سارت امتحانات شهادة التعليم المتوسط في يومها الثاني في تنظيم محكم، وتنافس بين المترشحين لتحقيق نتائج مرضية، في ظل تباين في الآراء حول موضوع مادة الرياضيات الذي شكل عقبة أمام البعض، وفرصة لتحسين النتائج بالنسبة لفئة أخرى من التلاميذ، مع إجماع على سهولة موضوعي الإنجليزية والاجتماعيات.
اجتاز أمس المترشحون لنيل شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2025 الامتحان في مواد الرياضيات والإنجليزية في الفترة الصباحية، والتاريخ والجغرافيا في الفترة المسائية في نفس الأجواء التي ميزت اليوم الأول، من تنظيم محكم وتأطير شامل لمراكز الإجراء، وتأمين لمحيطها لضمان راحة المترشحين والقائمين على تنظيم وتأطير هذا الامتحان الرسمي.
والتحق المترشحون بقاعات الامتحان في الوقت المحدد دون تسجيل حالات تأخر جراء انسداد الطرقات، أو عدم توفر وسائل نقل لفائدة المترشحين القاطنين بمناطق تبعد عن مراكز الإجراء، وذلك بفضل مخطط النقل الذي اعتمدته عديد الولايات للتكفل بالممتحنين طيلة مجريات شهادة التعليم المتوسط التي تختتم اليوم.
وفيما أجمع المترشحون على سهولة موضوعي اللغة الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا، اشتكى البعض من صعوبة موضوع الرياضيات، لاسيما التمرين الأخير الذي شكل عقبة بالنسبة لعدد من الممتحنين بعد أن واجهوا إشكالات في العثور على الإجابة الصحيحة، في حين وجدت فئة أخرى من المترشحين الموضوع في المتناول مستمد من المقرر، لاسيما بالنسبة لمن حضروا جيدا للامتحان خلال العام الدراسي، واجتهدوا في حل التمارين والتدرب عليها، علما أن مواضيع الامتحانات الرسمية تأتي في العادة متدرجة من حيث الصعوبة، وتوجه بالدرجة الأولى للتلاميذ متوسطي المستوى.
وتنفس المرشحون لنيل شهادة التعليم المتوسط الصعداء بعد إتمام امتحاني اللغة الإنجليزية والاجتماعيات، واجمعوا على سهولة الموضوعين، لاسيما وأن الأسئلة جاءت واضحة ومباشرة وخالية من الغموض والأخطاء، الأمر الذي ساعد الممتحنين على حل الموضوعين في أريحية على أمل تحسين ما فات البعض في امتحان الرياضيات.
موضوع الرياضيات يقسم المرشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط
ولم تختلف انطباعات المترشحين بشأن مواضيع اليوم الثاني لامتحان شهادة التعليم المتوسط عبر مختلف مراكز الإجراء،فقد اشتكى مترشحون بولاية تبسة من بعض الصعوبات في موضوع الرياضيات، خاصة ما تعلق بالتمرين الأول وكذا الوضعية الإدماجية.
وأفاد مترشحون «للنصر» بأن موضوع الرياضيات كان مستمدا من الفصلين الأول والثاني، وأكد آخرون على مستوى مركز الإجراء «براهمي الشريف» مواجهة صعوبة في حل الموضوع بسبب تعقيده وطول التمارين التي تضمنها، خاصة الوضعية الادماجية التي تطلبت منهم الكثير من التركيز، في حين اتفق الجميع على سهولة موضوعي الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا.
وبقسنطينة أفاد بدورهم مترشحون لنيل شهادة التعليم المتوسط ممّن تحدّثت إليهم «النّصر» عقب اجتياز امتحاني الفترة الصباحية، بصعوبة موضوع الرياضيات، خاصة الوضعية الإدماجية، فضلا عن طول الأسئلة، في حين كانت آراؤهم مخالفة تماما بشأن امتحان الإنجليزية نظرا لسهولة الموضوع، على غرار امتحان التاريخ والجغرافيا الذي أثلج بدوره صدور المترشحين.
كما أجمع مترشحون تحدثت إليهم «النصر» على مستوى مركزي مولود فرعون والعقيد لطفي بتيزي وزو، على سهولة امتحان اللغة الإنجليزية، بفضل الأسئلة التي كانت مفهومة، بينما تباينت الآراء حول امتحان الرياضيات، في حين أبدى البعض ارتياحا نسبيا للأسئلة، اشتكى آخرون من صعوبة الموضوع.
وبولاية بسكرة تباينت الآراء أيضا حول موضوع امتحان مادة الرياضيات، بين من وجده صعبا نوعا ما، وفي المتناول مستمدا من المقرر الدراسي بالنسبة للآخرين، وأكد تلاميذ تحدثت إليهم «النصر» على مستوى بعض المراكز، تلقي صعوبات في حل التمرين الثاني لموضوع الرياضيات، وأفاد بدورهم بعض الأولياء بأن الأسئلة كانت في مستوى فئة من التلاميذ النجباء، عكس ما تعود عليه المترشحون في دورات سابقة.
ويشار إلى أن امتحانات اليوم الثاني لشهادة التعليم المتوسط بولاية بسكرة سارت في أجواء هادئة وترتيبات محكمة على مستوى 45 مركز إجراء، بفضل تسخير الوسائل اللازمة من قبل السلطات المحلية.
وبالوادي، أكد مترشحون على مستوى المراكز التابعة لبلدية البياضة صعوبة موضوع الرياضيات مقارنة بمواضيع اليوم الأول، في حين تباينت الانطباعات حول موضوع الإنجليزية بين السهل والمتوسط بحسب درجة التحضير للامتحان، مقابل الاجماع على سهولة موضوع التاريخ والجغرافيا، الذي كان في المتناول.
عناية خاصة بالمترشحين المقيمين بالمستشفيات
وبولاية وهران واصل لليوم الثاني على التوالي 22 مترشحا اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط من الأطفال مرضى السرطان في ظروف جد عادية، منهم 14 إناثا و7 ذكور، بفضل الوسائل التي سخرتها المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الأورام بالولاية، بهدف توفير الظروف المناسبة على مستوى المركز الذي تم تجهيزه لضمان راحة الممتحنين على غرار باقي مراكز الإجراء المتواجدة على مستوى المتوسطات.
وسجلت المؤسسة الاستشفائية اجتياز 4 مترشحين امتحان شهادة التعليم المتوسط على أسرة المستشفى بسبب وضعهم الصحي، علما أن إدارة مستشفى الأورام الأمير عبد القادر بالحاسي بوهران شرعت قبل خمس سنوات في تنظيم امتحان شهادة التعليم المتوسط، وهي تعد أول مؤسسة صحية قامت بهذه الخطوة عبر الوطن، مع تحقيق نسبة نجاح مائة بالمائة في الدورات السابقة.
وينتظر أن يجري اليوم المترشحون الامتحان في مواد الفرنسية والعلوم الطبيعية واللغة الأمازيغية بالنسبة لمن درسوا هذه المادة.
المراسلون/لطيفة بلحاج