دعت مجلة الجيش إلى التفطن للطرق والأساليب الخبيثة التي يستخدمها أعداء الجزائر لتحقيق مآربهم الخسيسة، ولاسيما التضليل والدعاية الهدامة التي أضحت أسلحة خطيرة لمحاولة ضرب أمن واستقرار الجزائر. الأمر الذي يستدعي الوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول استهداف البلاد والمس بوحدتها الترابية والشعبية ، لافتة في هذا الإطار إلى ضرورة تعزيز التلاحم الوطني والوعي بما يحاك ضد الوطن من دسائس في الخفاء والعلن.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش في عددها لشهر ماي تحت عنوان «ذاكرتنا الوطنية... ركيزة بناء الجزائر المنتصرة» أن مجازر 08 ماي « التي ارتكبها المستدمر الغاشم في حق شعبنا الأعزل والتي لا يمكن أن يمحوها تعاقب السنين، فهي جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، استهدفت إخماد صوت الحرية المتصاعد وإلغاء وجود أمة بأكملها، ستبقى تلطخ صفحات تاريخ فرنسا الاستعمارية إلى الأبد».
واعتبرت المجلة أن الإنجازات المحققة اليوم، - «التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو متآمر، لم تكن وليدة الصدفة، بل هي ثمار لجهود مضنية، قوامها على الدوام الإخلاص والصدق، ووضع المصلحة العليا للوطن أسمى الاعتبارات، والإيمان العميق بثقل الأمانة وقدسيتها، وهي المبادئ التي يتم في ظلها بناء الجزائر الجديدة، التي يتطلب منا تعزيز مسار إقامة دعائمها القوية، اليوم أكثر من أي وقت مضى، استجماع الهمم وشحذ العزائم، وتوحيد جهود كافة الجزائريين».
و في هذا السياق، ذكرت المجلة بتأكيد السيد رئيس الجمهورية في رسالته بمناسبة الذكرى 80 لمجازر 8 ماي 1945 قائلا: ”إن الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة، تدفعها اليوم إرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم العاملين في هذه المرحلة الدقيقة على حشد قدراتها لتثبيت مكانتها إقليميا وعالميا، يسندها رصيد تاريخي باعث لفخر الشعب الجزائري المجبول على الشجاعة وإعلاء مبادئ الحق والحرية. وتمسكا بحق شعبها، واعتبارا لقداسة إرث المقاومة والكفاح، وارتباطا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية، فإن الجزائر لا تقبل إطلاقا أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار”.
وتابعت افتتاحية مجلة الجيش، قائلة: «من هذا المنظور، فإنّ المتمعن في المسيرة الطويلة لكفاح شعبنا الأبي، يدرك تمام الإدراك أنه ما حقق النصر ولا بلغ المبتغى إلا بالوحدة والتماسك والتضامن وتراص الصفوف، والالتفاف حول هدف واحد هو استرجاع السيادة الوطنية مهما كان الثمن والتضحيات».
وأضافت بالقول «سيادة من واجبنا جميعا، شعبا وجيشا، أن نحفظها ونصونها ونقف صفا واحدا في وجه كل من يحاول استهدافها و المساس بثوابتنا و بوحدتنا الترابية والشعبية، وذلك من خلال تعزيز تلاحمنا الوطني، والوعي بما يحاك ضد وطننا من دسائس في الخفاء والعلن، والتفطن لكل الطرق والأساليب الخبيثة التي يستخدمها أعداء الجزائر لتحقيق مآربهم الخسيسة، ولاسيما التضليل والدعاية الهدامة التي أضحت أسلحة خطيرة لمحاولة ضرب أمننا واستقرارنا».
و أشارت في هذا الإطار، إلى تأكيد السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارته نهاية الشهر الفارط إلى الناحية العسكرية الرابعة بقوله: “يجب التأكيد على ضرورة التصدي للاستخدام الخطير للدعاية الهدامة والمضللة، في ظل التطور الهائل لتكنولوجيات الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. فالأخبار الكاذبة والتلاعب بالمعلومات أصبحت أسلحة فتاكة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة”، مضيفا أن “التصدي للحملات المغرضة، التي تستهدف الإضرار بصورة الجزائر واجب على كل وطني غيور على وطنه، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التحلي بأعلى درجات الوعي واليقظة، والالتزام الوطني، والسهر على إحباط كافة هذه المخططات الدنيئة، التي تستهدف أمن واستقرار بلادنا ووحدتها الترابية والشعبية”.
وشددت مجلة الجيش، أنه «مهما حيكت على بلادنا من مؤامرات ومكائد، فإن العهد الذي قطعه أبناء الجزائر بالسير على درب أسلافهم سيبقى إلى الأبد عقيدة راسخة، لا غاية لهم سوى أن تكون لأمتنا على الدوام كرامة مصانة تعتز بها، وحرية أزلية تفتخر بها، واحترام وتقدير لا يساء إليه قيد أنملة، وهو ما يعمل عليه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي يدرك تماما عظمة مسؤوليته، وهو يؤديها بكل تفان والتزام وإخلاص، مواصلا تطوير كافة مكوناته، متمسكا أشد التمسك بمبادئ وثوابت ثورة نوفمبر المجيدة وبالقيم الوطنية النبيلة التي ضحى من أجلها أسلافنا الميامين».
مراد -ح