أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالنيابة، البروفيسور خلفان كريم، أمس، أن دور السلطة تحصين وحماية العملية الانتخابية بينما هي ليست المتدخل الوحيد في هذا الإطار، بل يوجد الجانب القضائي لتفادي الخروج عن القانون أو عدم احترامه، حيث وضع المشرع الجزائري آليات حماية أخرى منها تدخل القاضي لضمان حقوق المترشحين.
و ذكر أن انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت شهر مارس الماضي، أظهرت أنه عندما تكون الإرادة السياسية والتنفيذ الصارم للقانون بنصوص تستجيب لوضع مجتمعي معين، تكون النتيجة في الميدان.
وأوضح رئيس السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات بالنيابة البروفيسور خلفان كريم، أمس، في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات الملتقى الجهوي المنظم بجامعة وهران 2 ، من طرف الندوة الجهوية لجامعات الغرب والموسوم «العدالة الانتخابية»، أن الملتقى يأتي في سياق حرص السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على تعزيز الشراكة المؤسسية مع الجامعة ومراكز البحث، وهذا ما يندرج ضمن إطار ما نصت عليه مواد من القانون العضوي للانتخابات ومنها ترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة و أخلقة الحياة السياسية، وكذا ضمان مشاركة فعلية للمواطنين في الحياة السياسية، بعيدًا عن أي تأثير مادي أو معنوي، وأيضا في سياق التزام السلطة بالعمل على نشر ثقافة الانتخابات والتحسين المستمر في هذا المجال، معتبرا أن الجامعة هي شريك استراتيجي في ترسيخ ثقافة المواطنة والمشاركة، وأن الطلبة باعتبارهم نخبة المستقبل لهم دور وازن في معادلة الوعي والممارسة الديمقراطية.
و أردف أن هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة وأن ما يجعله أعمق هو تزامنه مع مناسبتين وطنيتين عظيمتين وهما أحداث 8 ماي 1945 ويوم الطالب 19 ماي، وهما محطتان تحملان وفق المتحدث دلالات نضالية وتاريخية عميقة، تعكس التلاحم الوثيق بين جيل الثورة وجيل الاستقلال وتؤسس لمسؤولية جيل الغد في بناء الجزائر الجديدة، مشيرا إلى أن العزوف الانتخابي ظاهرة عالمية ولكن يجب الاهتمام بها على المستوى الوطني وإيجاد الحلول والآليات المناسبة للدفع بالمواطن كي يندمج ضمن المشاركة الفعلية، وفي شق السلطة الوطنية للانتخابات، المناطة بعمليات التحسيس والتوعية.
وبخصوص اتفاقية التعاون بين السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات والندوة الجهوية لجامعات الغرب التي تم توقيعها أمس، قال البروفيسور خلفان، إنها ليست سوى محطة أولى على درب شراكة متجددة هدفها تعزيز الوعي الانتخابي وترسيخ قيم العدالة والشفافية.
أما رئيس الندوة الجهوية لجامعات الغرب أحمد شعلال، فاعتبر أن موضوع العدالة الانتخابية بالغ الأهمية في مسار تعزيز الديمقراطية وترسيخ دولة القانون، وأنه موضوع أصبح في صلب النقاشات الأكاديمية والمؤسساتية، بالنظر للدور المحوري الذي تلعبه في ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين وصون الإرادة الشعبية، مضيفا أن تنظيم الملتقى يأتي في سياق وطني وحركية إصلاحية مهمة سياسية وقانونية، أبرز تجلياتها تعزيز استقلالية الهيئة المشرفة على الانتخابات ضمن مساعي لبناء منظومة انتخابية عادلة وشفافة.
بن ودان خيرة
