أكد وزير الاتصال محمد مزيان، أمس السبت، بأن الجزائر تواجه هجمة إعلامية عنيفة منذ شهر أوت الفارط مرت بمراحل عدة واتخذت أشكالا متعددة ومتنوعة، واستعر لهيبها مؤخرا بهدف تشويه صورة الجزائر وتعطيل مسيرتها التنموية.
وزير الاتصال و في كلمة له، خلال الاحتفالية التي أشرف عليها الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إحياء لليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة، أكد بأن الحملة الشرسة التي تطال الجزائر تجلت من خلال الترويج لأخبار كاذبة و مضللة، وقد بات من الضروري على الإعلام الوطني التكتل للتصدي للعدوان الإعلامي الصارخ ضمن جبهة إعلامية موحدة.
وسجل الوزير تجاوب الأسرة الإعلامية مع مسعى التكتل، وهو ما تم التماسه في اللقاءات الجهوية الأربعة المنعقدة تباعا بوهران وقسنطينة و ورقلة و العاصمة، حيث أبان مهنيو قطاع الإعلام والاتصال وعيا بمستوى تحديات الوضع ومتطلبات المرحلة التاريخية الحساسة التي نعيشها.
كما جاءت توصيات أشغال اللقاءات الجهوية مرتبطة بالراهن وتداعياته وتحدياته على المستوى المحلي والجهوي، معبرة عن طموح الأغلبية الساحقة للعاملين في هذا القطاع الحساس بتقليص الفجوة الرقمية، ومسايرة التغييرات الحاصلة في مجال التقنيات المسخرة لإيصال المعلومة للمواطن، والاستعمالات الإعلامية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد وزير الاتصال بالمناسبة بأن السلطات العليا في البلاد جعلت من ضمن أولوياتها ترقية البيئة الإعلامية لأجل صحافة حرة ومسؤولة، تتميز بالتعددية والاستقلالية واحترام قواعد الاحترافية وآداب و أخلاقيات المهنة، لتكون عمادا لممارسة ديمقراطية محمية من كافة أشكال الانحراف.وحرصت الدولة تكريسا لهذا الأساس على إعادة بعث صندوق دعم الصحافة ضمن قانون المالية لسنة 2025، لجعله بمثابة آلية يعول عليها لتجسيد سياسة الدولة في مجال دعم الصحافة بمختلف أشكالها، وترقيتها وتطوير مهارات الصحفيين ومختلف الفاعلين في مهن الصحافة.
وتم في هذا السياق الحرص على تعميم الجهات المستفيدة من صندوق الدعم ليضم وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية والمكتوبة، عمومية وخاصة، حتى يتسنى للإعلام الوطني أداء دوره على أكمل وجه، بإنتاج مضامين إعلامية ذات جودة، تكريسا لسياسة دعم وسائل الإعلام لمواكبة التكنولوجيات الحديثة لمواجهة المنافسة المحتدمة التي تعرفها الساحة الإعلامية الدولية.
وسيتولى الصندوق ترقية الصحافة المكتوبة والإلكترونية والسمعية البصرية التي تمارس نشاطها بمهنية، إلى جانب دعم بروز صحافة متخصصة في عديد المجالات، وبحسب الوزير فإن الصندوق سيساهم أيضا في تمويل الأنشطة المتعلقة بتكوين وتحسين مستوى الصحفيين والمنتسبين لمهن الصحافة.وأشار المصدر أيضا إلى تمكين الصحف الإلكترونية من الاستفادة من الإشهار المرتبط بالصفقات العمومية، بموجب مشروع المرسوم التنفيذي الذي بادرت به وزارة المالية، فضلا عن إعادة إدراج إلزامية إشهار الصفقات العمومية التي تبرم على المستوى المحلي والجهوي لتمكين الصحف الجهوية من الاستفادة من الإشهار العمومي.وأعلن محمد مزيان بالمناسبة عن صدور المرسوم الرئاسي الذي يحدد القانون الأساسي ونظام الرواتب المطبق على السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، لأداء مهامها في الآجال القريبة، وضبط نشاط السمعي البصري بما يخدم المهنة والمتلقي على حد سواء.كما قامت وزارة الاتصال في إطار تعزيز التواصل والانفتاح مع مختلف الفاعلين في الساحة الإعلامية بإطلاق منصة رقمية «أنت تسأل و وزارة الاتصال تجيب» موجهة للمؤسسات الإعلامية والصحفيين وعموم المواطنين، بهدف الإجابة على تساؤلاتهم وانشغالاتهم، والإصغاء لآرائهم ومقترحاتهم حول واقع الإعلام الوطني وسبل تطويره، على أن تلتزم الوزارة من جهتها بدراسة مختلف المداخلات والتفاعل معها بشكل جاد وفعال في إطار السعي الدؤوب لتحسين أداء المنظومة الإعلامية، وتعزيز ثقة الجمهور.
وأكد الوزير بأن الورشات التي تم فتحها لحد اليوم، والتي سيتم فتحها مستقبلا تحتاج إلى التزام ودعم من أسرة الإعلام لدفع المنظومة الإعلامية الوطنية إلى الرقي بما يضمن لها أداء مهامها باحترافية وعلى أكمل وجه، ومواجهة التدفقات الإعلامية العدائية في الأصوات والأبواق المأجورة.
وعرفت الاحتفالية التي حضرها عدد من أعضاء الحكومة وأعضاء من السلك الدبلوماسي، مشاركة العديد من مسؤولي المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة بكل أطيافها وشخصيات إعلامية بارزة، بالإضافة إلى الصحفيين من مختلف التخصصات ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة بالجزائر. لطيفة بلحاج