أسدى وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي تعليمات صارمة بتسريع وتيرة إنجاز المدن الجديدة، وتسديد مستحقات المؤسسات المنجزة، كما أمر بوضع رزنامة لضبط آجال الانتهاء من تشييد هذه المشاريع تحسبا للانطلاق في إنجاز مدن جديدة أخرى.
عقد محمد طارق بلعريبي وزير السكن والعمران والمدينة أول أمس الخميس اجتماعا خصص لمتابعة نشاط المديرية العامة للمدينة في إطار التحضيرات القائمة لعرض حصيلة السداسي الأول لسنة 2025 الخاص بقطاع السكن.
ووجه الوزير بالمناسبة تعليمات صارمة لتسريع وتيرة إنجاز المدن الجديدة الأربع، مع الحرص على تسديد مستحقات المؤسسات المنجزة، إلى جانب السهر على إتمام هذه المشاريع في آجالها المحددة ، وفق ما ورد في بيان عن الوزارة.
وتم خلال الاجتماع الذي شارك فيه مدراء المدن الجديدة الأربع، بوغزول وبوعينان وسيدي عبد الله وحاسي مسعود، وإطارات مركزية، التأكيد من قبل الوزير على أهمية التقيد بآجال تنفيذ هذه المشاريع الهامة، ووضع ورقة طريق مدعومة برزنامة لضبط موعد الانتهاء من إنجاز المدن الجديدة الأربع، من بينها مدينتي سيدي عبد الله وبوعينان.
وتندرج هذه التعليمات في سياق التحضير لتشييد مدن جديدة أخرى في إطار ما ينص عليه المخطط الوطني للتهيئة العمرانية، سيما وأن وزير السكن أمر بإعداد منصة رقمية لإحصاء المعلومات المتعلقة بكافة المشاريع الموكلة للمدن الجديدة.
كما تم استعراض مجمل المشاريع المنجزة والتي ما تزال قيد الإنجاز على مستوى المدن الجديدة الأربع حسب الأموال المرصودة لكل مشروع، بما تضمه هذه المدن من منشآت تقنية وبنى تحتية ومرافق إدارية وغيرها.
وأمر محمد طارق بلعريبي في ذات اللقاء بضبط أجندة خاصة بالمشاريع التي ما تزال حيز التنفيذ وتحديد الأولويات، مع التأكيد على ضرورة دعم الديناميكية الاستثمارية في المدن الجديدة، علما أن الاجتماع تضمن عرضا شاملا للقطع الأرضية الموجهة للاستثمار بالمدن الجديدة، وتعليمات لمرافقة المستثمرين فور تحويل هذه القطع من طرف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار لفائدة المستثمرين.
كما وجه الوزير أوامر ببرمجة اجتماع تقني آخر يضم المديرية العامة للمدينة والوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار لإحصاء المناطق الاستثمارية المحولة والمزمع تحويلها لذات الوكالة بعد رفع كافة العراقيل التقنية والإدارية، مع التحضير الجيد للقطع الاستثمارية من طرف مدراء المدن الأربع.
وأسدى بلعريبي توصيات بفتح آفاق جديدة بالمناطق الاستثمارية المزمع استحداثها مستقبلا، على غرار المنطقة الاستثمارية المبرمجة بمدينة بوغزول، التي من المنتظر أن تتربع على مساحة 264 هكتارا.
ويشار إلى أن وزير السكن شدد في اجتماعات سابقة على الأهمية التي تكتسيها إنجاز مدن جديدة باعتبارها ركيزة استراتيجية لبناء نموذج معماري واقتصادي مستدام، ودعا القائمين على تنفيذ هذه البرامج الطموحة لمضاعفة الجهود وتسليم المشاريع القائمة في الآجال المحددة.
وتجدر الإشارة إلى انعقاد أربعة اجتماعات بصفة متتالية لعرض الحصيلة المالية والتنفيذية للمدن الجديدة، قدم خلالها مدراء المدن الأربع ملخصا عن نسب صرف الميزانية حسب قانون المالية الحالي، إلى جانب تقييم مدى تقدم هذه المشاريع بناء على صور وفيديوهات ميدانية تعكس ما هو موجود بورشات البناء من حركية دؤوبة.
وتهدف السلطات العمومية من خلال وضع مخطط خاص بإنشاء مدن جديدة لتحقيق التوازن الجغرافي وتخفيف الضغط على المدن الكبرى، ومواجهة الطلب المتزايد على السكن، في إطار بيئة تضمن كافة وسائل العيش المريح، من مرافق تعليمية وصحية وترفيهية ووسائل نقل وغيرها.
وتعد مدينة سيدي عبد الله بالعاصمة مدينة رقمية وبيئية متكاملة، في حين تعتبر مدينة بوغزول بولاية المدية مدينة نموذجية وبيئية نظيفة، وتحمل بدورها مدينة حاسي مسعود بورقلة صفة المدينة البترولية المتخصصة في دعم النشاطات الطاقوية، في حين يراد من إنجاز مدينة بوعينان بالبليدة تجسيد نموذج للمدينة المتكاملة لاستقطاب السكان والمؤسسات. لطيفة بلحاج
