احتضنت ملحقة الطب بجامعة سعيدة، أمس، أول امتحان رقمي تجريبي على المستوى الوطني، خص طلبة السنة الثانية علوم طبية، في خطوة نحو تعميم العملية على باقي الجامعات، وتجسيد سياسة صفر ورق من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعد نجاحها في الرقمنة الشاملة للتسجيلات الجامعية ومختلف العمليات الإدارية والبيداغوجية.
كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن شروعها في اعتماد الامتحانات الرقمية، بنشر فيديو على الصفحة الرسمية لوزير القطاع كمال بداري يظهر طلبة يجرون امتحانا رقميا، باستعمال أجهزة الحاسوب، وعلق الوزير على العملية بأنها تتعلق بأول امتحان رقمي تجريبي وطنيا لطلبة السنة الثانية علوم طبية بملحقة الطب بجامعة سعيدة على منصة «موودل»، مضيفا بأن جامعة سعيدة أنموذج للتعليم المبدع والمفتوح.
وأفاد في ذات السياق المستشار الإعلامي للوزارة عبد الجبار داودي في توضيح «للنصر»، بأن الامتحان الرقمي خص كمرحلة أولى ملحقة الطب بولاية سعيدة فقط، على أن تليها مؤسسات أخرى ممن تتوفر على الإمكانيات والوسائل اللوجستية والتقنية.
ويشار إلى أن شريط الفيديو الذي بث على الصفحة الرسمية لوزير القطاع أظهر قاعة مجهزة بحواسيب مربوطة بشبكة الأنترنيت، خصصت لاجتياز الامتحان من طرف طلبة السنة الثانية علوم طبية، وكان الموضوع عبارة عن أسئلة تحتمل أجوبة متعددة وعلى الطالب انتقاء الجواب الصحيح.
ويعد الاختيار المتعدد من الطرق الأكثر شيوعا في التقييمات والاختبارات الإلكترونية على مستوى عديد الجامعات والمعاهد والمراكز التعليمية في الدول المتقدمة التي قطعت أشواطا كبيرة في رقمنة المناهج التعليمية وطرق التدريس.
وتندرج العملية ضمن سياسة الوزارة لتعميم الرقمنة على كافة العمليات البيداغوجية، بعد أن تمكنت من تعميم سياسة صفر ورق على التسجيلات الجامعية، مما خفف عن الطلبة الجدد خاصة، عناء التنقل إلى المؤسسة الجامعية لدفع الملف الورقي الذي يؤكد انتسابهم للمعهد أو الكلية التي وقع الاختيار عليها لإتمام المشوار الدراسي.
وكان كمال بداري أكد في تصريح إعلامي سابق بأن رقمنة القطاع بدأت تأتي ثمارها من حيث السرعة والفعالية وتبسيط الإجراءات، وذلك بعد أن تمكن القطاع من إطلاق 69 منصة رقمية مرتبطة ومدمجة في النظام الرقمي المعلوماتي للقطاع في إطار تجسيد الجامعة الذكية وهو الهدف الذي يطمح إليه القطاع.
كما تسعى الوزارة إلى إرساء إدارة جامعية ذكية تقوم على تبسيط الإجراءات الإدارية والبيداغوجية والخدماتية التي تقدمها مختلف المؤسسات الجامعية، وتندرج هذه الجهود في سياق تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية برقمنة كافة القطاعات الحكومية، بهدف ضمان الشفافية في التسيير سيما في قطاع التعليم العالي، وتطوير مقروئية الجامعة الجزائرية على الساحة الدولية، إلى جانب تحسين ترتيبها على الصعيد الدولي، سيما بعد تسجيل نتائج جد إيجابية في هذا المجال.
وينتظر أن يشهد الموسم الجامعي القادم تنظيم امتحانات تقييمية رقمية مماثلة على مستوى مؤسسات جامعية عدة، بعد أن تكللت التجربة الأولى بولاية سعيدة بالنجاح، ولقيت إشادة من طرف وزير التعليم العالي، بالموازاة مع الاستمرار في رقمنة هياكل المؤسسات الجامعية للرفع من مستوى أدائها وتحقيق الجودة في التعليم، وتحسين ظروف الدراسة لفائدة الطلبة من خلال تطبيق الذكاء الرقمي في شتى الخدمات التي توفرها هذه الهياكل.
ويشار في هذا السياق إلى أن برنامج الرقمنة الذي باشره قطاع التعليم العالي شمل كذلك ميدان الخدمات الجامعية لضمان النجاعة في تسيير النقل الجامعي والإيواء و الإطعام، وتحقيق التكفل الأمثل بالطلبة الجامعيين، و توفير الظروف الملائمة للإبداع والتفوق والتنافس على تحقيق الابتكارات العلمية عبر مختلف المراكز البحثية التي استحدثتها الوزارة في عديد المؤسسات الجامعية.
لطيفة بلحاج