أعلنت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، أمس، عن الانطلاق الرسمي للأيام الوطنية التحسيسية حول مكافحة التبذير الغذائي، وترمي العملية إلى حث الأسر على ترشيد الاستهلاك والحد من الاقتناء العشوائي للمواد الغذائية، عبر تقديم نموذج عن الثقافة الاستهلاكية الصحيحة بما يحافظ على استقرار السوق.
وأفادت الوزارة في بيان لها بأن الحملة التحسيسية ضد التبذير الغذائي تستمر إلى غاية ثالث أيام عيد الفطر، وتجري فعاليتها تحت شعار «معا لرمضان دون تبذير، ما نبذرش خلي النعمة تدوم»، ويشارك في تنشيط الحملة التي انطلقت من مديريات التجارة عبر كافة الولايات، مختلف الهيئات والفعاليات والتنظيمات المهنية.
وقد حرصت ذات الهيئة على إدراج عبارة بالعامية ضمن الشعار الذي تم اختياره لهذه السنة، لإيصال مغزى الحملة التوعوية إلى كافة شرائح المجتمع، في إطار مكافحة السلوكات غير السوية التي تظهر في شهر رمضان وفي المناسبات التي تزيد فيها وتيرة الاستهلاك، في مساعي تقوم بها وزارة التجارة الداخلية كل سنة لتذكير المواطنين بأهمية عقلنة الاستهلاك، وتثمين الجهود التي تقوم بها الدولة لمحاربة الندرة والمضاربة واحتكار المنتجات واسعة الاستهلاك وتوفيرها بشكل مستمر ومنتظم.
وتأتي الحملة التحسيسية في ظل الحركية الحثيثة التي يشهدها السوق بسبب الإقبال الكبير للأسر على اقتناء كل ما يدخل في إعداد مائدة الإفطار، من مواد غذائية ومنتجات فلاحية، وتوافدها اليومي على الفضاءات التجارية والأسواق الجوارية التي تم فتحها عبر كافة الدوائر لتقريب المنتجات المختلفة من المواطنين، باعتماد أسعار معقولة من المنتج إلى المستهلك، بهدف تخفيف الضغط على مراكز المدن وعلى الأسواق البلدية، عبر تدعيم نقاط العرض بما يساعد على استقرار الأسعار. وتم اختيار شهر رمضان لتحسيس المواطنين بضرورة تفادي تبذير المواد الغذائية، لأن مستوى استهلاك الأسر خلال هذه الفترة يشهد ارتفاعا ملحوظا، ويصل إلى أرقام قياسية وفق ما أكده «للنصر» ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم، ما يوحي حسبه بوجود إسراف وتبذير للمواد الغذائية، لأن ما يتم اقتناؤه من مستلزمات يتجاوز الاحتياجات اليومية.
وسجل المتدخل ظهور بوادر لثقافة استهلاكية تتنافى مع التبذير وجب على الجمعيات المهنية ومنظمات حماية المستهلكين تثمينها ونشرها بين المواطنين، بموجب مؤشرات تم جمعها من الميدان خلال رمضان الماضي، الذي شهد لأول مرة تراجعا واضحا في تبذير مادة الخبز، باعتباره من المواد الغذائية الأساسية المدعمة من طرف الدولة، التي تخصص لها ميزانية هامة لتسقيف أسعارها.
وتعول منظمة حماية المستهلكين على الدور الفعال الذي تقوم به وسائل الإعلام في مكافحة التبذير الغذائي، وتوعية المواطنين بمغزى رمضان بصفته شهرا للعبادة وليس للإفراط في الأكل والشرب، من خلال نشر التصرفات السليمة التي تضمن للأسرة الحصول على حاجياتها اليومية من المواد الغذائية دون إسراف.
وأوضح المصدر بأن حرص مصالح وزارة التجارة الداخلية على تمديد الحملة التحسسية إلى غاية ثالث أيام عيد الفطر، يهدف إلى الحد من التهافت على تخزين المواد الغذائية لإحياء هذه المناسبة، سيما وأن المخاوف التي كانت تطرح في السابق جراء عزوف التجار عن العمل خلال المناسبات قد زالت تماما، بعد اعتماد نظام المداومة الذي يضمن استمرار الأنشطة التجارية، ووفرة المواد الأساسية في كل الظروف، ويعرض المخالفين إلى عقوبات مشددة.
ويضيف المتحدث بأن التهافت على المحلات التجارية والمبالغة في التسوق هو سلوك اجتماعي غير مبرر، ولا علاقة له بشعيرة الصيام، سيما في ظل وفرة كافة المنتجات بأنواعها وأصنافها المختلفة، وبكميات كبيرة تزيد عن حاجة السوق، بعد أن قامت الوزارة الوصية بضخ كميات كبيرة من المواد الغذائية والمنتجات الفلاحية وتدعيم المطاحن بنسبة إضافية من المواد الأولية لطمأنة المواطنين.
ويراد من الحملة التوعوية إبراز البعد الديني لشهر الصيام، وتعزيز روح التضامن والتعاون في المجتمع، من خلال الجهود التي تقوم بها وزارة التجارة، التي لم تتأخر في تبني عدة آليات للحد من الاقتناء العشوائي للمواد الغذائية، من بينها التوضيب والتغليف، لتشجيع المواطن على اقتناء كميات محددة بحسب ما يستهلكه من مواد غذائية، دون إسراف أو تبذير.
لطيفة بلحاج