حثّ رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، كافة الجزائريات والجزائريين على التلاحم والتكاتف والحس الوطني اليقظ ، وقال إنه أمثل مسلك لتجنّب الأوطان ويلات الهزات والأطماع، مشددا على أن الشعب الجزائري
كان دوما حريصا على التمسك بوحدته ورصّ صفوفه، وقد تمكن بتضحيات أبنائه من الانتصار.
بعث رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس برسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال المصادف للخامس جويلية، دعا فيها كافة المواطنين إلى التلاحم و التمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف، في ظل التحولات الكبيرة التي يعرفها العالم اليوم، مذكرا في نفس الوقت بما حققته الجزائر من إنجازات و مكاسب منذ فجر الاستقلال
إلى اليوم.
و اعتبر الرئيس تبون أن ذكرى استرجاع السيادة الوطنية لها دلالة عميقة في أفئدة كل الجزائريين، حيث انجلت في ذلك اليوم جحافل الاستعمار البغيض عن وطننا المفدى وهي تجر أذيال الهزيمة لأنها جوبهت برجال أشداء سكن الوطن سويداء قلوبهم وعقدوا العزم على تحرير الجزائر، وقد ظل الشعب الجزائري وقواه العاتية يقدم القوافل تلو الأخرى من الشهداء البواسل حتى النصر المبين.
و تابع رئيس الجمهورية يؤكد بأن الجزائر ومنذ بزوغ فجر استقلالها عكفت على استثمار تلك المحطات الخالدة التي رفعت الشعب الجزائري إلى أعلى مراتب الوطنية الصادقة بين شعوب الأرض، استثمار كان مبنيا على الوفاء لتلك الدماء التي سالت فداء للجزائر، وتقديسا للأرواح الطاهرة التي قدمت قربانا من أجل حرمة أرضه وسمائه ومصير أبنائه.
وعن الوضع الراهن قال الرئيس في رسالته إن الجزائر اليوم تخوض مرحلة عمادها التعامل مع مختلف الرهانات بنفس جديد والتطلع إلى رفع التحديات بكامل الثقة في قدراتنا ومقدراتنا الوطنية المنبعثة من خالص آمال المواطن.
وفي هذا المقام حرص رئيس الجمهورية على التأكيد بشكل قاطع بأن الجزائر حققت الكثير منذ استرجاع سيادتها الوطنية إلى اليوم وحققت العديد من الانتصارات، وقال بأن البلاد « قطعت أشواطا متتالية على هذا النهج، نهج الجزائر المنتصرة الوفية لمبادئها والمرسخة لمرجعياتها الساعية إلى ترسيخ المواطنة الحقة، وقد تمكنت بتضحيات بناتها وأبنائها من الانتصار».
إلا أنه وفي هذا الخضم نبه الرئيس الجميع إلى التحولات التي يشهدها عالم اليوم و ضرورة التمعن فيها جليا، داعيا جميع المواطنين إلى التلاحم و التمسك بالوحدة الوطنية لأنها أفضل مسلك لتجنب الأوطان كل مكروه، وقال بهذا الخصوص «إن ذكرى استقلالنا واسترجاعنا للسيادة الوطنية، كما أنها تستنهض فينا روح استذكار التضحيات الجسيمة التي دفعها شعبنا في سبيل انعتاقه، فإنها تدفعنا إلى النظر مليا حول ما يشهده العالم اليوم من تحولات، وكيف أن التلاحم والتكاتف والحس الوطني اليقظ، هو أمثل مسلك لتجنيب الأوطان ويلات الهزات والأطماع».
ليؤكد بعد ذلك أن الشعب الجزائري كان دائما على هذا النهج وهذا المنحى، وكان دوما «حريصا على التمسك بوحدته ورص صفوفه»، وظل عبر مختلف وقفاته التاريخية عبرة للشعوب في الولاء للوطن.
في الختام أبى الرئيس عبد المجيد تبون، بمناسبة هذه الذكرى الغالية والمتميزة في التاريخ الوطني والمقرونة بعيد الشباب أيضا، إلا أن يتقدم بأخلص تهانيه إلى المجاهدات و المجاهدين وكافة أبناء الشعب الجزائري وبناته، وتوجه بتحية خاصة أيضا إلى حامي حمى الوطن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وإلى كافة الأسلاك الأمنية والنظامية التي تحرس وتحفظ أمن الوطن والمواطن، داعيا الجميع إلى التفاني والوعي بالرهانات العظيمة التي سار عليها الشهداء الخالدون.
إلياس -ب