أبرز السفير التنزاني بالجزائر، امان سلومي نجاليكاي، «قوة العلاقات التاريخية والسياسية التي تربط البلدين»، مؤكدا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية و التجارية بينهما و العمل معا في إطار التبادل الإفريقي، ولفت إلى أن الجزائر «بلد رائد في تشجيع التعاون الاقتصادي الإفريقي»، مشيرا إلى أن تنزانيا، كبوابة لشرق القارة، توفر عدة فرص للاستثمار و يمكن أن تكون بوابة لرجال الأعمال الجزائريين لولوج أسواق الدول الإفريقية الأخرى.
كما أبرز امكانيات تنزانيا خاصة في مجال الشحن البحري من خلال الموانئ التي تمتلكها و كنقطة عبور نحو 8 دول افريقية فضلا عن الفرص التي تمنحها في المجال الفلاحي و الموارد المائية مؤكدا على أن هذه الامكانيات تشكل فرصة للمستثمرين الجزائريين لاكتشاف السوق التنزانية و إقامة مشاريع استثمارية وفق مبدأ رابح-رابح بين البلدين.
وتطرق على وجه الخصوص إلى فرص الاستثمار في قطاع الصناعة الصيدلانية بتنزانيا خاصة مع التطور الذي حققته الجزائر في هذا المجال الى جانب التعاون و الشراكة في قطاع المحروقات.
جاء ذلك خلال «منتدى تنزانيا حول التجارة، الاستثمار و السياحة»، المنظم من طرف سفارة الجمهورية المتحدة لتنزانيا بالجزائر بحضور السفير امان سلومي نجاليكاي ، و ممثلي وزارات الطاقة و المناجم و الطاقات المتجددة، والشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج و الشؤون الإفريقية و اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة و المؤسسات المصغرة، إلى جانب ممثلي هيئات و مؤسسات البلدين المعنية بالاستثمار و عدد من رجال الأعمال الجزائريين.
و يشكل هذا المنتدى أرضية استراتيجية لتقوية العلاقات الاقتصادية بين تنزانيا و الجزائر و ترقية التعاون ما بين الدول الإفريقية و تشجيع الاستثمار تماشيا مع أهداف منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (زليكاف)، حسب الشروحات المقدمة بالمناسبة.و تم في هذا الاطار التطرق إلى القطاعات ذات الأولوية المستهدفة بالتعاون و المتمثلة في الصناعة الصيدلانية والصناعات الغذائية و السياحة والطاقة والمناجم و الاقتصاد الأزرق.
و في هذا السياق ، أكد مدير ترقية و دعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج و الشؤون الإفريقية، فصيح رابح، على مرافقة الوزارة للجهود التي تهدف لتمتين العلاقات الاقتصادية بين الجزائر و تنزانيا، لافتا إلى أن هذا المنتدى «يأتي في ظروف جد متميزة، لاسيما تنظيم الجزائر للطبعة 56 للمعرض الدولي و المعرض 4 للتجارة البينية الإفريقية» سبتمبر القادم. و تأسف لكون حجم التبادل التجاري بين البلدين يبقى ضعيفا رغم الامكانيات الموجودة، داعيا إلى استغلال الفرص المتاحة لتقوية الشراكة و الاستثمار البيني.كما دعا المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين للمشاركة بقوة في المعرض الدولي الذي سيقام بدار السلام بتنزانيا نهاية جوان القادم، و هو فرصة للتعريف بالمنتجات الجزائرية.
وفيما يخص الإطار القانوني للتعاون بين البلدين، ذكر السيد فصيح بوجود بروتوكولات تعاون في مجال الطاقة، مؤكدا على ضرورة «توسيع و تمتين الإطار القانوني للتعاون و خاصة الاتفاق حول حماية و تشجيع الاستثمار و اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي». وتابع: «سنعمل على الاسراع في توقيع هذه الاتفاقيات».وتطرق السيد فصيح إلى جهود الجزائر في مجال الاستثمار خاصة الاطار التشريعي و ما يمنحه من مزايا و توفير بيئة جذابة للمستثمرين، معبرا عن أمله في أن يستغل المتعاملون التنزانيون هذه المزايا للاستثمار في الجزائر.كما أكد على وجود العديد من الفرص للشركات الجزائرية للاستثمار في تنزانيا و تعزيز الشراكة بين البلدين وولوج الأسواق الإفريقية معا خاصة مع انتمائهما لمنطقة « زليكاف»، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الجهود لتفعيل مجلس الأعمال الجزائري-التنزاني. من جهته، قدم ممثل وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة و المؤسسات المصغرة، ساجي محمد، عرضا حول التطور الذي حققه القطاع و حول مختلف التسهيلات الموجهة لتشجيع انشاء المؤسسات الناشئة، مؤكدا أن الوزارة منفتحة على التعاون الدولي في هذا المجال.
و تطرق بدوره رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار و التطوير، أمين بوطالبي، إلى فرص التعاون بين البلدين خاصة في ميادين الفلاحة و الطاقة و الصناعة الصيدلانية مستعرضا أهمية السوق التنزانية لتصدير مختلف السلع الجزائرية.