انطلقت، أمس الأحد، عبر التراب الوطني، رسميا، التصفيات الولائية لأولمبياد المهن 2025، والتي ستجري على مدار أربعة أيام، كمرحلة أولى، بمشاركة متربصين في مراكز التكوين التابعة للقطاعين العام والخاص، في إطار تظاهرة وطنية تهدف إلى ترقية المهارات الشابة وترسيخ ثقافة التميز.
وجرت الانطلاقة الرسمية لهذه التظاهرة التي تنظمها الوزارة وتندرج ضمن استراتيجية تطوير التكوين المهني من خلال منافسة وطنية تعتمد فيها المعايير الدولية التي وضعتها المنظمة العالمية ( وورد سكيلز)، وتشجع على روح المنافسة في مختلف التخصصات التقنية والمهنية، من شاطئ الصابلات، بالجزائر العاصمة، تحت إشراف وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين وليد. و بلغ عدد المشاركين في التصفيات الولائية لهذه الدورة، حسب ما صرح به السيد ياسين وليد، 5 آلاف و772 مترشحا، موزعين على ثلاث فئات رئيسية ، ويتعلق الأمر بالمتربصين الذين يمثلون 40,5 بالمائة، و المتمهنين الذين يمثلون 35,1 بالمائة، إلى جانب المتخرجين ( 24,4 بالمائة).
وتتوزع المنافسات في هذه الدورة على مجموعة واسعة من التخصصات التقنية والمهنية، تناهز أو تفوق 40 تخصصا، تغطي ستة مجالات رئيسية، وهي، تكنولوجيا التصنيع والهندسة تكنولوجيا الإعلام والاتصال البناء والإنشاءات النقل و اللوجستيات الفنون الإبداعية و الموضة، والخدمات.
وإلى جانب ذلك تشمل المنافسات مهارات متنوعة مثل الميكاترونيك التلحيم، الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني صيانة المركبات التصميم الصناعي الطبخ الحلاقة الفندقة، وصناعة الحلي، إلى جانب تخصصات دقيقة في تكنولوجيا المياه الإنشاءات المعدنية، وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول ومن بينها تخصصات جديدة كالأمن السيبراني.
وحسب تصريح وزير القطاع فقد تم اختيار هذه التخصصات بعناية لتواكب المعايير الدولية و تُلائم أولويات سوق العمل الوطني، مع التركيز على المهارات التي تجمع بين الابتكار العملي والمعرفة التقنية.
وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى تخصيص بعض المنافسات لفئة الشباب أقل من 25 سنة، خصوصا في تخصصات ذات طابع رقمي وتكنولوجي مثل البناء الرقمي الحوسبة السحابية وتكنولوجيا التصميم الصناعي.
وحسب الأرقام المقدمة فقد تصدرت ولاية الجزائر قائمة الولايات الأكثر مشاركة تلتها كل من وهران، و بومرداس، وتلمسان، و باتنة، و البليدة، و سكيكدة، و سطيف، و بجاية، و قسنطينة.
و أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، بالمناسبة، على أهمية هذه التظاهرة في ترسيخ ثقافة العمل الجاد، وجعل التكوين المهني خيارا استراتيجيا لبناء كفاءات وطنية قادرة على مواكبة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، مشددا على أن هذه المبادرة تندرج ضمن الجهود المستمرة من أجل عصرنة القطاع، وخلق روح تنافسية إيجابية تسهم في الارتقاء بمستوى التكوين إلى المعايير الدولية، مع التركيز على إبراز قيمة المهن في المجتمع وتعزيز جاذبيتها لدى الشباب.
ودعا الوزير مؤسسات التكوين إلى المشاركة بفعالية في هذه التصفيات من خلال تحضير فرق مؤهلة وقادرة على التميز في المراحل المقبلة، مشيرا إلى أن المنافسات الجهوية ستجرى شهر سبتمبر القادم قبل أن يفسح المجال للنهائيات الوطنية يوم 3 نوفمبر المقبل، بمدينة وهران.
وفي سياق دعم البعد الدولي للمتفوقين، أعلن الوزير عن مشاركة الجزائر، ولأول مرة في أولمبياد المهن الإفريقية المزمع تنظيمه في زامبيا، إضافة إلى المشاركة المرتقبة في أولمبياد المهن العالمية المقرر تنظيمها بمدينة شنغهاي الصينية، مبرزا بأن هذه المشاركات تشكل سابقة في مسار إدماج الجزائر ضمن خارطة التميز المهني على الصعيد الدولي.
عبد الحكيم أسابع
