أعطى والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، إشارة الانطلاق لأول دورية مراقبة جوية باستعمال طائرة دون طيار «درون» من صنع جزائري، في إطار انطلاق حملة الوقاية ومكافحة حرائق، التي أعطى إشارة انطلاقتها من المقاطعة الإدارية ذراع الريش.
وحسب المشرفين على تشغيل هذه الطائرة المسماة «أوراس 700»، فهي صناعة وتطوير تكنولوجي للمؤسسة العسكرية الجزائرية، حيت تلقوا تدريبا تقنيا خاصا، تحت إشراف إطارات وضباط الجيش الوطني الشعبي، وتتمتع هذه الطائرات بقدرات التحليق والرصد ليلا على مساحة 4 كلم، مزودة بكاميرا حرارية وبارتفاع تحليق 30 مترا. وكانت ولاية عنابة من أوائل الولايات التي استفادت من هذا النوع من الطائرات من ضمن 20 ولاية. وستكون المحطة الجوية العسكرية بمطار عنابة، موقعا لانطلاق الطائرات المناوبة والمسخرة لإطفاء حرائق الغابات، تعمل عبر نطاق واسع لتشمل مختلف الولايات الشرقية، حيث دخلت نحو 4 طائرات قاذفة للمياه حيز الخدمة بمطار عنابة، من أصل 12 أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية على وضعها حيز التصرف لدى مصالح الغابات والحماية المدنية، بالإضافة إلى الطائرات التابعة للجيش الوطني الشعبي والمسخرة للتدخل أيضا في مجال مكافحة الحرائق.
وحسب ما كشفه المدير العام للغابات، جمال طهراوي، في تصريح لوسائل الإعلام، فسيتم لأول مرة خلال 2025، اعتماد وسائل تكنولوجية حديثة تساعد على الرصد وإعطاء معطيات ميدانية على توسيع الحرائق، أبرزها كاميرات حرارية تعمل على نطاق 20 كلم، بالإضافة إلى عقد اتفاقية من وزارة التعليم العالي، لاعتماد اختراع جديد يتعلق بمسح مساحات شاسعة للإنذار في حالة وجود حريق، سيتم تعميمها عبر إجراء التجارب بعدة ولايات، منها الشرقية ذات الغطاء النباتي الكثيف على الساحل.
وتعمل مصالح الغابات لولاية عنابة، على التنسيق مع نظيرتها بالولايات المجاورة في كل من الطارف، قالمة وسكيكدة، لوضع مخطط تدخل مشترك عبر النقاط الحدودية التي تشكل تهديدات في توسع حرائق الغابات، إلى جانب اعتماد وسائل رصد حديثة لتبادل المعطيات والمعلومات الميدانية بهدف التدخل.
من جهتها شرعت محافظة الغابات لولاية عنابة، في تنصيب العمال الموسميين لمكافحة حرائق الغابات بمختلف الأقاليم الغابية، تزامنا مع تنفيذ القرار الولائي المتضمن افتتاح حملة مكافحة حرائق الغابات لهذه السنة وكذا تنصيب أفواج التدخل للفرقة المتنقلة لمكافحة حرائق الغابات بكل من شطايبي، وادي العنب وسرايدي. كما تعمل مؤسسات الأشغال الغابية والهندسة الريفية، على استكمال تهيئة الخطوط المضادة للنار بعدة محاور في دائرة شطايبي، منها جسر كافلا- سيدي ملياني، عين مصباح والزقع، مع إطلاق أشغال جديدة لتهيئة المسالك على مسافة 40 كلم بكل من إقليم الحجار، عين الباردة والعلمة.
كما أعدت مصالح الغابات، مخططا وقائيا لحماية الأملاك الغابية خلال صيف 2025، ضمن إستراتيجية التعاون بين المديرية العامة ومجمع سونلغاز، حيث تم ضبط خطة عمل وقائية وتشغيلية لحماية شبكات الكهرباء وعدم حرمان السكان من هذه الطاقة الحيوية صيفا، بالإضافة إلى حماية أنظمة الاتصالات.
ووفقا للمصدر، فقد تم ضبط مخطط حملة الوقاية، إلى جانب برنامج التدخل ومحاربة حرائق الغابات الذي انطلق في الفاتح جوان بالمناطق المستهدفة، مع ضبط الموارد البشرية واللوجستية ومنها الرتل المتحرك. كما استكملت مصالح الغابات، إنجاز جميع أبراج المراقبة بعدة مواقع، منها سرايدي ومرتفع البوني، بهدف مراقبة وحماية الغابات من انتشار الحرائق وتسمح بتتبع النقاط التي تتواجد فيها ألسنة اللهب واتجاهها وانتشار النار، حتى تتمكن وحدات الإطفاء التابعة لمصالح الغابات والحماية المدنية من وضع خطة ميدانية، اعتمادا على المعطيات التي تأتيهم من أبراج المراقبة، حيث يعمل برج المراقبة بسرايدي، على كشف الحرائق أو محاولة إشعالها بجبال الايدوغ الممتدة إلى غاية شطايبي وواد لعنب، كما يعمل برج المراقبة بالبوني، على مسح المناطق الغابية في الجهة الشرقية للولاية، بكل من عين الباردة، الشرفة والعلمة، حتى لا تنقل الرياح النيران إلى الجانبين، قادمة من قالمة. تجدر الإشارة، إلى إطلاق عملية تجديد الغطاء النباتي المتضرر من الحرائق والزيادة في المساحة الغابية وذلك عبر تشجير 140 هكتارا بكل من التريعات وواد لعنب.
حسين دريدح
