الأحد 16 جوان 2024 الموافق لـ 9 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

في كلمة للرئيس تبون أمام القمة العربية بجدة: الجزائر تجدّد التأكيد على حتمية إصلاح وعصرنة العمل العربي

أكدت الجزائر مجددا على حتمية  إصلاح وعصرنة العمل العربي المشترك وفق منهج جديد يتجاوز المقاربات التقليدية ويضع في أعلى أولوياته انشغالات وهموم المواطن العربي، في مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه الأمة العربية والتحولات العميقة والمتسارعة التي يعرفها العالم.

جدد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس في كلمة له قرأها نيابة عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، خلال انطلاق أشغال الدورة الـ 32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة بجدة بالمملكة العربية السعودية التأكيد على « حتمية إصلاح وعصرنة العمل العربي المشترك» وفق نهج جديد يتجاوز المقاربات التقليدية ليضع في صلب أولوياته انشغالات وهموم المواطن العربي، وذلك إدراكا منه لحجم و طبيعة التحديات التي تواجه الأمة العربية، وانطلاقا كذلك من إيمانه العميق بفضائل وأهمية العمل العربي المشترك.
وشدد رئيس الجمهورية في هذا الشأن على ضرورة تجاوز «الاستعصاء الإصلاحي» والإسراع في تفعيل هذه العملية الإصلاحية المحورية حتى تتمكن الأمة من مواجهة التحديات المطروحة حاليا على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف في هذا الاتجاه بأن المنطقة العربية لا يمكنها العيش بمعزل عما يعرفه العالم من تحولات عميقة وتطورات متسارعة تؤشر لظهور نظام دولي جديد متعدد الأقطاب على أنقاض نظام القطب الواحد، وهذا الوضع بتعقيداته المتعددة و تداعياته الكبيرة، يفرض على العرب تعزيز التضامن  والعمل كمجموعة موحدة تسير بمبدأ «وحدة المصير» حتى يكون لهم دور فعال وفاعل في تحديد التوازنات الجديدة بالشكل الذي يضمن الحفاظ على مصالح الأمة المشتركة.
وأبرز رئيس الجمهورية في كلمته الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر خلال رئاستها للقمة العربية، مذكرا في البداية بأن احتضان الجزائر للقمة العربية الـ 31 كان في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، ميزها اندلاع الأزمة الأوكرانية التي وضعت العالم في حالة استقطاب متزايد وأمام تحديات جديدة متمثلة خاصة في الأمن الغذائي والطاقوي.
 وفي هذا الإطار جدد، الرئيس تبون، الدعوة لتعبئة الطاقات التموينية العربية لا سيما صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة لمساعدة الدول الأعضاء التي هي في أمس الحاجة لهذه المساعدات لتمكينها من تجاوز هذه الظروف الدولية العصيبة.
وتجسيدا للشعار الذي وضعته الجزائر للقمة العربية التي احتضنتها في نوفمبر الماضي وهو « لم الشمل» أبرز رئيس الجمهورية أنه بعد إعادة توحيد الصف الفلسطيني في الجزائر الذي كلل بالتوقيع على « إعلان الجزائر» والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه، واصل التنسيق مع الرئيس الفلسطيني نفس المساعي الرامية لاستكمال مسار المصالحة الوطنية.
ودائما بالنسبة للقضية الفلسطينية أكد رئيس الجمهورية في كلمته أن الجزائر سخرت دبلوماسيتها خدمة لهذه القضية المركزية، حيث واصلت المساعي على مستوى الأمم المتحدة لحشد الدعم اللازم لتوسيع قاعدة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة وذلك بالتنسيق مع كافة الأشقاء العرب.
كما طالبت الجزائر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المجتمع الدولي بتحمل مسوؤلياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني  واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لسياسة الاستيطان التي تمارسها سلطة الاحتلال الصهيوني.
كما ساهمت الجزائر في الخطوات العملية التي اتخذت من أجل اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية من أجل تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، فضلا عن توقيعها اللائحة التي صودق عليها من قبل الجمعية العامة حيال قرار سلطات الاحتلال بفرض إجراءات عقابية على الشعب الفلسطيني وقيادته ومجتمعه المدني.
وجدد الرئيس تبون إدانة الجزائر الشديدة للأعمال الإجرامية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام على قطاع غزة، مؤكدا مرة أخرى تضامن الجزائر التام مع الشعب الفلسطيني، ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية.
وتجسد شعار «لم الشمل» الذي رفعته قمة الجزائر كذلك- يضيف الرئيس تبون- في استعادة سوريا مقعدها الطبيعي في جامعة الدول العربية بفضل الجهود التي بذلت، وقال إن هذه العودة تضفي طابعا خاصا بالنسبة للشعب الجزائري كونها تتزامن مع إحيائه  ذكرى مجازر الثامن ماي 1945.
وأعرب رئيس الجمهورية في كلمته عن ارتياحه لبوادر الانفراج الذي حدث من خلال التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين تركيا وإيران، والذي قال انه يتوسم فيه انفراجا في أزمات المنطقة واستقرارها وخفض التوتر مما يفتح آفاقا رحبة للتعاون والشراكة، ويمهد لإحلال السلام في المنطقة وفي بعض الدول الأعضاء لا سيما في اليمن الشقيق، مثمنا كل الجهود المبذولة لتسوية هذه الأزمة.
وبالنسبة للأزمة السودانية ذكّر الرئيس تبون بالرسائل التي بعثها بصفته رئيسا للقمة العربية للعديد من الأطراف الدولية والإقليمية من أجل تحرك سريع لحقن الدماء والعودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة في هذا البلد الشقيق، داعيا من جديد الفرقاء في السودان إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والاحتكام إلى فضائل الحوار.
للإشارة فقد شكلت مخرجات "إعلان جدة" أمس الجمعة، تتمة لتنفيذ ورقة طريق "إعلان الجزائر" الذي أكد على مركزية القضية الفلسطينية وشدد على تعزيز العمل العربي المشترك وضرورة المساهمة في حل الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية.
وكانت قمة جدة فرصة ليعرب القادة العرب، على غرار ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، والرؤساء الفلسطيني محمود عباس، والتونسي قيس سعيد والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن شكرهم للجهود التي بذلتها الجزائر لإنجاح الدورة 31 للقمة العربية، منوهين بإسهام رئيس الجمهورية في تعزيز والدفع بالعمل العربي المشترك لدى ترؤسه أعمال القمة السابقة.
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com