رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات من قالمة و عنابة: نسعى لتنظيم انتخابات مثالية وسندرج الشباب في تأطير مكاتب تصويت

قال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أمس الأحد، بأن هيئته تسعى بكل جدية لتنظيم انتخابات رئاسية مثالية لا يمكن التأثير عليها داخليا أو خارجيا، انتخابات تسفر في النهاية عن رئيس بشرعية شعبية تمكنه من القيام بمهامه، رئيس قوي أمام العالم و على المنابر الأممية.
و أضاف محمد شرفي، لدى تدشينه للمقر الجديد للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بقالمة، بأن الجزائر عادت إلى المسار الانتخابي الطبيعي، مسار شفاف و نزيه تحترم فيه أصوات الناخبين، مسار يؤسس لدولة ديمقراطية تتداول فيها السلطة بطريقة سلمية.
و شدد المتحدث على أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عازمة على احترام الإرادة الشعبية، و الوصول إلى ما وصفه بالمجالس المحلية الحلال و البرلمان الحلال و الرئيس الحلال، مؤكدا بأن التلاعب بالأصوات بهتان على الأمة.
و دعا رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كل المنتخبين بالمجالس المحلية و الوطنية إلى مساندة هيئته و الوقوف إلى جانبها، لإقناع الناخبين بالإقبال على صناديق الاقتراع، لأن العزوف كما قال، لا يخدم الجزائر، مضيفا بأن الشباب مدعو بإلحاح إلى المشاركة القوية في تنظيم الانتخابات الرئاسية و مراقبتها، حتى يكتسب الخبرة و القدرة على اقتحام الحياة السياسية و تحمل المسؤولية في المستقبل.
و قال شرفي بأن الشباب الجزائري مدعو أيضا إلى التسجيل بقوة في القوائم الانتخابية حتى يتمكن من قول كلمته في مختلف المواعيد الانتخابية، بداية برئاسيات 7 سبتمبر 2024 و بعدها البرلمان سنة 2026، مؤكدا بأن المسارات الانتخابية بالجزائر صارت في مأمن، و التداول السلمي على السلطة صار مضمونا.
و اعتبر المتحدث بأن الانتخابات الرئاسية لها وزن خاص في كل الدول، و في الجزائر هي وفاء للشهداء و ضمان للأمن القومي، و تجسيد للإرادة الشعبية.
و أشاد محمد شرفي بالمبادرة التي قامت بها ولاية قالمة عندما قررت بناء و تجهيز مقر جديد للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بتمويل من الميزانية المحلية، لتوفير ظروف العمل الملائمة للموظفين و المرشحين، الذين ذكرهم بأن بداية إيداع ملفات الترشح ستكون يوم 9 جوان القادم، و أن العملية ستغلق يوم 18 جويلية، لتبدأ بعدها الحملة الانتخابية و شرح البرامج للناخبين.
و بعنابة، كشف، أمس، رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي، عن إدماج الشباب المسجلين لأول مرة في القائمة الانتخابية، في تأطير المكاتب الانتخابية في الرئاسيات ، وأطلق شرفي على هؤلاء الشباب “حُفاظ الأمانة” بينهم جامعيون وطلبة وأساتذة، ضمن توجه السلطة المستقلة لانخراط الشباب في الفعل السياسي.
وأكد شرفي لدى تدشينه المقر الجديد لمندوبية السلطة المستقلة للانتخابات بعنابة، بأن الهيئة بدأت تكبر، حيث عملت منذ تأسيسها، على بناء إدارة انتخابية، واستخلاف 5 وزارت كانت مشاركة في تنظيم الانتخابات، قائلا: “ والآن في كل ولاية هناك إدارة انتخابية قائمة بذاتها مربوطة مع السلطة الوطنية وفق نظام معلوماتي، يمكن من إعطاء المعطيات في حينها". وأضاف “ السلطة ولدت في ظروف استثنائية، قمنا بما استطعنا به و رئاسيات 2019 نظمت في شفافية تامة بشهادة المترشحين، وحتى الملاحظين على غرار الصحافة الدولية منها واشنطن بوست، وأصبحت المندوبيات لديها مقرات منفصلة عن الإدارة، ومهيئة وتتوفر على جميع متطلبات العمل”.
وأوضح شرفي بأن مراجعة القوائم الانتخابية، تأتي مباشرة بعد استدعاء الهيئة الناخبة يوم 8 جوان، حيث ستقدم جميع التسهيلات بالتنسيق مع البلديات بهدف الحصول على بطاقة الناخبين، وكذا مرافقة عملية الاكتتاب الخاصة بجمع التوقيعات لفائدة المرشحين، مع توظيف وسائل عصرية لتلبية جميع متطلبات الشفافية. وذكر المتحدث بأن السلطة المستقلة تعتبر محورا أساسيا للتداول السلمي على السلطة، حيث كرس الدستور هذا المبدأ الديمقراطي، كما أن المواطن يعطي قيمة للانتخابات بالمشاركة فيها وأداء واجبه الانتخابي، ويختار الأصلح بالنسبة له، ما يعطي شرعية على الحوكمة الجزائرية في المحافل الدولية حسب شرفي. وأعرب بأن كل الظروف مُهيأة لتكون الانتخابات في مستوى طموح الناخب الجزائري بداية من مراجعة القوائم الانتخابية، وتسجيل الشباب البالغين السن القانونية المحددة بـ 18 سنة.
وأشار شرفي إلى طلب الأحزاب السياسية عقد لقاء مع السلطة المستقلة، حيث سيتم استقبال جميع الأحزاب المشاركة بهدف إعطائهم جميع التفاصيل المتعلقة بالجانب التنظيمي، وكل ما يحتاجه ممثلو المرشحين في الميدان، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع الصحافة الوطنية مركزيا ومحليا والاستماع إلى انشغالاتهم على ضوء ما جرى في الانتخابات الأخيرة، لتسهيل عملهم خلال الاستحقاق المقبل.
ونوه رئيس السلطة المستقلة للانتخابات بالقول: “ كانت هناك دول تعتبرنا غير قادرين على تطوير الديمقراطية من خلال تنظيم الانتخابات، غير أن الجزائر كسبت الرهان بعد تجارب متعددة، سمحت لها بإنشاء هيئة مستقلة تسهر على شفافية ونزاهة الانتخابات، وسيرها في ظروف تنظيمية جد مضبوطة”.
فريد.غ /حسين دريدح