الاثنين 17 جوان 2024 الموافق لـ 10 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

النصر تنقل شهادات فاعلين في المظاهرات الداعمة لفلسطين: الحراك الطلابي ينجح في تغيير الرأي العام الأوروبي

توسّع الحراك الطلابي المناهض للحرب على غزة في الجامعات الأوروبية، ورُفع معه سقف المطالب إلى وقف كل التعاملات مع الكيان الصهيوني، فلم تتوقف مختلف أشكال الاحتجاج من الهتافات والمسيرات إلى التخييم وتنظيم الوقفات الصامتة، وهي مشاهد يؤكد طلبة أجانب وجزائريون تحدثت إليهم النصر، أنها شكّلت انعطافا في الرأي العام الأوروبي الذي لم يكن يعرف إلى وقت قريب، أن هناك شيئا اسمه القضية الفلسطينية، بل وكان يعتقد أن ما يرتكبه الاحتلال من مجازر، ليس سوى ردة فعل على هجوم السابع من أكتوبر.

أعدّت الملف: ياسمين بوالجدري

فيونا لالي الطالبة التي واجهت وزيرة بريطانية سابقة للنصر
لـــــن نتوقــــف حتـــى تتحــــرر فلسطيـــــــن
«أنت كاذبة»، «أنت مجرمة حرب»، بهذه العبارات واجهت الطالبة فيونا لالي، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، سويلا برافرمان، في نقاش بُث على المباشر بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية حول الحراك الطلابي المناهض لحرب غزة في جامعة كامبريدج، لتتحول فيونا في ظرف ساعات، إلى أيقونة عالمية ضجّت بها وسائل التواصل الاجتماعي. النصر تواصلت مع هذه الشابة وأجرت معها حوارا تطرقت فيه إلى كواليس المقابلة التلفزيونية الشهيرة، كما فصّلت في أهداف المظاهرات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية في الغرب وقدّمت رؤيتها لمستقبل النضال ضد الاحتلال الصهيوني.

- نبدأ أسئلتنا من النقاش الذي دار بينك وبين وزيرة الداخلية السابقة ببريطانيا، سويلا برافرمان. لقد وُصفتِ بأنك كنت شجاعة في دفاعك عن القضية الفلسطينية إلى درجة أنك خاطبتِ برافرمان قائلة «أنت كاذبة»، «أنت مجرمة حرب». أخبرينا أولا لماذا قررتِ قبول الجلوس إليها بعد أن رفض زملاؤك بجامعة كامبريدج التحدث إليها بالأساس؟
قررتُ قبول الدعوة لمناظرة سويلا برافرمان بهدف فضح نفاق المؤسسة الحاكمة في بريطانيا. كان لدى المشاركين في المخيم في كامبريدج أشياء أفضل يمكنهم القيام بها بدلاً من التحدث إلى شخصية عنصرية سيئة السمعة، والتي جاءت فقط لأغراض تعزيز حقيبتها كزعيمة مستقبلية لحزب المحافظين. وكحزب، أردنا استغلال هذه الفرصة لمهاجمة وزيرة الداخلية السابقة، التي أسقطها الحراك المناصر لفلسطين من الحكومة.
الصراع لم يبدأ في السابع أكتوبر
- كيف استقبلتِ التفاعل العالمي الكبير مع هذه المقابلة؟
لقد أثبت هذا التعاطي الدولي ما عرفناه طوال الوقت، وهو أن الساسة في بريطانيا وخارجها بعيدون كل البعد عن الغضب الذي يشعر به الناس العاديون إزاء هذه المذبحة التي تتكشف فصولها. الملايين لا يصدقون كلمة واحدة مما تقوله الأحزاب السياسية الرئيسية بشأن فلسطين. لقد كذب صناع القرار على مدى السنوات 76 الماضية، وقاموا بمحو تاريخ الاحتلال والوحشية وضم الأراضي الفلسطينية في تغطيتهم للإبادة الجماعية المستمرة.
- نعلم أنك تنتمين للحزب الشيوعي الثوري المعروف بمناصرته للعديد من القضايا حول العالم، لكننا كنا نسمعك في اللقاء وأنت تتحدثين عن مأساة الإبادة الجماعية في غزة بلسان مناضلة مؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية. كيف ومتى بدأ هذا الإيمان يترسخ لديكِ؟
الساسة الموجودون في السلطة والذين يدعمون إسرائيل مسؤولون عن الظروف المعيشية للعمال في بريطانيا، ولهذا السبب، أنا وآلاف غيري في بريطانيا ندعم فلسطين. إن فلسطين هي المثال الأكثر تطرفًا لما يمثله هؤلاء الناس، ولا يمكننا أن نسمح لهم بأن يفلتوا من العقاب. لقد وقف الشيوعيون الحقيقيون دائمًا إلى جانب الفقراء والمضطهدين في جميع أنحاء العالم، ويتمتع الحزب الشيوعي الثوري بتاريخ مُشرِّف في تحريك الرأي العام ضد النظام الصهيوني، وذلك من البدايات الدموية للدولة الإسرائيلية، إلى «السلام» الزائف لاتفاقيات أوسلو وجميع الأضرار التي أحدثتها.
نحن نقف في معارضة تامة لدور طبقتنا الحاكمة، إنهم مجموعة من الكاذبين والمنافقين الذين لا يهتمون بالشعب الفلسطيني. سنناضل دائمًا من أجل تحرير جميع الشعوب المطحونة والمضطهدة، من خلال الوسائل الثورية بكل بلد في جميع أنحاء العالم.
مطلبنا هو سحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في الإبادة
- الأسئلة التي طرحتها عليك سويلا برافرمان كانت تتماهى مع نهج وسائل الإعلام الغربية الذي يحاول تحريف النقاش حول الإبادة الجماعية بالحديث عن إدانة حركة حماس. إلى أي مدى يساهم حراككم الطلابي في كشف زيف الدعاية الغربية والإسرائيلية؟
الدعاية في بريطانيا مثيرة للغثيان وتصم الآذان. إذا كنت تصدقين ما قرأته أو شاهدته على قناة بي بي سي، فسوف تعتقدين أن أحداث 7 أكتوبر كانت هجوماً غير مبرر على الإطلاق، وأن إسرائيل تؤكد ببساطة على حقها في الدفاع عن نفسها. قد تعتقدين أيضا أن الصراع بدأ في السابع أكتوبر، وأن الرد الإسرائيلي عادل ومنصف.
هذه صيغة مجربة ومختبرة في الصحافة الرأسمالية. إنهم يجردون الشعب الفلسطيني من إنسانيته، ويصورونه جميعًا كإرهابيين، ويصفون كل أولئك الذين يناضلون من أجل السلام بأنهم متعاطفون مع الإرهابيين. في مقابل ذلك، يتساءل ملايين الأشخاص، كيف يكون لإسرائيل حق لا جدال فيه في الدفاع عن نفسها ضد الفلسطينيين الذين تحتل أراضيهم وتسيطر عليها؟ ولماذا يتم تجاهل أولئك الذين يدافعون عن السلام وتهدف الدولة البريطانية إلى إسكاتهم ولومهم على نشاطهم؟
تُثبت المخيمات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية، أن الآلاف يقفون بحزم ضد الدور الذي تلعبه بريطانيا في كل هذا. لن نقبل «حق إسرائيل في ذبح» الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، ولن نتوقف حتى تتحرر فلسطين.
الصحافة الغربية جرّدت الشعب الفلسطيني من إنسانيته
- ما هي أهم المطالب التي ترفعونها في حراككم الطلابي؟
المطلب الأساسي من وراء المخيمات الطلابية المناهضة لحرب غزة على مستوى العالم، هو سحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في الإبادة الجماعية وكشف مؤسسات التعليم العالي عن علاقاتها مع الدولة الصهيونية، لكن الحراك الطلابي أصبح يثير مطالب أوسع نطاقا وهي طرد جميع المصالح التجارية الكبرى من حرمنا الجامعي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا على أساس حملة جماهيرية يقوم بها الطلاب والموظفون، أولئك الذين يشكلون أهمية أساسية لتسيير عمل الجامعات.
- كيف كان تجاوب أعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة مع هذه المطالب؟
لقد كان دعم أعضاء هيئة التدريس لتحرك الطلاب هائلاً، كما دعمت النقابات في الحرم الجامعي التظاهرات التضامنية، حيث جاء المئات إلى المسيرات المناصرة لفلسطين. إنه كفاحنا المشترك من أجل أن يتحرر نظامنا التعليمي من تأثير هذه الشركات الإجرامية، ومن البيروقراطيين الذين يديرون الجامعات لتحقيق الربح.
- كانت هناك محاولات لتشويه التظاهرات والاعتصامات الطلابية، وتوجيه تهم جاهزة للمشاركين فيها من قبيل معاداة السامية والعنصرية. كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
في حقيقة الأمر، هي محاولات سافرة لتشويه الحراك المناصر لفلسطين. ومن الولايات المتحدة إلى بريطانيا، يحتقر العديد من الطلاب اليهود الطريقة التي يتم بها، مرة أخرى، استخدام هويتهم كسلاح من قبل الشخصيات والمؤسسات العنصرية. ليست أصواتهم هي التي قررت وسائل الإعلام الرئيسية تضخيمها، حيث أنها تخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية لتحقيق أهدافها الضيقة.
لن نتلقى دروسا من المؤسسات المتواطئة في الإبادة الجماعية، ومن المؤكد أننا لن نستمع إلى المواعظ الأخلاقية من ساسة حزب المحافظين الذين كانوا مهندسي السياسات العنصرية التي عرضت العديد من مجتمعات الأقليات في بريطانيا للخطر لتحقيق أهدافهم الساخرة.

تعرضنا لمحاولات سافرة لتشويه الحراك المناصر لفلسطين
- «الانتفاضة»، «المقاومة»، و»النكبة»، هي مصطلحات سمعناها تتكرر كثيرا في المخيمات والاعتصامات الطلابية في الجامعات الغربية. هل تعتبر عودة هذه المفاهيم مؤشرا على تشكّل وعي طلابي أكبر بالحقيقة التاريخية للقضية الفلسطينية؟
هذا صحيح بالتأكيد. يدرك معظم الطلبة جريمة النكبة التاريخية التي أدت إلى دوامة الموت والدمار في المنطقة بأكملها. وأود أن أضيف أن هذه جريمة تاريخية ارتكبتها الإمبريالية الغربية. فيما يتعلق بالانتفاضة، فإن العديد من الطلبة يسترجعون السنوات الأولى للانتفاضة الأولى ويستخلصون دروسًا جديدة. لقد كانت هذه انتفاضة شعبية للمضطهدين هزت أسس الدولة الصهيونية، وتم تشكيل عشرات الآلاف من اللجان الشعبية لتحدي كل جانب من جوانب الاحتلال. سيكون من الدقة وصفها بأنها الحركة الأكثر علمانية وديمقراطية على الإطلاق على الأراضي الفلسطينية. لقد كانت حركة طبقية ثورية حقا، ومن الملاحظ أن شعار «عولمة الانتفاضة» قد أخذ بعدا دوليا من قبل الحركة الطلابية.
بدأ الملايين يدركون أن الثورة عبر الشرق الأوسط بأكمله، هي وحدها القادرة على تفكيك الدولة الصهيونية والإطاحة بالأنظمة العربية المسؤولة عن محنة الشعب الفلسطيني. هذا هو مفتاح تحرير كافة الجماهير المضطهدة من الأكراد، إلى اليمنيين، إلى الفلسطينيين.
- هل تؤمنين بقدرة الحراك الطلابي العالمي على إحداث التغيير وتحقيق مكاسب للقضية الفلسطينية؟
أعتقد أن الحركة الطلابية العالمية تُنبِئ بما سيأتي لاحقا. غالباً ما تكون الحركات الطلابية حافزاً لمعارك طبقية ضخمة في الأفق ولقد رأينا ذلك في ماي 1968 في فرنسا، حيث شهدت الاحتجاجات الطلابية في غضون أسابيع إضراب عشرة ملايين عامل. كان لأحداث مثل هذه صدى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة المغرب العربي.
إن التغيير الدائم يتطلب بطبيعة الحال تحطيم النظام المسؤول عن الحرب والصراع والبؤس، وهو النظام الرأسمالي. لا يمكننا أن نعتمد إلا على قوتنا، ولا نسعى إلى «الضغط» على المؤسسات والحكومات الرأسمالية للقيام بعمل أفضل. يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس رؤية الحاجة إلى إدارة الجامعات بما يخدم مصلحتنا الخاصة، وفي الوقت نفسه، يمكن للناس العاديين أن يروا بشكل متزايد الحاجة إلى الثورة لهدم النظام الإمبريالي.
شعار «عولمة الانتفاضة» أخذ بعدا دوليا
من أجل إحداث تغيير دائم، يجب علينا أن ننظم صفوفنا ضد العدو الرئيسي في المصانع، وعلى الأرصفة، وفي المستشفيات، إلى جانب الحرم الجامعي. تتمتع الطبقة العاملة بالسلطة ليس فقط لإسقاط جميع مجرمي الحرب في وستمنستر، ولكن أيضًا لتحويل المجتمع على أسس اشتراكية، وإدارته بما يخدم مصالحها الديمقراطية.
حاورتها: ياسمين بوالجدري

ليليا جعرون الطالبة الجزائرية ببلجيكا
نحاول فتح أعين الناس على الحقيقة رغم التضييق
تؤكد الطالبة الجزائرية ببلجيكا، ليليا جعرون، أن زملاءها الأوروبيين في الجامعة الحرة ببروكسل، يقتنعون أكثر فأكثر بوجود احتلال للأراضي الفلسطينية، وبوحشية المجازر التي يرتكبها في غزة منذ عدة أشهر، بعدما كانت غالبيتهم لا تعرف شيئا عن القضية الفلسطينية وتعتقد أن كل شيء بدأ في السابع أكتوبر بعد «هجوم إرهابي» على الكيان الصهيوني، مضيفة أن الحراك الطلابي متواصل لفتح أعين الناس على الحقيقة رغم التضييق الممارَس.

الطالبة ليليا جعرون التي تدرس حاليا في طور الماستر في تخصص الطب، قالت في حديث للنصر، إن الحراك الطلابي المناهض للحرب على غزة ببروكسل، تقوده جمعية «كوماك» وهي المنظمة الشبابية الأولى في بلجيكا، والتابعة لحزب العمل البلجيكي، مضيفة أن هذا التنظيم كان يتطرق منذ بضع سنوات للقضية الفلسطينية ولما يحدث في الأراضي المحتلة، ومع بدء الحرب على غزة، بدأت مختلف أشكال التضامن مع فلسطين من خلال ملصقات ولافتات تم وضعها في أرجاء الجامعة، لكن الإدارة رفضت كل ما له علاقة بالسياسة ودعت الطلبة إلى البقاء محايدين حيال ما يحصل، فنزعت اللافتات المساندة للقضية الفلسطينية وتركت بالمقابل تلك المناصرة للكيان الصهيوني.
وأمام هذا الوضع، تضيف محدثتنا، وضع الطلبة عددا أكبر من اللافتات ونشروها في كل مكان، فبدأوا يستقبلون عددا أكبر من الرسائل من إدارة الجامعة عبر بريدهم الالكتروني، تطلب منهم فيها، مرة أخرى، بأن يبقوا محايدين وهدفها الأساسي في ذلك هو منعهم من التضامن مع الشعب الفلسطيني، تحت مبرر عدم الانحياز لدعم الإرهاب بحجة ما فعلته فلسطين للكيان الصهيوني، على حد زعمها، ووصف ما يقوم به جيش الاحتلال بأنه رد فعل دون تسمية الأشياء بمسمياتها وكأن إدارة الجامعة في حالة إنكار، تقول الطالبة.
وتضيف طالبة الطب، بأن زملاءها قاموا بدعوة أطباء كانوا في غزة من أجل الحديث عما شاهدوه بأعينهم وتم عقد مؤتمرات مع أشخاص كانوا هناك ووقفوا على حجم المأساة، وتستطرد ليليا بالقول «في البداية لم يكن أحد يحضر هذه المؤتمرات لكن مع مرور الوقت بدأ عدد الحاضرين يرتفع. الطلبة في الغرب والمجتمعات الغربية عموما لم تكن لديهم المعلومة الصحيحة حول ما يحدث، لدي أصدقاء لم يعلموا أن هناك شيئا اسمه القضية الفلسطينية، وأحداث 7 أكتوبر هي بالنسبة لهم قيام مجموعة من الإرهابيين بمهاجمة إسرائيل. فلسطين لم تكن موجودة بالأساس في نظرهم».
وتتابع ليليا بأنها وزملاءها في الجامعة، بدأوا يكشفون الحقيقة وسرد الجانب التاريخي من القضية الفلسطينية، في حين قام مناصرون للكيان الصهيوني بوضع لافتات تُظهر صور الإسرائيليين الذين تعرضوا للحروق في السابع أكتوبر في محاولة للفت انتباه الرأي العام إليهم وتغييره.
وترى الطالبة، بأن الرأي العام البلجيكي بدأ يفهم ما يحدث مع مرور الوقت، عندما شاهد صور حقيقية لمجازر جيش الاحتلال في غزة، من قتل للأطفال والأطباء وقصف للمستشفيات، مع ذلك ظل الحصول على تصريح لدعوة أطباء أو أساتذة لتنشيط مؤتمرات في الحرم الجامعي أمرا صعبا جدا، وهنا تقول ليليا إن الجامعة لم تكن ترفض بشكل واضح، لكنها تتحجج بعدم وجود أماكن أو تشترط القيام بإجراءات تُعقد الأمر، وفي نهاية الأمر قد تقبل لكن بشرط الابتعاد عن الحديث في القضايا السياسية وعدم محاولة استقطاب الرأي العام.
وقد قرر عدد من الطلبة الأجانب في الجامعة الحرة ببروكسل، مؤخرا، استعمال بناية في الجامعة لبضع ساعات وغلقها للبقاء فيها كشكل من أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن الإدارة غضبت وذهبت إلى وصف هذا التحرك بأنه فعل إرهابي وغير مقبول ولا يتطابق مع قيم الجامعة، رغم أن الطلبة استعملوا البناية للحصول على مزيد من الحرية للحديث عن القضية الفلسطينية والتعبير عن رفضهم للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني وذلك من دون قيود، مثلما عبّرت ليليا.
وأكدت محدثتنا، أن الطلبة في جامعتها، وخاصة الأجانب منهم، يقومون بما وسعهم للحديث عن القضية الفلسطينية وفتح أعين الناس على حقيقة ما يحصل في غزة، مبرزة بأن الطلبة الأوروبيين يقتنعون أكثر فأكثر بأن ما يحصل في غزة غير عادل وبأنه احتلال ومجزرة حقيقية، مثلما قالت.
ياسمين.ب

الطالب الجزائري أسامة قريشي
هكذا بدأ الحراك المناهض لحرب غزة في فنلندا
يسرد لنا أسامة قريشي، طالب الدكتوراه في جامعة تمبيري بفنلندا، كيف بدأ الحراك الطلابي المناهض للحرب على غزة، ويعود إلى دور الطلبة العرب في التعريف بالقضية الفلسطينية، التي يؤكد أن المجتمع الفنلندي أصبح أكثر وعيا بها بعد أحداث السابع أكتوبر.

يدرس أسامة تخصص البصريات في كلية الهندسة والعلوم الطبيعية بجامعة تمبيري، وقد قال في اتصال بالنصر إن التظاهرات الداعمة لفلسطين كانت قد بدأت بعد أسبوع من أحداث السابع أكتوبر 2023، في منطقة تمبيري التي يدرس بها والتي تعتبر ثاني أكبر مدينة في فنلندا، حيث كانت العديد من المسيرات من تنظيم الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة وهاجر إليها آباؤهم منذ عقود، وبحكم أن لديهم علاقات مع الجالية المسلمة والمساجد والجمعيات هناك، استطاعوا تجنيد مسلمي المنطقة لأن يتظاهروا ويحتجوا ضد الجرائم الصهيونية في عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد.كما بادر الفنلنديون ذوو التوجه اليساري بتنظيم وقفات كل يوم في الأسبوع، حيث كانوا يأتون إلى وسط المدينة ويحملون رايات تنادي بوقف العنف والقتل والاحتلال، قبل أن تتواصل الجالية الفلسطينية مع هؤلاء الفنلنديين ويقرروا سويا تنظيم مسيرات وتجمعات وأنشطة مشتركة. ويتابع أنيس أنه ومع انطلاق الحراك الطلابي العالمي خاصة في الجامعات الأمريكية شهر أفريل الماضي، وصلته رسالة من أحد أصدقائه في جامعة هلسنكي، يخبره فيها أن الطلبة سيخيمون في حرم هذه الجامعة تنديدا بالحرب على غزة.يقول أنيس إنه وبحكم انخراطه في منظمة طلابية تضم المسلمين الذي يدرسون في جامعته، تواصل مع طالبة فلسطينية فنلندية معه في التنظيم وطرح عليها فكرة القيام بمبادرة مماثلة، ليتقرر بعد ذلك بأيام إطلاق الحراك عبر التخييم في حرم الجامعة مباشرة أمام المدخل، أين كان الطلبة يقضون ساعات الليل والنهار.
وقد شارك أنيس في المخيم منذ اليوم الأول هو وعدد من زملائه الجزائريين، وحاولوا دائما إيجاد الوقت الكافي للاعتصام ودعم القضية الفلسطينية والتوفيق بين التزاماتهم في البحث العلمي والتربص، حيث علّق قائلا «أظن أن هذا التحرك أمر طبيعي خاصة لما يتعلق الأمر بشخص مسلم سواء كان من الجزائر أو من بلد عربي آخر. الأمر طبيعي أيضا إذا كان يخص الطلبة الفلسطينيين. تخيلي أن هؤلاء المعتصمين يدرسون ثم يقضون كل الوقت المتبقي في مثل هذه الاحتجاجات والفعاليات أو في الورشات التي تُعرّف بقضيتهم على غرار ورشات صناعة الأعلام والكوفية من أجل بيعها في المعارض». ويضيف الطالب الجزائري أن الكثير من المشاركين في المخيم هم من الطلبة الفنلنديين الذين رفعوا عدة مطالب، أولها قطع الجامعة لكل علاقاتها مع مؤسسات التعليم العالي في الكيان الصهيوني، وهذا ما ردت عليه الجامعة بالقول إنها تحاول أن تبتعد عن السياسة، رغم أن هذا يناقض ما فعلته قبل أشهر فقط عندما كانت تُنظم فعاليات لدعم أوكرانيا ضد العملية العسكرية الروسية.
الهدف الثاني من الحراك الطلابي، مثلما يبرز محدثنا، هو تنمية الوعي بالقضية الفلسطينية التي ينظر إليها الكثير من الفنلنديين على أنها «صراع معقد» ليس لهم موقف واضح منه لأنهم لا يفهمونه، رغم أن الأمر يتعلق ببساطة، باحتلال أرض من قبل الكيان الصهيوني. وتُقام في المخيم الاحتجاجي عدة أنشطة يومية يشارك فيها الفلسطينيون، خصوصا أن الجامعة تضم مركز بحث متخصص في الدراسات الفلسطينية، أين يُنظمون ندوات تُعرف بتاريخ القضية ويتم شرح بعض مفاهيمها مثل شعار «من النهر إلى البحر»، وكذلك التعريف بالثقافة الفلسطينية بل وحتى إعطاء دروس وحصص لتعلم الموسيقى الفلسطينية.
السابع أكتوبر عرّف الفنلنديين بالقضية الفلسطينية
ويسرد لنا أنيس نقاشا مهما دار بينه وبين إحدى الطالبات الفنلنديات المشاركات في المخيم، يعكس مدى تغييب حقيقة القضية الفلسطينية لدى الشعوب الغربية، حيث قال «أخبرت الطالبة أننا تربينا في الجزائر على دعم القضية الفلسطينية ولا نعرف في صغرنا شيئا اسمه إسرائيل، حتى لما نكبر نُدرك أنه كيان محتل وفي الأصل هو دولة فلسطين، لكن هنا في الغرب تُقدِّم برامجكم التعليمية عكس هذا، حيث يتم تلقينكم بأن هناك دولة اسمها إسرائيل مع وجود قضية تتعلق بشعب فلسطيني غير أنها قضية معقدة».ويتابع الطالب الجزائري، بأن زميلته الفنلندية أقرّت بأن ما قاله صحيح، وأخبرته أن الفكرة التي يتعلّمها شعب هذا البلد منذ الصغر، مفادها أن اليهود تعرّضوا خلال الحرب العالمية الثانية لمذبحة، ولإنقاذهم منها هاجروا لفلسطين وأسسوا هناك دولة على أرض بلا شعب أو تاريخ. ويؤكد أنيس أن العديد من الفنلنديين بدأوا بعد السابع من أكتوبر 2023، يستفسرون ويتساءلون عن القضية الفلسطينية بحكم قربهم من التيار اليساري المناصر للفلسطينيين، فزاد النقاش حول هذا الموضوع، حتى أنه تم التأسيس جبهة اسمها «صمود» تجمع كل الداعمين للقضية الفلسطينية، أغلبهم فنلنديون وسكان فلسطينيو الأصل، حيث تنظم دورات تعليمية شارك طلبة المخيم في إحداها لمدة شهرين، وهي تشبه مقياسا جامعيا، إذ تضم محاضرات عن بعد وحتى واجبات منزلية لدراسة كل ما يتعلق بفلسطين، إضافة إلى مسائل أخرى يجهلها كثيرون، مثل استغلال الكيان الصهيوني للمياه الفلسطينية، وهو ما ساهم في زيادة درجة الوعي بأهمية القضية الفلسطينية حتى قبل انطلاق الحراك الطلابي العالمي.
ياسمين.ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com