شرعت مصالح الرقابة وقمع الغش لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية في خرجات ميدانية للوقوف على ظروف تسويق اللحوم الحمراء المستوردة على مستوى مختلف نقاط البيع، للوقوف على مدى التزام التجار بهوامش الربح الخاصة بهذه المادة، لضمان وصولها إلى المستهلكين بالسعر المسقف من قبل الدولة.شددت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية الرقابة على نقاط بيع اللحوم الحمراء المستوردة، وذلك بتجنيد فرق الرقابة في إطار خرجات ميدانية، بالتنسيق مع مصالح الأمن، لمعاينة نقاط بيع اللحوم الحمراء عبر مختلف أنحاء الوطن، من خلال معاينة السجلات التجارية وكذا شروط الحفظ و التبريد حفاظا على صحة المواطنين.
ووفق ما ورد عن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق فإن الحملات التفتيشية ترمي إلى معاينة مدى التزام التجار بهوامش الربح الخاصة باللحوم الحمراء حفاظا على استقرار أسعار هذه المادة في الأسواق طيلة شهر رمضان، لمنع التجاوزات الناجمة عن عدم التقيد بالأسعار وهوامش الربح المسقفة، بغرض إنجاح الجهود الاستباقية التي تم بذلها على مستوى القطاع تحسبا لشهر رمضان.
وبادرت ذات المصالح بتكثيف الرقابة على فضاءات بيع اللحوم الحمراء بعد تسجيل ارتفاع في أسعار هذه المادة على مستوى بعض نقاط البيع، رغم إطلاقها تحذيرات مسبقة من مغبة التلاعب بالأسعار، متوعدة بالتطبيق الصارم لقانون المضاربة غير المشروعة على المخالفين للتدابير والإجراءات المتعلقة بضبط السوق وحماية القدرة الشرائية.
ويشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق قامت باستيراد أزيد من 50 ألف طن من اللحوم الحمراء خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، من بينها حوالي 18 ألف طن لتغطية الطلب على هذه المادة في شهر رمضان، وضمان وفرتها بشكل مستمر وبالكميات الكافية.
وأكد في هذا السياق رئيس الفيدرالية الوطنية لمستوردي اللحوم الحمراء سفيان بحبو في تصريح «للنصر»، التزام المتعاملين بتوفير الكميات التي يحتاجها السوق من هذه المادة، دون تسجيل أي نقص في التموين أو إخطار من قبل التجار بتراجع كميات اللحوم الحمراء المستوردة في نقاط العرض، بعد بلوغ منتصف شهر الصيام. وسجل المتدخل إقبالا من طرف المواطنين على اقتناء هذه المادة، مع التعود على ذوقها والتمييز بين أصنافها بحسب البلد المصدر للمنتوج، فضلا عن وعي المستهلكين بمستوى الأسعار الخاصة باللحم المستورد، مؤكدا بأن الكميات المتوفرة تكفي لتغطية السوق، مع وجود مخزون يمكن استغلاله في حال تراجع الكميات المعروضة.
وأضاف المصدر بأن طبيعة هذه المادة الغذائية سريعة التلف يجعل من الصعب المضاربة بها من طرف التجار بتخزينها من أجل رفع أسعارها، موضحا بأن الطلب على اللحوم الحمراء عرف استقرارا خلال هذه الأيام بعد أن كان الإقبال عليها كبيرا في الأسبوع الأول من هذا الشهر، معتقدا بأن انشغال الأسر بالتحضير للاحتفال بمناسبة عيد الفطر ساهم في تراجع وتيرة الاستهلاك مقارنة بما كانت عليه في الأيام الماضية.
كما أثنى رئيس فيدرالية مستوردي اللحوم الحمراء على الجهود الاستباقية التي قامت بها وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية لاستقبال الشهر الفضيل في أحسن الظروف، بالشروع في توفير السلع والمنتجات المختلفة من بينها اللحوم الحمراء ستة أشهر قبل حلول شهر رمضان.
وأفاد المتحدث بأن التحضيرات المبكرة شملت هذه السنة أيضا إحياء مناسبة عيد الأضحى، من خلال قرار رئيس الجمهورية باستيراد مليون رأس من الماشية لضمان استقرار أسعارها، والحفاظ على الثروة الحيوانية التي شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب ظاهرة الجفاف.
وأوضح المصدر بشأن التجاوزات التي قد يقوم بها بعض التجار ببيع اللحوم المستوردة على أنها محلية، بأنه على كافة نقاط البيع الالتزام بالقانون، مناشدا التجار للاحتكام إلى الضمير وعدم استغلال الشهر الفضيل لتحقيق الأرباح، عن طريق الغش أو الممارسات التي تستهدف جيوب المواطنين.
لطيفة بلحاج
