* المنظومة الصحية تتدعم بـ 10 آلاف سرير
شدد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أول أمس الخميس، على ضرورة إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعميم الرقمنة عبر كل المؤسسات الصحية وخاصة الملف الإلكتروني للمريض، يتبعه إجراء آخر يتعلق بـ «المعرف الوطني الصحي» الذي يسمح للمريض أن يتنقل في أي مكان دون ضرورة حمل الملف الطبي الخاص به في أي مكان عبر التراب الوطني.
و أرجع الوزير الفضل في هذا التقدم الرقمي لمستخدمي وإداريي القطاع عبر مختلف المؤسسات الصحية الذين كانوا وراء هذا الإنجاز الذي سيجعل المريض يواصل العلاج في أي مستشفى ويساعد الطبيب للقيام بمهمته بكل أريحية.
وأشاد وزير الصحة في تصريحاته التي أدلى بها خلال الزيارة الميدانية لقطاعه بوهران أول أمس، بالخطوة الكبيرة التي قطعها قطاع الصحة بالجزائر، والمتعلقة بالاعتماد على الألياف البصرية لتسهيل العمل والتي ربطت بها المستشفيات وفق شبكة وطنية، مما سيسمح للوزارة أيضا بالحصول على المعطيات الميدانية التي تساعدها في اتخاذ القرارات المناسبة سواء كانت استعجالية وآنية أو بالتنسيق مع المصالح المعنية، وهذا من خلال التعرف على عدد الأسرة المشغولة وغير المشغولة وكمية الدواء المستهلكة وعدد مستخدمي الصحة وغيرها من المعطيات الضرورية لترقية الخدمات.
وفي نفس السياق، حرص الوزير على ضرورة التكفل الجيد وتقديم الخدمة التي تكون في صالح المريض سواء من حيث الرعاية الصحية أو الأدوية أو التجهيزات وغيرها من الخدمات المدرجة في البرنامج الخاص بالمريض، مردفا أن هناك برامج أخرى مستقبلا تتعلق بالجانب الوقائي ستدعم المنظومة الصحية، مؤكدا أن منظمات عالمية أصبحت تعترف بتطور المنظومة الصحية في الجزائر خاصة في مجال التكفل بالمريض وكذا القفزة النوعية في المعدات والهياكل، مذكرا أنه منذ 2020 لغاية اليوم تم إنجاز 603 هيكل صحي وتم مؤخرا تسجيل إنجاز أكثر من 10 مستشفيات جامعية في مختلف جهات الوطن.
و أوضح الوزير أيضا أن رئيس الجمهورية منح كل الولايات برنامجا يتعلق بالهياكل الصحية، مما سيسمح برفع الطاقة الاستيعابية لقطاع الصحة بـ 10 آلاف سرير من بينها 900 سرير لوهران، إلى جانب توفير الإمكانيات من تجهيزات ومعدات طبية عالية المستوى لكل مستشفيات الوطن حتى منها الموجودة في أقصى الجنوب.
و اشار أن المساعي تتجه نحو إنشاء أقطاب صحية متخصصة عبر كافة التراب الوطني، وهذا لتقريب الصحة من المواطن وتحسين الخدمات المقدمة له، داعيا لضرورة استغلال الكفاءات المتخصصة في زراعة الأعضاء سواء الكلى أو الكبد أو أعضاء أخرى، خاصة وأن الجانب المادي لا يطرح إشكالا، بل توفير هذه الكفاءات هو المحور الأساسي وعليه يجب وفق الوزير استغلال الكفاءات الطبية في البحث العلمي والتكوين للارتقاء بالأداء والانتقال لإجراء العمليات المختلفة، منها زراعة الأعضاء.
علاج الحروق يتم وطنيا منذ عامين
وفي ذات السياق، قال الوزير إنه من الإنجازات الكبرى التي تم تجسيدها في قطاع الصحة ما تعلق بالحروق، فالجزائر كانت ترسل سنويا ما بين 40 إلى 50 مصابا بالحروق إلى مستشفيات خارج الوطن للعلاج، ولكن منذ عامين بعد تدشين رئيس الجمهورية لمستشفى الحروق في زرالدة والذي تلاه تدشين مستشفى وهران ومستشفيات في ولايات أخرى، لم يتم إرسال أي مصاب بالحروق للخارج، بل كلهم تم التكفل بهم وطنيا حتى المتضررين من الحرائق الصيف الماضي في مختلف مناطق الوطن، حيث تم التكفل بـ 1377 جريحا و300 حالة حروق مستعصية.
وخلال تدشينه لجناح الاستعجالات الطبية والجراحية الجديد بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب الأطفال «عبد القادر بوخروفة» بحي المنزه بوهران، أوضح الوزير أن مثل هذا المركز سيمكن من التكفل بشكل أحسن بشريحة الأطفال المصابين بأمراض القلب في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تقريب الصحة من المواطن وتحسين الخدمات المقدمة له، مشيرا لمستشفى أمراض وجراحة القلب للأطفال في معالمة بالعاصمة بسعة 120 سريرا حيث نوه سايحي بأن المؤسسات الاستشفائية التي تملك خبرة كبيرة، ستكون لها الريادة في خلق أقطاب صحية متخصصة.
وكان وزير الصحة قد إستهل زيارته الميدانية لوهران، بتدشين وتسمية المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الإستعجالات الطبية والجراحية بوادي تليلات التي أطلق عليها اسم «الدكتور محمودي محمد»، أما بالمؤسسة العمومية الإستشفائية 240 سرير بسيدي الشحمي، طرح الوزير فكرة إمكانية تحويلها لمستشفى جامعي لتكون ثالث صرح صحي من نوعه بالولاية، وهي المؤسسة الإستشفائية التي تم قبل استلامها النهائي تخصيصها للمصابين ب»كوفيد 19» وقت الجائحة، وقد دخلت الخدمة رسميا في مارس 2024، كما دشن المؤسسة الاستشفائية المتخصصة «عيسي بن علي» بالكرمة والعيادة الطبية التابعة للقطاع الخاص «الجزائر» ببلدية بئر الجير.
بن ودان خيرة