نوهت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدور الجزائر المشرف في المحافل الدولية، ودفاعها الصريح ومطالبها المستميتة بفك الحصار عن غزة، ورفضها القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وأشارت إلى أن في الجزائر لا تعارض في المواقف بين الشعبي والرسمي، بل إنهما موقفان متكاملان يشدّ بعضهما عضد الآخر.
وأكدت جمعية العلماء المسلمين في بيان نشرته، مساء أول أمس، موقع من طرف رئيسها الدكتور عبد الحليم قابة، حول الأحداث المأساوية في غزة، أن الجزائر برفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني تواجه معركة حامية الوطيس، ومؤامرة خبيثة لمحاولات فاشلة تهدف إلى تطويعها وكسر صلابة موقفها، وأكدت الجمعية دفاعها الثابت والمستميت عن الوطن من أجل أن يستمر في مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه كل الواجبات الوطنية.
وأشادت جمعية العلماء بكل حراك عالمي لكسر الحصار عن غزة، وأعربت عن مساندتها ودعمها له، واعتبرته حراكًا يعبر عن الضمير الإنساني الحي، وأكدت أن كل وسيلة وعمل يؤدي إلى فضح الكيان ومطاردته والضغط عليه، والتقليل من هيمنته وإضعاف جرائمه، هو ساحة عمل شريفة يجتمع فيها كل الأحرار، ويتعاون العقلاء من أجلها، كما ثمنت كل أشكال المقاطعة الاقتصادية، التي تجفف منابع الدعم لهذا العدو المجرم، واعتبرت أن أي تعامل مع الكيان المجرم بأي وجه من وجوه التعامل، وبالخصوص في ظل هذه العربدة والإبادة، يعد من نفس الإجرام الصهيوني، وأنه جريمة متكررة في حق أطفال وأهل غزة الصامدة.
ودافعت جمعية العلماء المسلمين في نفس البيان عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة وغير المسلحة، من أجل الدفاع عن حقوقه الأساسية في الاستقلال والحرية، وأشادت بدور المقاومة التي لا تزال تربك الاحتلال وتثخن في عصاباته الإجرامية، وتبث الذعر والرعب في صفوف حلفائه، وتحطم آلياته، وتجعل منها قبورًا ملتهبة بالنار والدمار. ودعت الدول العربية إلى فتح المجال للشعوب من أجل أن تعبر عن موقفها الغاضب، وتضامنها الإنساني مع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة المجاهدة، وأكدت أن مواقف الشعوب في غضبتها وحراكها، تعتبر ضمانًا للحكومات، وإعرابًا عما ينبغي أن يكون عليه موقفها الموحد الرسمي والشعبي.
ودعت جمعية العلماء إلى فتح المعابر ودخول المساعدات الإنسانية، ونددت بمواقف بعض الدول العربية والإسلامية أمام الهيمنة الصهيونية، وأكدت أن التاريخ سيسجل كل المواقف المتخاذلة إن لم تتداركها الدول والحكومات، وأضافت أن حقن دماء أهل وأطفال غزة مسؤولية جميع المسلمين، ويجب أن تتجاوز مساحات الكلمات إلى الفعل الميداني المطلوب، وشددت على أن التعامل مع الكيان الصهيوني، وتطبيع العلاقات معه، هو الذي يقدم له شرعية الاستمرار في القتل والإبادة، ويضمن له الأمان على مصالحه الدنيئة. وطالبت جميع الأنظمة العربية بأن تتحلل من جريمة التطبيع، وأن تراعي الأخلاق الإسلامية، والشيم العربية، والمروءات الإنسانية، وأن تبادر إلى موقف موحد، تعلن فيه قطع العلاقات مع المجرمين القتلة.
نورالدين ع