تزود مركز البحث في العلوم الصيدلانية بقسنطينة، خلال الأيام الماضية، بأول جهاز لتسلسل الحمض النووي على مستواه، حيث يرتقب أن يدخل حيز الخدمة خلال فصل الصيف، فيما يحتضن ورشة تكوينية دولية حول البيولوجيا الجزيئية والمعلوماتية الحيوية.
وأفاد مدير مركز البحث في العلوم الصيدلانية بقسنطينة، البروفيسور عبد الحميد جكون، في تصريح للنصر، بأن الورشة التكوينية حول البيولوجيا الجزيئية والمعلوماتية الحيوية والطب الدقيق تستمر إلى غاية يوم الأربعاء، حيث أوضح أن الميادين الثلاثة المذكورة تمثل المجالات الأساسية للبحث العلمي في الطب الحيوي. وأضاف المسؤول أن الورشة تستهدف إبراز مكانة مركز البحث في هذه الميادين، إلى جانب إعلام المشاركين إمكانية التعرف على مكامن القوة في المجالات المذكورة على مستوى مركز البحث في العلوم الصيدلانية. ولفت المتحدث إلى أن الفعالية ترمي إلى خلق شبكة من الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج من أجل التعاون في إطار مشاريع بحث، فضلا عن إمكانية تطوير العمل إلى استحداث مؤسسات ناشئة أو مشاريع اقتصادية.
وأضاف المصدر نفسه أن مركز البحث في العلوم الصيدلانية يسعى إلى تثمين جهود البحث في ميادين البيولوجيا الجزيئية والمعلوماتية الحيوية والطب الدقيق التي تمثل أرضية لتحقيق انطلاقة قوية للمركز، الذي اعتبر محدثنا أنه ما يزال في بدايته. وكشف المتحدث أن مركز البحث في العلوم الصيدلانية استلم جهاز تسلسل الحمض النووي Sequencer منذ بضعة أيام، حيث أوضح لنا أنه في مرحلة التركيب في الوقت الحالي، بينما رجح إمكانية أن يدخل حيز الخدمة شهر جوان القادم. ولاحظنا على مستوى المركز أن الأشغال جارية على مستوى الموقع الذي خصص ليكون أرضية لجهاز تسلسل الحمض النووي، حيث سيدفع الأبحاث العلمية التي تجرى على مستوى المركز، فضلا عن أنه سيساعد الباحثين من مختلف المؤسسات البحثية الجامعية وغيرها على إتمام الكثير من المشاريع من خلال الاستعانة بأرضية مركز البحث في العلوم الصيدلانية.
ويعتمد الجهاز الذي زود به المركز بنظام التسلسل التوليفي Sequencing by synthesis، حيث يعتبر من أكثر التقنيات تطورا في مجال تسلسل الحمض النووي، في حين يقدم دقة عالية وسرعة كبير في قراءة الجينوم، كما يستطيع تحديد تسلسل الجينوم الكامل، أو تحديد تسلسل أجزاء معينة من الجينوم، حيث يستخدم تقنيات متقدمة في التحليل البيولوجي، ما يتيح تطبيقات متعددة في البحث الطبي والعلمي.
وانطلقت صباح أمس، الورشة التكوينية الدولية حول «البيولوجيا الجزيئية والمعلوماتية الحيوية: تطبيقات في الطب الدقيق»، حيث تقام تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي, فيما تستهدف تعزيز قدرات الباحثين والمهنيين في أحدث تقنيات التحليل الجينومي والمعلوماتية الحيوية مع تركيز خاص على تطبيقاتها في مجال الطب الدقيق. وقدم البروفيسور تواتي بن أوكراف، المحاضرة الافتتاحية بتقنية التحاضر المرئي حول موضوع «البيانات الضخمة والسرطان في الجزائر: ضرورة إحداث ثورة في المعلوماتي الحيوية»، حيث يشغل كرسي البحث الكندي في مجال المعلوماتية الحيوية الخاصة بالطب الشخصي، فضلا عن أنه رئيس المجلس العلمي لمؤسسة «جينيتيكال» بوهران، كما يعتبر من الباحثين ذوي التأثير الدولي العالي في هذا الميدان.
وتتضمن الفعالية في اليوم الأول ورشات حول إعادة توجيه الأدوية واستكشاف استعمالات جديدة لها بالاعتماد على المعلوماتية الحيوية، فضلا عن استكشاف مقاربة «ألفا فولد» الحديثة للتنبؤ بالبنى البروتينية وتطبيقاتها في اكتشاف أهداف علاجية جديدة، في حين يدور اليوم الثاني على تدريب المتكونين على تحليل الإكسوم مع الاطلاع على جميع المراحل الضرورية للوصول إلى تحليل جيد لمعطيات الجيل الجديد للتسلسل الجيني NGS المتأتية من تحديد سلسلة الإكسوم، وذلك بالانطلاق من مراقبة جودة المعطيات إلى تعليمها وتأويلها بيولوجيا. أما اليوم الثالث فسيخصص للبيولوجيا الجزيئية، في حين سيخصص اليوم الرابع لتطبيقات حديثة مع إبراز دورها في تشخيص العقم الذكوري والأمراض الوراثية.
سامي .ح