دعا، أمس، وزير الاتصال محمد مزيان، إلى الالتفاف حول القيم الثقافية والوطنية والتصدي لمحاولات ضربها حتى لا يكون الشباب الجزائري عرضة للدعاية المغرضة.
وأكد الوزير خلال يوم دراسي بجامعة الحاج لخضر باتنة 01 حول «الإعلام بالأمازيغية في الجزائر»، بأن الأمازيغية مكون أساسي وأوَلي للهوية الوطنية، داعيا إلى تحري الدقة والمصادر والابتعاد عن الإشاعات عندما يتعلق الأمر بمساءلة مواضيع الهوية على غرار الأمازيغية.
وقال وزير الاتصال في مداخلته خلال إشرافه على افتتاح ملتقى الإعلام بالأمازيغية بين تثمين التجربة واستشراف المستقبل، بأن تاريخ الشعب الجزائري ضارب في الأعماق وما استقبال رئيس الجمهورية في أعلى المستويات في المحافل الدولية، إلا دليل على احترام تاريخ الجزائر.
و ترحم الوزير في مستهل كلمته على أرواح شهداء ذكرى الثامن ماي 1945 التي مرت قبل أيام، وقال بأن تلك الأحداث كانت المؤشر الدال للشعب الجزائري من أجل استرجاع سيادة وطنه، فكان شعاع الثورة التحريرية من جبال الأوراس.
وعرج بعدها محمد مزيان على موضوع الملتقى، وقال بأن مساءلة الممارسة المهنية لقيمة الأمازيغية في المضامين الإعلامية، تنطلق من التجربة نحو الاستشراف مثمنا ما قطعه الإعلام بالأمازيغية من أشواط، وأكد الوزير بأن المشكلة الأساسية في مساءلة موضوع الأمازيغية هو هيمنة الإيديولوجيات مضيفا بأن الإيديولوجية عاطفة وأن ما هو متفق عليه في الجامعة أن دراسة التاريخ تكون بالعلم وليس بالإيديولوجيا، وأن التاريخ علم يحتاج إلى وثيقة وإلى معرفة الأسباب والمسببات، وقراءة الكتب التي تسمى المصادر التي عايشت الأحداث التاريخية.
وثمن وزير الاتصال مجهودات المحافظة السامية للأمازيغية، التي بادرت بالتنسيق مع جمعية الأوراس للصحفيين والمراسلين لتنظيم الملتقى بجامعة باتنة 01، ودعا في كلمته الباحثين بالجامعة التي قال بأنها مرادف للأخلاق وللحقيقة والدقة، إلى تحري الدقة والاستناد للمصادر الحقيقية والابتعاد عن الشائعات، خاصة عند مساءلة موضوع مثل الأمازيغية التي أكد بأنها مكون أساسي وأولي للهوية الوطنية.
وأكد الوزير في توجهه للأساتذة الجامعيين، على الابتعاد عن الإيديولوجيا المبنية على العاطفة والاكتفاء بالحقيقة التاريخية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ، وفي ذات السياق دعا إلى الاطلاع وقراءة النصوص القديمة، التي تشير صراحة أن الأمازيغية ليست صنيعة الخيال بل حقيقية، وذكر مزيان النصوص الإغريقية لهيرودوت، والنصوص اللاتينية للوبوليفيوس، ونصوص تيتوس ليفيوس الذي كان قنصلا فيما كان يعرف بأفريكا نوفا أو تونس حاليا وذلك في القرن الأول قبل الميلاد.
ودعا الوزير أيضا إلى قراءة مقدمة ابن خلدون، التي قال بأنها من أبرز الوثائق التي نحن بحاجة إليها في هذه الظروف بالذات لفهم ما يعرف بعلم العمران، ودعا الوزير أيضا لقراءة العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وقال بأن الديوان يخصص فيه ابن خلدون حيزا كبيرا لأبناء المزيغ مشيرا لقوله بأن الاسم ارتبط بالحرية.
واستند أيضا وزير الاتصال إلى العلامة عبد الحميد بن باديس، في تأكيده على الهوية الأمازيغية، حيث قال بأن ابن باديس الصنهاجي سنة 1938 «ما من نكير أن الأمة الجزائرية، كانت مازيغية من قديم عهدها، وأن أمة من الأمم التي اتصلت بها ما استطاعت أن تقلبها من كيانها ولا أن تخرج بها عن مازيغيتها أو تدمجها في عصرها، بل كانت هي تبتلع الفاتحين فينقلبون ويصبحون كسائر أبنائها».
وشدد الوزير في ختام كلمته على ضرورة التصدي للإشاعة التي تمس بمقومات الهوية الوطنية من عربية وأمازيغية وإسلام.
يـاسين عـبوبو
