على إيجاد مقعد بيداغوجي لكل تلميذ تتوفر فيه شروط إعادة السنة، بتحويله إلى مؤسسات مجاورة غير المؤسسة الأصلية التي كان يدرس فيها، ويهدف الإجراء إلى تقليص نسبة التسرب المدرسي، ومرافقة التلاميذ لتخطي العراقيل التي قد تواجههم طيلة المشوار الدراسي.
وتعمل وزارة التربية الوطنية على تسوية كافة الملفات الخاصة بالدخول المدرسي، بداية بضمان التحاق جميع التلاميذ بالأقسام في ظروف عادية ومريحة، إلى جانب السهر على تأطير جميع الأفواج التربوية بتوظيف العدد الكافي من الأساتذة لسد المناصب الشاغرة، فضلا عن توفير الوسائل البيداغوجية، وصولا إلى معالجة الوضعيات العالقة، من بينها إعادة إدماج التلاميذ المعيدين.
وتم فتح الأرضية الرقمية الخاصة بإعادة إدماج التلاميذ يوم 24 سبتمبر المنصرم، لتسجيل طلبات الراغبين في الظفر بفرصة ثانية، على أن تستمر العملية إلى غاية 4 من شهر أكتوبر الجاري، ليتم الشروع في تنظيم مجالس الأقسام بمشاركة الأساتذة المدرسين ومديري المؤسسات التعليمية.
و مكنت عملية الرقمنة الشاملة لقطاع التربية من ضمان الشفافية والسرعة في معالجة الملفات التي تعني الموظفين والتلاميذ، سيما وأن عملية إدماج المعيدين تأتي بعد بضعة أيام على انطلاق الموسم الدراسي، إذ تحرص الوزارة من خلال مديريات التربية على تنظيم و تأطير العملية للسماح للمعنيين بالالتحاق بالأقسام لتدارك ما فاتهم في الموسم الدراسي الماضي.
وتعد عملية إعادة إدماج المعيدين من المحطات الهامة التي تضمن نجاح الدخول المدرسي، لأنها تعني عددا لا بأس به من الراسبين في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، كما أنها تستدعي من قطاع التربية تسخير المقاعد البيداغوجية الكافية للتكفل بأكبر عدد ممكن من التلاميذ الذين تتوفر فيهم شروط إعادة السنة.
لطيفة بلحاج